شهدت مستشفي بحري أحداث سيناريو يصلح مسلسلا شديد المأساوية ، بطل المسلسل طفل فقده ذويه بعد ولادته بقليل ، ظانين انه مات ، وسلمتهم المستشفي التي ولد فيها جثة طفل لدفنها باعتباره جثة وليدهم البكر.
وجمعت أحداث السيناريو المأساوي الذي رسمته الصدفة وربما إهمال أسرتين من بقعتين مختلفتين.
وعرف الأب الشاب خالد صدفة ان ابنه من زوجته ملكة أبو زيد ما يزال علي قيد الحياة ، وان الطفل الذي دفن جثته هو ابن رجل أخر من أمراه أخري تدعي( رحمة ) أنجبت ثلاث توائم في الشهر السابع فقدت احدهم داخل (الحضانة ) وردت عليها المستشفي انه مات لكن لم تستلم جثته.
التقت (حكايات ) خالد البشير ، فقال انه لم ير طفله الذي وضع في الحضانة بعد ولادته مباشرة لأنه ولد ( مشروقاً ) وبعد يوم من ولادته أبلغته إدارة المستشفي بوفاته ، وسلمته جثمان الطفل حملة ملفوفاً ودس شهادة وفاته في جيبه دون ان يقراها ، رغم ان البيانات علي شهادة الوفاة تقول ان الطفل الميت باسم امرأة أخرى غير زوجته .
وأضاف البشير ان فاجعته كانت كبيرة لان الطفل كان ابنهما البكر فقرر اصطحاب زوجته (ملكه ) رغم إنها ولدت بعملية قيصرية ، فتوكأت علي كتفه واحتضن هو جثمان الطفل الذي ظن انه ابنه الي منزل احد أقرباه بحله حمد المجاورة للمستشفي ، وهناك كفن الطفل ودفنه بمقابر الحي ، وقام بمواساة زوجته بالقضاء والقدر وقال خالد بشير انه وبينما كان يتصفح (حكايات) قراء اختفاء طفل من المستشفي أخذه شخص يدعي (خالد ) عن طرق الخطأ ، وان الشرطة باشرت إجراءات التحقيق في الحادث، وان هناك خطأ في تسليم الجثمان لشخص ترك طفله واخذ جثمان طفل آخر ..!
وبين مصدق ومكذب اصطحب زوجته وعاد الي المستشفي ، وكانت الزوجة تسابق زوجها رغم ان جراح العملية لم تندمل ، وهناك تدخلت الزوجة (ملكة) لتواصل سرد التفاصيل ، وقالت كادت تطير من الفرح حين اكتشفت الحقيقة ، ولم تصدق ما قرأته في (حكايات) وما سمعته من زوجها وحين عادت للمستشفي وشاهدت الطفل الموجود في الحضانة ، تذكرت ملاحظة كان قد اخبرها بها الطبيب الذي قام بتوليدها بان لابنها( ستة أصابع في يديه ورجليه) فأسرعت لتتفقد الأصابع البريئة ، وحين وجدتها هدأت نفسها وطلبت جرعة ماء تشربها لأنها لم تتجرع الماء منذ إبلاغها بوفاة ابنها .
ولكن حلقات الخزن لم تنتهي بعد وتواصلت التراجيديا في أسرة (رحمة) القادمة من حجر العسل التي أنجبت ثلاثة توائم اختفي احدهم ، فهم لا يصدقون رواية المستشفي وان التوأم الثالث( مات) وتقول رحمة أنهم ابلغوها انه توفي الاثنين ، بيد أنها أرضعته يوم الثلاثاء وصبيحة الأربعاء وان التوأم الثلاث كانوا داخل الحضانة حتى الأربعاء وتضيف رحمة ان شقيقتها طلبت نهار الأربعاء رؤية الأطفال فوجدت ان جهاز الحضانة قد تغير ، ووضعت البنت و الولد فيما اختفي الولد الثاني.
وواصلت رحمة ان شقيقتها سالت السسترات عن الولد واخبروها انه مات وان جثته سلمت لهم ، وكانت أقوال السستر متضاربة ما جعلهم يلجئون للشرطة.
ما تزال رحمة لا تصدق ان طفلها مات ، وما زالت الدموع تسيل من عينيها وتقول المستشفي ظلمتني
ورغم الحزن البادي علي محيا أسرة رحمة فأنهم صعدوا السلالم للطابق العلوي بمستشفي الولادة ببحري لتهني الأم (ملكة) بعودة طفلها واطمئنانها علي صحته وبدورها واست ملكة (الرحمة) في فقدها الجلل.
صحيفة حكايات