سيرة ذاتية لابطل افريقيا السيد حامد بك كنتيباي

نورالدين ابيب
كنتيباي حامد بك...الزعيم الأفريقي العظيم ..
الزعيم الأفريقي العظيم ،عبارة قوية في مضمونها ومعانيها الدلالية ،ومن أطلقوها أدركوا معناها وذاقوا طعمها .في حق من أطلقت فيه.وبرغم أنهم أعداءه ألا أنهم وقت التوثيق وقول الحقيقة يقولوها كما شاهدوها وعاشوها. بحق خصمهم اللذوذ..وجعلوا من صورته ذكري لاتنسي لمتاحفهم في اروبا..نعم انه كنتيباي حامد بك ،الملقب بالزعيم الأفريقي العظيم ،كصاحب أول مشروع وطني تحرري في القرن التاسع عشر ..وهو اكبر إخوته من أولاد كنتيباي حسن ود هداد..وربما الكنتيباي الوحيد التي جمع بين لقب كنتيباي والزعيم .واختلف عن أسلافه الذين سبقوه في قيادة الحباب ، وحتي عن الذين خلفوه من بعده.. فهو الي جانب انه قيادي قبلي تحكمه أعراف وتقاليد المجتمع العشائري القبلي ،كان زعيماً سياسيا ومناضلاً وطنياً .يطمح الي تطوير وتحويل المجتمع القبلي العشائري التقليدي البسيط ،الي مجتمع مدني حديث. تحكمه قيم الدولة القانونية والسياسية والثقافية والاجتماعية.بحدودها الجغرافية وسيادتها الوطنية ،وجيشها ونظامها ،المتطور..رجل سبق زمانه ومكانه في الفكر والتخطيط والرؤية الحالمة والطموح المتسع لإقامة دولة وطنية حديثة.في ذالك الوقت المبكر من الزمن .وبلدان العالم الثالث لتوءها تدخل مرحلة الاستعمار الأوربي الحديث ،طلائعهم تصل الي الموانئ المهمة كسواكن ومصوع وغيرها من منافذ المنطقة...لكنه كان متحسباً لكل الأوضاع والظروف .وكان يعمل بدهاء وحكمة السياسي المحنك .الذي خبرته الأحداث وعركته ظروف المرحلة ومقتضياتها،وقلة النصير الداخلي والخارجي ،وأهمية وحيوية وحساسية المنطقة التي كان يعيش فيها إستراتيجياً...ارتبط بعلاقات صداقة وتواصل مع محيطه الإقليمي في المنطقة خاصة مع مهدي السودان وإمام اليمن وشريف مكة وخديوي مصر،وشيئاً من الود الحذر من باب اتقاء الشر مع ملك الحبشة.والقبول الاسمي في إطار الأمر الواقع علي سواحل البحر الأحمر مع الباب العالي في تركيا..لكن في عقلية الزعيم الأفريقي كنتيباي حامد بك ومخيلته الواسعة مشروع دولة بجاوية وطنية بمحيط جغرافي أفريقي. ودين إسلامي.وثقافة بجاوية هجينة التواصل العربي الإفريقي البجاوي.تتميز بخصوصيتها وبذخها وتعدد مشاربها .تؤكد صيرورتها التاريخية وبقاءها الأبدي العتيق كواحدة من الحضارات الإنسانية التي نشأة مابين البحر والنهر ..تميز كيان الحباب الذي كان يحكمه كنتيباي حامد بك بشئ من الإستقالية والذاتية والخصوصية المتفردة في الحكم والإدارة ،فلم يكن تابعاً كلياً للتركية السابقة ،ولم يكن مستقلا عنها كذالك بحكم الهيمنة العثمانية القوية في المنطقة ..ولكن النزاع والتجاذب للنفوذ المحلي كان يتم بين الزعماء المحليين ومن يمثلون السلطة العثمانية .والعلاقة بين محافظ مصوع الذي كان يرتبط بعلاقة مزدوجة مابين الأتراك والأحباش وكنتيباي حامد بك صاحب مشروع الدولة الوطنية التحررية لم تكن علي ما يرام.. ودائما كانت تجري بينهم المساجلات والنزاعات والخصومات فيمن يخضع لمن..!..لكن أخيرا كنتيباي حامد حسم أمره وصراعه مع محافظ مصوع وقطع صلته به نهائياًس.ونقل قيادته وإدارته وحصته من الجمارك والضرائب والإتاوات إلي سواكن..وربما نظام الإدارة في سواكن كان مرناً ومتسامحاً ومتقدماً أكثر منه من نظام الإدارة المزدوج في مصوع..مما سهل الحركة والتفكير والمناورة لكنتيباي حامد لتحقيق مشروع الدول الوطنية ،التي طالما حلما بها وكرس لها وقته وجهده وماله ..وفي سواكن كسب علاقات وصداقات جديدة ،ووجد من يقاسمونه الهم والحلم والفكرة..توثقت علاقته مع الأمير عثمان أبوبكر دقنة..قبل ظهور الدعوية المهدية وثورتها،وقبل أن يكون أميرا للمهدية في شرق السودان.. ومن أهم إعلام الحباب في سواكن في ذالك الوقت ،علي سبيل المثال لا الحصر ..قاضي سواكن الأمير عبد القادر حسين ،وشقيقه الشيخ محمد نور حسين إمام وخطيب الجامع الحنفي بسواكن ..وإدريس بك محمد أمين جمرك سواكن ...في 1883م ظهرت الثورة المهدية وتم تعيين الأمير عثمان دقنة أميرا للمهدية في شرق السودان ،وكثف الأمير هجماته علي سواكن .وشعر الزعيم كنتيباي حامد بك بحرج شديد من وجوده في سواكن ،وانه لم يستطيع تقديم المساعدة لصديقة دقنة .بسبب وجود القوي الأمنية والعسكرية والحصار المضروب علي سواكن من القوي الإستعمارية..فنقل كنتيباي حامد بك مقر قيادته من سواكن الي مرسي رارات (تكلاي) حالياً..بالقرب من قرورة ..وأعلن بيعته للمهدية حيث أرسل وفداً كبيراً ضم كل القبائل التي كانت تحت إدارته،بقيادة أخويه همد وهداد والقاضي عبد القادر حسين ..التقي الوفد بالأمير دقنة في مقر قيادته بتاماي في 1885م..وجدد البيعة وقدموا قافلة محملة بالمؤن والأقمشة والعتاد قوامها (200جمل)..دعما لجيش المهدية..وأعطيت لوفد الحباب من قبل الأمير دقنة راية بقيادة الأمير القاضي عبد القادر حسين أميرا علي سواحل بلاد الحباب..ولأن كنتيباي حامد بك وجد ضالته في المهدية جاراً ونصيراً ،ومقاوماً وطنياً في طريق التحرر وإقامة الدولة الوطنية التي تمناها وعمل لها منذ وقت مبكر...ولقدرة الله البالغة ولعظمة الوجه التوجه وحسن الصدف الخالصة، أن كون أول شهيد في الثورة المهدية من الحباب ،ليس من عامة الناس وذوي القربي، وإنما هو ابن قائدهم وزعيمهم المحبب محمد بن كنتيباي حامد بك ،استشهد في تاماي 1885م.. ليشتدة قلب الرجل وصدقه ونيته تأييداً ووفاءً للمهدية وأميرها الصديق عثمان دقنة ..وفي 1886م عين الخليفة عبد الله التعائشي الأمير محمد عثمان ابوقرجة أمير البرين والبحرين ،أميرا للإدارة المدنية بشرق السودان. وتفرغ عثمان دقنة للقيادة العسكرية..نشأة علاقة حميمة وصداقة نادرة بين ابوقرجة وكنتيباي حامد بك .تطورت الي حلف سياسي وعسكري واقتصادي،بين المهدية والحباب ..بموجب ذالك تقاسم الحباب والمهدية عوائد الإيرادات الجمركية في ميناء تكلاي الإسلامي بواقع ريالين للحباب وريال للمهدية..وبعد اغلاق مينائي موصوع وسواكن من قبل القوي الإستعمارية في وجه المهدية ..تعاطم الدور الإقتصادي والتجاري لمرسي تكلاي..وضمنت المهدية منفذ بحري من خلاله يصدرون ويستوردون ويحصلون علي المؤن والبضائع والأسلحة ،لتمويل عملياتهم الحربية ضد المستعمر..ونتيجة للشجاعة والحكمة والحنكة التي تميز بها كنتيباي حامد بك في إيجاد التحالفات وتكوين الصداقات.تأكد بمالايدع مجالاً للشك والريب انه بدأ يشكل خطراً داهماً، وكبيراً، للمصالح الإستعمارية في المنطقة..وأنهم لن يتركوه يكبر ويقوي ويمد نفوذه ويختار حلفاءه وأصدقاءه كما يشاء..كما أن دعمه للتدراويش وتمويلة لعملياتهم العسكرية دخل في خانة المحذور والخطر المضاد الذي ينبغي ان يحسب له إلف حساب، ويدفع ثمن مواقفه الوطنية من قبل القوي الاستعمارية..كما ان المنطقة الجغرافية التي يحتلها الرجل ونتيجة لأهميتها الإستراتجية وقعت في كماشة حصار من كل الاتجاهات،،فالبريطانيون في الشمال والإيطاليون في الجنوب والأحباش في الغرب والبحر الأحمر من الشرق.مافي مفر للمناورة والاصطفاف والالتفاف عليها..ومن جهته كنتيباي حامد لم يستسلم للأمر الواقع ،بدأ يعد العدة للمواجهة وللمقاومة والنضال، الذي فرضت عليه .ولأنه صاحب مشروع وطني تحرري،لابد من الدفاع عنه بتكوين الفيالق العسكرية تجهيزاً وتدريباً وتسليحاً .رغم ضيق الإمكانيات وقلة الحيلة والخبرة ،وشراسة العدو وتطوره وامتلاكه لكل أسباب القوي المادية والعسكرية والمعلوماتية .وتفوقه براً وبحراً وجواً..لكن الحكمة والحقيقة تقول لا مقارنة في موازين القوي بين الجلاد والضحية..ولا توازنة بين ما يملكه كنتيباي حامد بك من عدة وعتاد وبين ما يملكه خصومه.. فما كان لدهاء وحنكة كنتيباي حامد بك أن يفكر بنفس منطق أعداءه.ويلعب في تناقضاتهم وإطماعهم وصراعهم حول الموارد ومناطق النفوذ .فكان يضرب الانجليز بالإيطاليين ،ويضرب الأحباش بالإيطاليين .ومن بين ذالك يكسب الوقت للتخطيط وترتيب الأفكار ،ويستفيد منهم لتسليح جيشه وإعداده وتدريبه لمواجهتهم المحتومة...لكن ربما عزة الرجل وعدم تقبله للإهانة والاستفزازات المتكررة ،اخرجت الرجل من صمته في لحظة غضب عارمة أحرقت أحشاءه. ليستجيب بالرد والتصدي بالمثل للأستفزازات التي تعرض لها، من قبل محافظ مصوع .ليجاهر بمحاربة القوي الاستعمارية الأوربية الغازية وعملاءها في المنطقة أمثال محافظ مصوع .. الي جانب دعمه ومساندته للمهدية. وضعت كنقطة سوداء في سجله الرجل المصادم من قبل القوي الإستعمارية..وهنا جاءت لحظة الحساب والانتقام والفرصة المواتية للتخلص من كنتيباي حامد بك الذي شكل عقبة كأداء امام تقدم القوي الطامعة في نهب خيرات بلاده..وفي عملية استخبارتية تجسسية اشتركت فيها الأجهزة الأمنية والعسكرية البريطانية والإيطالية والحبشية وعملاءهم من الطابور الخامس من الداخل. ممن كان لهم حقد وخصومة وحسد وغيرة من تميز وحنكة وتصرفات كنتيباي حامد بك..عملية توفرت لها كل الإمكانيات وتجمعت لها كل الإرادات والمعلومات..بموجبها تم القبض والاعتقال علي كنتيباي حامد بك حسن الزعيم الافريقي العظيم ،ونفي كباقي المناضلين .. الي روما في ايطاليا..إلي أن مات الزعيم كنتيباي حامد بك ، اخيراً مسموماً بحقنة طويلة الأجل لم تقتله مباشرة ،ولكنها حتماً تسببت في وفاته بعد فترة طويلة .. لينفي من اغتالوه عنهم تهمة جريمة قتله..ليموت حلم الدولة الوطنية الحرة مبكراً بموت الزعيم كنتيباي حامد بك ،ويتبخر معه أمل الأجيال التي جاءت بعده.علي طول امتداد ساحل البحر الأحمر الغربي..لتظل المنطقة محل نفوذ وصراع محلي وإقليمي ودولي حتي اليوم....حزن الأميران دقنة وابوقرجة لفقدهما أقوي صديق وحليف كان سنداً منيعا ونصيراً معيناً للمهدية في سواحل البحر الأحمر..وقد خلده الأمير ابوقرجه بذكري اسمه.عندما وضعت زوجته مولوداً ذكراً.في البقعة ام درمان ..سمي ابوقرجه مولوده الجديد بكنتيباي تيمناً وذكراً خالدة لصديقة كنتيباي حامد بك ..في رمزية اجتماعية لدلالة الاسم التي جمعت مابين الشرق والشمال والمهدية والحباب وبيت اسقدي والدناقلة.. ومازالت أسرة كنتيباي ابوقرجة يتوارثون اسم كنتيباي كابر عن كابر في الخرطوم وام درمان وبقية اجزاء السودان حتي اليوم..وعندما توفي كنتيباي حسن حفيد كنتيباي حامد في سنكات في 1936م،كان كنتيباي ابوقرجة ماموراً في الشرق أقام مأتماً وصيوان عزاء وتقبل فيه الفاتحة.. تكرر الأمر نفسه عندما توفي الأمير كنتيباي ابقرجة في 1959م .تقبل فيه العزاء كنتيباي حسين حفيد كنتيباي حامد في طوكر ثم سافر وحضر ايام العزاء في ام درمان...نعود ونقول بعد نفي كنتيباي حامد بك الي روما ،تولي قيادة الحباب أخوه كنتيباي هداد ..وجدد البيعة للمهدية وواصل دعمه ومساندته علي نهج أخيه كنتيباي حامد .وآخر دعم تلقاه الأمير عثمان دقنة قبيل سقوط طوكر ورحيلة الي ادارمة في نهر عطبرة كان من الحباب ..وهنا يمكننا ان نقول ان الحباب أول من ايد المهدية في شرق السودان وأخر من بقي معها حتي سقوطها ،وستشهاد الخليفة عبد الله في ام دبيكرات...ومن بعدها دفع الحباب ثمن موقفهم الوطنية تشتيتاً وتمزيقاً وضرباً وإضعافا لنسيجهم الاجتماعي..وتأديباً وتقليماً لأظافرهم حتي لايفكرو مجرد تفكير لما كان عليه سالف عهدهم

المصدر منتدى قبائل الحباب

سيرة ذاتية لابطل افريقيا السيد حامد بك كنتيباي 40149111

سيرة ذاتية لابطل افريقيا السيد حامد بك كنتيباي 40149111

لكم الفخر ان تعتزوا بقبيلتكم وزعمائكم الذين خلدوا تاريخا" ناصعا" يفتخر به كل سوداني

» سيرة ذاتية للاستاذ محمد جميل أحمد٠
» الحمد الله على سلامة السيد الناظر كنتيباي و خروجه من المستشفى
» الحمد الله على سلامة السيد كنتيباي محمود ناظر عموم قبائل الحباب