دخل المهدي الخليفة العباسي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المسجد أكثر من خمسمائة رجل من طلبة الحديث، أهل العمائم والمحابر والأقلام، وفيهم مالك بن أنس، فقام الناس جميعاً إلا ابن أبي ذئب، أحد العلماء، من رواة البخاري ومسلم، فقال المهدي: يا ابن أبي ذئب، قام الناس لي جميعاً إلا أنت، قال: والله الذي لا إله إلا هو، لقد أردت أن أقوم لك، فلما تهيأت للقيام تذكرت قوله تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين:6]. فتركت هذا القيام لذاك اليوم، قال: اجلس، والله ما بقيت في رأسي شعرة إلا قامت.