منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان
الترحيب بالأعضاء
منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان منتدى يسعى لربط ابناء الحباب بداخل والخارج عبر النت ٠ والتعريف بتاريخ وعادات وتقاليد وتراث قبيلة الحباب ٠
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالرئسية
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مرثية السيد الناظركنتيباي محمود بقلم الشاعر احمد هنتولاي
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالجمعة أبريل 20, 2018 2:26 pm من طرف خالد على ودالعمدة

» مراسيم تشيع ناظر عموم قبائل الحباب كنتيباي محمود
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالأربعاء أبريل 18, 2018 6:01 pm من طرف خالد على ودالعمدة

» الكفاح المشترك بين الشعبين الإرتري والسوداني
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالجمعة أبريل 06, 2018 4:25 am من طرف خالد على ودالعمدة

» عرض خاص على حصادة البرسيم و الذرة و القمح
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:47 pm من طرف السنبلة للمعدات الزراعية

» نساء من الحباب
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2016 8:44 am من طرف خالد على ودالعمدة

» https://youtu.be/k9kUpvtLEm0
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالسبت أكتوبر 29, 2016 3:35 pm من طرف خالد على ودالعمدة

» اللهجة الحبابية ٠٠٠٠د/ إدريس جميل .. الجزء الثاني
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالسبت يوليو 23, 2016 7:03 am من طرف خالد على ودالعمدة

» اللهجة الحبابية ٠٠٠٠د/ إدريس جميل .. الجزء الاول
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالسبت يوليو 23, 2016 7:00 am من طرف خالد على ودالعمدة

» أسماء حكام حلف قبائل الحباب منذ نهاية القرن الخامس
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالجمعة يوليو 22, 2016 3:19 pm من طرف خالد على ودالعمدة

مكتبة الصور
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Empty
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى العام
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية

 

 مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خالد على ودالعمدة
Admin
خالد على ودالعمدة


عدد المساهمات : 853
نقاط : 2246
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/06/2010
العمر : 56
الموقع : خارج ارض الوطن

مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Empty
مُساهمةموضوع: مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة    مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة  Emptyالثلاثاء يوليو 13, 2010 5:48 am

مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب عبرهذه الصفحه سوف يتم نقل المقالات التى نشرة عن قبيلة الحباب فى الصحف والمجالات وعبر والنت من المواقع المختلفه فالشكر موصل لكل من يسهم فى نشر تاريخ وعادات وتقاليد وتراث قبيلة الحباب بغرض المعرفه ٠

مصدر المقال هذه المره اخى وصديقى وابن الحباب البار محمد جميل وعنوان المقال الــــدور التاريخـي للحبـــاب

في ضؤ استحقاق النظارة ٠ فالشكر موصل له والى جهده البناء فى خدمة ورفعت قبيلة الحباب فهو من المناضلين الاوئل عبر الكلمه من خلال كتابه فى الصحف والمجلات وعبر النت


الــــدور التاريخـي للحبـــاب

في ضؤ استحقاق النظارة


بقلم محمد جميل أحمد


ربما كان من مفارقات التاريخ أن تدور الحقائق التاريخية دورتها لتعود بعد ذلك إلى الحضور والشهود . ذلك أن أهم علامات التاريخ هي فرز استحقاقات نسيها الواقع بحكم تحولاته السريعة والمتلاحقة . ولكن لكون تلك الحقائق تمثل حضورا وثائقيا حال استدعائها ، حينما يعيد التاريخ نفسه في حدث من الأحداث، فإن الكثير من صورة الواقع في هذه الحال تبدو غريبة نوعا ما . وهكذا عندما تدخل الكتابة في حقائق تاريخية مسكوتا عنها أو منسية ، يكون سبب استدعائها هامشا محليا ، أو حدثا مباشرا يجرها إلى السطح من أعماق التاريخ .

عطفا على ذلك تحاول هذه الكتابة قراءة إستعادية تاريخية لدور قبيلة الحباب في منطقة شرق السودان ، انطلاقا من الجدل الذي يدور هذه الأيام في الصحافة حول استحقاقها للنظارة . بعد وصول وفد القبيلة إلى الخرطوم بزعامة كنتيباي محمود بن كنتيباي حسين (الذي لعب دورا وطنيا كبيرا منذ أيام الاستعمار الإنجليزي) ، لهذا الهدف ولا نفترض أو نستعيد حنينا تاريخيا للدور المذكور بقدر ما نحاول رصد وقائع كان لها تأثير في تاريخ هذه المنطقة . ومنذ زمن طويل . وبديهي أن هذا الدور التاريخي للحباب كان يتجسد في دور مركزي ساهمت فيه قبائل هذه المنطقة بكل تشكيلاتها. والذي يهمنا اليوم قراءة الدلالات الثقافية والتاريخية والفلكلورية لهذا التراث ، وإلقاء الضوء على بعض الحقائق التاريخية ذات الصلة بالكثير من الأسرار المهملة في سجل التاريخ الرسمي (مناهج التعليم) ، بحكم نظرة أحادية أقصت الكثير من حقائق التاريخ في كل أقاليم السودان في تلك المناهج . بالإضافة إلى نظرة شعبوية تفرز أراءها عبر مقولات غير حقيقية ولا تصمد أمام الحقائق التاريخية . والحال أنه نتيجة لكل من تلك الأوهام التي تراكمت في العقود السابقة عن قبائل شرق السودان جنوب طوكر بصفة عامة ، والحباب بصفة خاصة ، نشأ في وعي النخبة والشعب داخل الأقاليم الأخرى فهم فقير بخصوص حقيقة تلك القبائل .


ذلك أن تاريخ الحباب ارتبط بعلاقات قديمة منذ زمن بعيد . ومع العديد من الكيانات التاريخية المؤثرة في السودان . منذ قيام دولة الفونج السنارية ، ومرورا بالمهدية . و حتى الاستعمار الإنجليزي ، وصولا إلى الاستقلال .


وربما كان من المهم التمهيد لحقيقتين أساسيتين قبل الكلام عن ذلك الدور التاريخي للحباب . الحقيقة الأولى أن الشرط الشارط للعراقة في قبائل منطقة شرق السودان (وهذا ما لا يعرفه الكثيرون) هو وجود الامتداد اللساني والكياني لكل قبيلة من قبائل شرق السودان في المنطقة الحدودية بشرق السودان . لأن هذه المنطقة هي التي عرفت ممالك البجا الخمس التي قامت بين حلايب ومصوع في الأزمنة القديمة . وهكذا نجد أن هناك امتدادا لكل القبائل الكبرى والعريقة في شرق السودان . كالهد ندوة ، والحباب ، وبني عامر ، والأشراف ، والأرتيقة الذين اللذين هم الإمتداد الطبيعي للبجا الأقدمين وهذه الحقيقة من الملاحظات الذكية للفنان والباحث في تراث شرق السودان الأستاذ إدريس الأمير .


الحقيقة الثانية هي أن النحاس (النقارات) تعتبر الوجه الآخر للعراقة في قبائل هذه المنطقة . ولعل حادثة ضرب نقارة الحباب أمام الملك الإنجليزي جورج الخامس ملك الإمبراطورية البريطانية كما أوردها الزميل جراهام عبد القادر في مقاله المنشور بجريدة الخرطوم العدد 3958 تاريخ 5/6/2005. تنطوي على أهمية هذا النحاس في حياة القبيلة خصوصا في الأزمنة القديمة . ذلك أن النحاس، الذي يمثل هوية أفريقية بامتياز لدى القبائل السودانية , كان هو علامة العراقة والملك ، و من خلال إيقاعاته المتعددة في الحرب والسلام يتم ترتيب القرارات الحاسمة ، والمناسبات ، والرقصات الحماسية ، وغير ذلك من النشاطات التي أصبحت اليوم فلكلورا عريقا تستعاد فيه أمجادا غابرة . وربما لا يعرف الكثيرون أن نحاس الحباب مصدره الحقيقي هو المملكة الزرقاء كما يرى بعض العارفين بتاريخ القبيلة . ولقد ذكر الأستاذ جراهام أن نقارات السلطان علي دينار تسمى بـ(منصورة) و (البيضاء) ، والغريب أن هذين الأسمين يطلقان أيضا على نقارتي الحباب الكبريين (منصورة) و (حليبت) التي يمكن ترجمتها هنا بمعنى البيضاء . ولعل هذا يدل على دلالات تاريخية لأسماء هذه النقارات ، كأن يكون الاسم شرطا لإستحقاق الامتياز من طرف ملوك الفونج ، وعلامة على الولاء للسلطنة . الأمر الذي أشار إليه ج . ك . تريفاسكيس عندما تكلم عن حكم السواحل السودانية والأرترية (التي وقعت تحت سلطة عائلات كانت تتمتع بعطف ملوك الفونج والأباطرة الأثيوبيين) .ولقد ارتبط الاهتمام بتاريخ الحباب عبر تتبع الأصول الغامضة للفونج التي أدت بالمستر كرافورد الباحث الإنجليزي ورئيس مجلة (انتكويتي التاريخية) . إلى تحقيب الأجيال في سلسلة رؤساء الحباب وصولا إلى أسقدي (الجد الأكبر للحباب) الذي زامن وجوده هجرة الفونج في العام 1480 من منطقة (اندلال) في الساحل الأرتري إلى سنار وذلك في (سلسلة وثائق السودان في مدونات ــ قبيلة الحباب . ج . ت . كرفورد) الموجودة في دار الوثائق القومية السودانية . نقلا عن مدونات ومراجع إيطالية وإنجليزية . (ومن أراد التفصيل في هذا عليه الرجوع إلى مقال " بيان في تاريخ الحباب" لكاتب هذه السطور بجريدة الخرطوم العدد 3533 تاريخ 10/2/2004 ) .


وإذا تجاوزنا مرحلة ما قبل الفونج . نجد أن عصر الفونج عرف في وقت مبكر جدا علاقات وثيقة مع أبناء (بحايلاي) الذين حكموا منطقة جنوب طوكر وشمالها وأسسو فيها كيانا استمر طويلا . تشهد عليه أسماء الأماكن والآثار التي تركوها منذ ذلك الزمن البعيد بما في ذلك سيوفهم الإفرنجية الشهيرة والحوض العظيم الذي خلفوه في منطقة جنوب طوكر وهو ما يعرف بــ(شرم بحايلاي) . وورثهم (العجيلاب) في المنطقة بعدما ضعفت قوتهم وأجلوهم عن الملك والحكم ، كما ذكر ذلك المؤرخ المعروف المرحوم محمد صالح ضرار . وبعد ذلك ابنه الأستاذ ضرار صالح ضرار أطال الله بقاءه (وكلاهما من قبيلة العجيلاب). وبحايلاي شقيق أسقدي (جد الحباب) كما هو معروف . وربما لايعرف الكثيرون أن أسقدي مات في آخر زيارة لشقيقه بحايلاي ودفن في منطقة (قديفرا) على بعد أميال من جنوب طوكر قبل خمسمائة سنة .


وبالرغم من تقلب الولاء عند الحباب بين الفونج والأثيوبيين إلا أن علاقات هذا الولاء كانت أشبه بعلاقات حرة طليقة لا تتجاوز معاني السيادة الاسمية ، ذلك أن الحياة التي توفر عليها ذلك التاريخ كانت أشبه بحياة البداوة . فكان هناك ما يعرف برحلة الشتاء والصيف حيث الانتقال في الساحل من مكان إلى مكان . غير أنها لم تكن بداوة مطلقة بقدر ما كانت تنطوي على تقاليد فيها الكثير من التحضر والقيم . فالمنطقة التي تسمى بالساحل كانت قبائلها تنسجم في علاقات اجتماعية ذات وعي عميق بمعرفة الشروط التي يحترمها الجميع والتي تحض عليها مكارم الأخلاق . كالكرم وحفظ الأنساب . والشهامة والإحسان إلى الجار وتواشج علاقات المصاهرة والمروءة . وبالجملة لقد كانت هناك كيمياء خاصة لا نعتقد أنها كانت مثالية مطلقة بقدر ما كانت ملامح ظاهرة لجميع من يعرف قبائل المنطقة . وإذا كان تاريخ شيوخ الحباب (بيت أسقدي) قد شهد تسلسل دموي في آليات انتقال السلطة التي كانت آليات عربية بامتياز ، فإن احترامهم لقواعد الحياة الاجتماعية فيما بينهم والقبائل التي حالفتهم كان يخضع لترتيبات صارمة . ويمكن لمن يعرف التاريخ الاجتماعي لهذه القبائل أن يلحظ فرقا جليا في العلاقات الاجتماعية بينها وبين قبائل منطقة إقليم بركة حيث وجود سلطة بني عامر التاريخية . فمثلا قبائل منطقة بركة كانت لديهم ازدواجية لغوية أي التحدث بلسانين (التقري والتبداوي) وطبيعي أن للغة أثرها في العادات والسلوك . وهكذا بالرغم من ظروف الانتقال الإداري للعديد من القبائل في عهد الاستعمار الإنجليزي إلا أن ما بقي من نمط تلك الحياة الحبابية هو تلك الكيمياء التي ميزت قبائل الساحل والتي كانت أصلا هي السمة البارزة لحياة قبائل الحباب . تماما ككل ما كان يطلق على ما يأتي من أرض الحباب إذ أن تلك التقاليد كان لها ستمائة عام . حتى ظن بعضهم خطئا ً أن كلمة حباب هي اسم للأرض فقط دون القبيلة بينما أن كلمة حباب هي لقب لأحد رؤساء الحباب الأقدمين . ولذلك وصف مؤرخ شرق السودان المرحوم محمد صالح ضرار لغة التجري باللغة الحبابية . وكذلك رياح العيتبيت أي الهبباي (التي أدخلها إلى قاموس الأدب السوداني الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم في تسمية أحد دواوينه بـــ" غضبة الهبباي " ) فالهبباي هي أصلا الرياح التي تأتي من أرض الحباب فالقياس الصحيح فيها هو الحباباي . ولكن لأن اللهجة التبداوية تحول الحاء هاء ، تحولت الكلمة في لسان أهالي طوكر إلى الهبباي.


ولا نريد أن نستطرد كثيرا في هذه الاستشهادات لتأكيد دور الحباب كفضاء اجتماعي ثقافي بقدر ما نحاول التنبيه على حقائق تاريخية ينطوي إهمالها أو نسيانها على ظلم كثير لتاريخ هذه المنطقة . ولعل الدور التاريخي والسياسي الأبرز في هذه المنطقة كان في عهد (كنتيباي) حامد بن حسن الذي شهد عصره طموحا سياسيا لهذا الزعيم الذي حاز على لقب البكوية من خديوية مصر ، وعقد علاقات متميزة مع المهدية عبر صداقته الشهيرة لأمير المهدية الأمير محمد عثمان أبي قرجة . وهي صداقة تناقلتها عائلتا الزعيمين عبر عدة أجيال إلى يومنا هذا . وقام بدور استراتيجي لتحقيق نقلة في حياة الحباب حاول أن يرقى بها إلى مصاف أشبه بكيان سياسي . لولا تلك العوامل الداخلية التي أدت إلى إجهاض مشروعه الطموح عبر المؤامرات التي كادتها له الدوائر الاستعمارية من خلال زرع تناقضات بينه وبين بعض قيادات الحباب . ولقد كانت تلك الدوائر خصوصا إيطاليا وتركيا تدرك ما يجر إليه ذلك الطموح السياسي . ولعل إقامة مرسى (تكلاي) كمنفذ عبور جمركي . وإقامة علاقة هدنة وأمان مع المهدية وعقد صداقات سياسة مع قادتها . كل ذلك نبه الإيطاليين خصوصا لخطورته . الأمر الذي دفعهم إلى استغلال عادة الصراع المزمنة على السلطة بين الحباب بحيث دفعوا بعض قيادات الحباب إلى وضع العصي في عجلات مسيرته الطموحة ، وتعطيلها بالفتن والتي كانت نهايتها نفي كنتيباي حامد وموته سجينا مسموما. وكانت حياة كنتيباي محمود الذي تولى النظارة بعد أبيه صراعا مريرا مع الإيطاليين أوشك أن يؤدي بالقوتين الاستعماريتين(إيطاليا وبريطانيا) إلى حافة المواجهة العسكرية ، بعمليات النزوح الكبيرة التي أجلى بها الحباب بجموعهم الغفيرة إلى حدود مصر في نهاية القرن التاسع عشر . لقد كانت كل تلك الأحداث تنطوي على تحولات خطيرة في تاريخ هذه المنطقة لولا أنها لم تجد لها قراءات منهجية في التاريخ السوداني الحديث ، ومناهج التعليم التي أغفلتها . ( وكم سيكون مهما لو قام أحد أبناء هذه المنطقة بدراسة منهجية تاريخية في أطروحة دكتوراه أو ماجستير تبحث في رصد العلاقات الثقافية و التاريخية لقبائل هذه المنطقة مع بعضها البعض ، وصراع القوي في منطقة شرق السودان) . اللهم إلا كتابات المؤرخ محمد صالح ضرار والتي كانت جهدا تجميعيا مهما للوثائق والوقائع والمرويات الشفاهية لتراث هذه المنطقة . وكذلك ابنه الأستاذ ضرار محمد صالح ضرار الذي قام بجهود معروفة في هذا الصدد . بالإضافة إلى دراسة البروفيسور يوسف فضل المهمة عن تاريخ ممالك السودان الشرقي . والتي وثق فيها تاريخ قدوم قبيلة الرشايدة من الحجاز وذلك من خلال الأحداث الشهيرة التي أدت إلى الصدام بين الحباب والرشايدة في منطقة (قلب سقلا) . وربما كان ذلك الصدام المدوي بين (آل عمدوي) " فرع من الحباب " ، والرشايدة هو الذي أغرى بتدوينه تاريخا . وهذا الفقر الشديد في وجود الدراسات التاريخية النزيهة هو الذي يفضي بمفاهيم خاطئة عن تاريخ قبائل هذه المنطقة ومن ثم إطلاق الأحكام المجانية والخالية من أي عمق أو رؤية . وبموازاة هذا الدور الكياني للحباب كانت هناك أدوارا أخرى لقيادات فردية لعبت دورا كبيرا في توطين الحباب وغيرهم من رجال القبائل في الدمج والاستقرار المديني كدور الخليفة على نور إدريس على نور وكيل الحباب في بور تسودان لقد كان الخليفة على نور في الحقيقة أكبر من أن يقوم بدور حصري في رعاية شؤون الحباب التقليدية . بل كان رجلا وطنيا بامتياز ، ولعب دورا كبيرا في الصراع ضد الاستعمار الإنجليزي ، ودمج الأهالي الرحل في مؤسسة الميناء الوليدة التي تم تعيينه فيها في العام 1919 ولم يكن يعرف العصبيات الضيقة بل كان يؤمن بكيان أهلي واحد لأبناء منطقة جنوب طوكر ومن خلال مؤسسة دينية تمثلت في الختمية ، ومؤسسة مدنية تمثلت في حزب الشعب الديمقراطي . ويعود له الفضل الكبير في استخدام العديد من أبناء المنطقة في الميناء ومن ثم الاستفادة من خدمات المدينة في التعليم والتنوير لأبنائهم (ومنهم اليوم قيادات بارزة في بعض مؤسسات الدولة) ولقد كان كل ذلك في وقت مبكر شديد التبكير ابتداء ً من العام 1919 إلى العام 1950 أثناء خدمته في الميناء وبعد ذلك من خلال عمله في الشأن العام . ولاينسى الناس مواقفه الصلبة في مقارعة الاستعمار وخصوصا حادثة قتل عمال الميناء أيام الإنجليز من أربعينات القرن الماضي التي وقف فيها وقفة شجاعة مع حقوق العمال . ولقد كان الخليفة يمتلك وعيا متقدما بضرورة التعليم واعتباره المستقبل الحقيقي لأبناء المنطقة . ولذلك كان منزله نزلا دائما ومفتوحا للطلاب الذين وجدوا فيه كل ما هيأ لهم الحياة الكريمة بعيدا عن عائلاتهم في الريف(ومنهم اليوم شخصيات لامعة) . وبالجملة كان أبا للجميع بشهادة جميع من عرفه في مدينة بور تسودان التي شهد تأسيسها وكان شاهدا على التحولات التي عرفتها طوال القرن الماضي .


والخليفة على نور هو والد الفنان والباحث في تراث شرق السودان الأستاذ إدريس الأمير والذي ربما كان اليوم واحدا من الذين يمكن اعتبارهم مراجع تاريخية في تاريخ مدينة بور تسودان ونشأتها ، والمؤرخ الحقيقي للتاريخ الاجتماعي فيها عبر معرفته الدقيقة بتاريخ القبائل الأولى التي استوطنت هذه المدينة من جميع أطراف السودان ومن الذين هاجروا إليها عبر البحر من العائلات (البور سودانية) العريقة ومعرفته بتاريخ المهدية بشرق السودان وسيرة الشيخ الطاهر المجذوب(شيخ الأمير عثمان دقنة) وأشعاره العذبة في جهاد المهدية . (وللأستاذ إدريس الأمير كتاب كبير مخطوط يحوي كل هذا التاريخ بعنوان : " الحديقة " ولكن للأسف لم يجد من يتبنى طباعته ، ويقدم بذلك خدمة جليلة لتاريخ هذه المنطقة!) وربما لا يعرف الكثيرون أن الأستاذ إدريس الأمير ينتمي لإحدى عائلات الحباب العريقة (آل على نور) .


وهكذا يتضح من خلال هذه السياقات التاريخية لدور الحباب أفرادا وجماعات في هذه المنطقة وعلى مدى تاريخ طويل من الحضور والفعالية . يتضح لنا مدى استحقاق هذه القبيلة للنظارة التي غابت عنها طويلا نسبة للعديد من الملابسات التي صاحبت ظروف الانتقال الإداري للقبائل في قانون الإدارة الأهلية منذ أيام الإنجليز ، والذي كانت من أهم اعتبارات ذلك القانون : التركيز على الكثرة العددية لتمويل خزينة الدولة بعيدا عن الاعتبارات الوطنية والتاريخية . فاستحقاق الحباب للنظارة ينبغي أن يتجاوز تلك الشروط التي تم تأسيسها في عهد الإنجليز لأن هناك شروطا أخرى للعراقة لم تكن في يوم من الأيام موضع اهتمام المستعمر، كالدور التاريخي للنحاس . والكيان المكاني والزماني الطويل لرئاسة الحباب . والوثائق التاريخية الدالة على سلطتهم التي عاصرت تحولات مهمة في تاريخ السودان القديم والحديث . والخزين الثقافي والفلكلوري للتراث القومي في منطقة جنوب طوكر الذي أسهموا فيه بقدر كبير في الأشعار والمرويات والعادات وغير ذلك من الشروط التي تعتز بها كل قبائل السودان .


وبالرغم من الطبيعة الاحتفالية لحيازة النقارة بعد أن زالت أغلب سلطاتها المادية لحساب الدولة الحديثة . إلا أن المضمون العملي في الحدود الإدارية لسلطة الناظر والإمكانات التي تسمح بها خدمة النظارة لأفراد القبيلة في نواح متعددة مما ينبغي أن تستفيد منه قبيلة الحباب عبر استحقاقها للنظارة . فتاريخها العريق مع العديد من قبائل المنطقة كالهد ندوة وبني عامر والرشايدة يستحق هذا التكريم أي حصولها على النظارة .


السعودية ــ ينبع البحر


jameil_2004@hotmail.com


ص . ب 758



bounce bounce bounce مصدر المقال محمد جميل
bounce bounce bounce
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://habab.banouta.net
 
مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب ....في ضؤ استحقاق النظارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب 2
» مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت عن قبيلة الحباب 3
» مقالات نشرة فى الصحف والمجلات وعبرالنت ..... نبذه تاريخ عن قبيلة الحباب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان :: تاريخ قبيلة الحباب السودانية :: تاريخ وعادات وتقاليد وتراث قبيلة الحباب-
انتقل الى: