مواقف وطنية لقبائل الحباب
ونحن نعيش ذكرى إستقلال السودان لابد لنا من الوقوف عند بعض مجاهدات أجدادنا ومساهمتهم من أجل إستقلال السودان
من مجاهدات الحباب في قضايا الوطن عند قيام الجمعية التشريعية التي صنعها الإنجليز ضد إرادة الشعب السوداني ، فأن الحباب قد شاركوا بصورة مشرفة في مقاومة الجمعية التشريعية وقدموا ثلاثة من الشهداء وعددا من الجرحى ، كما كانت هنالك مواقف مشهورة لزعمائهم في ملا سنه قياده القوه أما نادي الخريجين ببورتوسودان، حيث بدأ البوليس يطلق النار على المواطنين عند بزوغ فجر الحركة الوطنية .
وأيضا من ملامح انخراطهم المبكر في العمل السياسي وكنتيجة لارتباطهم الديني والوجداني الوثيق بالطريقة الختمية كانت مشاركة بعض زعمائهم في وفد الاتحاديين الذي سافر من بور تسودان إلى مصر في عام 1952م برئاسة الزعيم محمد نور الدين لتهنئه القيادة المصرية بنجاح الثورة ومناقشه قضايا السودان ، وهو وفد مشهود ضم كل أعيان مدينه بور تسودان وهم السادة :-
محمد احمد النيل .
بأمكار محمد عبد الله .
يحي الغسين .
عبد المجيد بدر .
مجذوب أبو علي .
محمد عثمان شنقراي.
الخليفة على نور إدريس .
الخليفة حامد محمد عمر شيكاي .
من الادوار الوطنية التى ساهمت فيها قبائل الحباب ترسيم الحدود قبل الاستقلال والحفاظ على التعايش السلمي بين القبائل الحدودية في إرتريا والسودان
جزء من مقال للدكتور هاشم الخليفة
ساهمت الحباب في تحقيق الأمن الحدودي واستقرار أهله بل وبرغبتهم كيف تكون تلك الحدود ... طالما أصبحت أمرا لا مفر منه ... فانفلات أمن الحدود هو من أكبر المشاكل التي تواجه العالم الآن ... وإفرازاتها السالبة معلومة ... وإن كان هناك من يشير لثمة تفلاتات أمنية في الحدود اليوم ... فهذه ليست بين القبائل المعنية بالاستقرار في المنطقة الحدودية ... هذا ملف مختلف ... فعثمان محمد أكد هنتولاي ساهم في تحقيق الأمن الحدودي والاستقرار ... من خلال عمله في لجان الحدود عام 1953م.
.
1953م هو بداية تسليم سلطة المستعمر للسودانيين ... وقبل تسليم كراسي السلطة وسودنتها فلا بد من تسليم الأرض أولا ... هنا تم تكوين لجان الحدود لمباشرة مهامها ... في هذا الصدد ... أول حدود تنتهي فيها المهمة ... كانت الحدود الممتدة بين السودان وأريتريا في مناطق الحباب وشركائهم من الكيانات الأخرى ... وإن دل ذلك على شئ إنما يدل على حنكة من أشرف عليها ... تم التقسيم بالتراضي ودون مشاكل تذكر ... السبب في ذلك أن هذه الحدود أشرف عليها اثنان من ابناء الحباب وهما:
.
1. عمر محمود كنتباي ... ممثلا لحكومة السودان
2. عثمان محمد أكد هنتولاي ... ممثلا لحكومة اثيوبيا (كانت تستعمر إرتريا حينها)
.
مصر لم تكن على اتفاق مع الإنجليز في استقلال السودان المرتقب ... من ثم كانت تبحث عن كل ما من شأنه ... تأخير ذلك الإستقلال ... لعلها الآن وجدت ضالتها ... في اجتماع لجنة الحدود الذي انعقد بمدينة بورتسودان 1953م ... طعن أحد المصريين في ممثلي الدولتين باعتبارهما ابناء عمومة ... وطالب بتأخير الاجراءات ورفع الأمر للحكومتين ريثما يتم إبدال أحدهما ..... لكن فطنة هنتولاي كانت حاضرة وقال للموظف المصري : (حكومة اثيوبيا لا رغبة لها في تغيير ممثلها وإن كانت هذه رغبتكم في حكومة السودان فيمكنكم تغيير ممثلكم) ... هنتولاي كان يدرك تماما أن السلطة الفعلية في السودان كانت في يد الإنجليز وليست في يد المصريين ... بهذا الرد الشافي الكافي ... توقف المصري عن الحديث
.
ألا رحم الله .كل أجدادنا الذين ساهموا فى إستقلال السودان .. بقدرما قدموا لهذا الوطن العظيم
... ... نسأل الله أن يسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا