عدد المساهمات : 356 نقاط : 937 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/06/2010 العمر : 49
موضوع: فضل المشي إلى المسجد الأحد يوليو 18, 2010 12:07 pm
المصدر دوحة الاسلام فى خطبة صلاة الجمعه للشيخ ابراهيم بن محمد الحقيل إن الله عز وجل قد رتب أجورا كبيرة على أعمال يسيرة دائمة مع العبد في يومه وليلته، ولا يحافظ على هذه الأعمال - رغم أنها يسيرة - إلا المرابطون على طاعة الله تعالى، ومن تلك الأعمال: الصلوات الخمس، ففيها من الأجور والمنافع والخير، ما لا يحصيه المحصون، ولا يعده العادون، ولا سيما إذا أتم المصلي شروطها وأركانها، وأتى بواجباتها وسننها، وسابق غيره إليها في المساجد مع جماعة المسلمين حيث ينادى بها؛ حتى إن مشيه إلى المسجد قَرُبَ المسجد أو بَعُد عبادة تقربه إلى الله تعالى، ورتب على ذلك من الثواب ما لا يفرط فيه إلا محروم خسران. فالمشي إلى المساجد يكفر الخطايا، ويرفع الدرجات كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة) وفي حديث آخر عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط) روى الحديثين مسلم في صحيحه.
ولما أراد بعض الصحابة رضي الله عنهم الانتقال قرب المسجد أوصاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقوا في مساكنهم؛ ليكتب لهم ممشاهم إلى المسجد؛ كما روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقالخلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد، قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم) رواه الشيخان. وكلما بعد المسجد عن المنزل طال الممشى، وكثرت الخطى، فزاد الأجر، وكثرت الحسنات؛ كما روى أبو موسى رضي الله عنه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام) رواه الشيخان.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: وكلما شق عليك المشي إلى المساجد كان أفضل؛ ولهذا فضل المشي إلى صلاة العشاء وصلاة الصبح، وعدل بقيام الليل كله؛ كما في صحيح مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولمن صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله). ولذلك كانت هاتان الصلاتان أثقل الصلاة على المنافقين؛ لأن المنافقين يريدون بصلاتهم في المسجد أن يراهم الناس، وهاتان الصلاتان ليليتان، فلا يحافظ عليهما، ويمشي إليهما إلا مؤمن. والخطوة الواحدة من الخطى إلى المسجد تعدل صدقة كاملة كما قال النبي صلى الله عليه وسلموكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة) رواه مسلم. ولأجل ذلك كان من السلف الصالح من يقارب بين الخطى في المشي إلى المساجد لتكثير الأجر قال أنس رضي الله عنه: (مشيت مع زيد بن ثابت إلى المسجد فقارب بين الخطى وقال: أردت أن تكثر خطانا إلى المسجد) رواه ابن أبي شيبة. ومن عظيم فضل الله تعالى على عباده، ورحمته بهم، وتوسيع مجالات الخير لهم: أن الرجوع من المسجد عقب الصلاة يحتسب كما يحتسب الذهاب، روى أبي بن كعب رضي الله عنه فقال: (كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له أو قلت له: لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جمع الله لك ذلك كله) رواه مسلم قال العلماء: في هذا الحديث إثبات الثواب في الخطى في الرجوع كما يثبت في الذهاب. ومن عظيم ما جاء في فضل المشي إلى المساجد لأداء الصلوات: ما جاء في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتبس عنهم ذات غداة فلما سألوه قال عليه الصلاة والسلام: أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت:لا أدري، قالها ثلاثا قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات) صححه البخاري والترمذي. وفي رواية للإمام أحمد (قال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المسجد خلاف الصلوات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، قال: من فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه). والمشي إلى صلاتي العشاء والفجر سبب للنور يوم القيامة؛ كما جاء في حديث بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالبشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) رواه أبو داود والترمذي، وفي لفظ لابن خزيمة من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمليبشر المشاؤن في الظلام إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة). ويفرح الله تعالى بمشي عبده إلى المسجد لأداء الصلاة فإن الله تعالى يحب الطاعة لعباده، ويكره لهم المعصية (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) قال الحافظ ابن خزيمة رحمه الله تعالى:باب ذكر فرح الرب تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضياً، ثم ساق تحته حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتوضأ أحد فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته). ولأجل ذلك فإن الله تعالى يعد لزوار المساجد ضيافة في الجنة في كل غدوة يغدونها إلى المسجد، فالمشاءون إلى المساجد في ضيافة الله تعالى حتى يعودوا إلى منازلهم، روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالمن غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح) رواه مسلم، والنزل:ما يهيأ للضيف عند قدومه. ومن خرج إلى المسجد يريد الصلاة فهو في صلاة إلى أن يرجع؛ كما روى الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلمإذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع). وإذا تأخر العبد عن صلاة الجماعة مع حرصه على إدراكها، ومشييه إليها، كتب له أجرها ولو فاتته ؛ كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن توضأ فأحسن وضوءه ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلاها أو حضرها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) رواه أحمد. وهذا يدل على عظيم أمر الخروج لصلاة الجماعة عند الله تعالى. بل جاء ما هو أعظم من ذلك في حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالمن خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين) رواه أبو داود بإسناد حسن. ومن خرج من بيته إلى الجماعة فهو في رعاية الله تعالى وحفظه، وله أن يعود إلى منزله سالما غانما، فإن توفاه الله تعالى أدخله الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل وذكر منهم: رجلا راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة) رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم. فاحرصوا رحمكم الله تعالى على إدراك هذه الأجور العظيمة بالمشي إلى المساجد، وكثرة الخطى إليها، والمحافظة على الجماعات، وعودوا أبناءكم ومن ولاكم الله تعالى أمورهم على هذا الخير العظيم؛ ففي ذلك ثواب الدنيا والآخرة. (من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصير) بارك الله لي ولكم ...