امراة مسنة تتحدى الظروف وترتدي زي مرحلة الاساس وتبدا تعليمها في الكبر
كتب: احمد الامين بخيت
ان يتخطي قطار الزواج بعض الفتيات فهذا يبدو ممكناً ويندرج تحت اطار القسمة والنصيب بيد ان قطار التعليم لا يمكنه ان يسبق احدا متي توفرت الارادة اللازمة والعزيمة القوية للحاق به وقد ضربت المواطنة حياة محمد فضل 60 عاماً المثل الاعلي في المثابرة لتدخل كطالبة في مرحلة
الاساس وهي في هذه السن المتقدمة ينطبق عليها المثل القائل (بعد ما شاب ودو الكتّاب) مخالفة بذلك المقولة التي تقول (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) وقصة الحاجة الطالبة حياة التي تحمل علي خديها الشلوخ المطارق لم تأبه بشئ وهي تجلس مع طالبات الصف السابع غير تحصيل اكبر قدر من المعلومات حتي تصل الي غايتها النهائية وهي الدخول الي جامعة القران حتي تصبح داعية لبنات جنسها وحتي يتسني لها الاسهام بازالة الامية لاكبر قدر ممكن لبنات جنسها.
وبدعوة كريمة من الاستاذ ادريس اسماعيل ادريس منسق الخدمة الوطنية بكلية دنقلا كانت الدار حضوراً في مدرسة حفير مشو للاساس لرصد قصة الطالبة الخارقة للعادة والتي لم توفق في حياتها الزوحية لمرتين ومع ذلك فقد مضت حياتها بصورة طبيعية الي ان استفزها احد المواقف حينما دخلت الي احدي خلاوي القران مع صغار الصبية وعندما بدأ كل منهم في قراءة لوحه وقفت هي عاجزة بالرغم من انها كانت تؤدي فروض الصلاة بالقدر القليل جداً الذي تحفظه ومن هنا بدأت انطلاقتها نحو ارتياد ساحات العلم لتدخل فصول محو الامية التي اقامتها منسقية الخدمة الوطنية حيث درست لسنتين وكان اول شئ كتبته في حياتها هو اسمها بالكامل وقد شكل لها هذا الحدث نقطة تحول كبيرة في حياتها التي بدأت تاخذ منحي آخر حيث توجهت وبكل جرأة لمدرسة حفير مشو للبنين ودرست هناك الصف الاول والثاني وسط صبيان في عمر احفادها دون ان تكترث لاي شئ ثم انتقلت بعد ذلك لمدرسة بنات حفير مشو لمرحلة الاساس وهي في حوالي الستين من عمرها لتواصل الدراسة الي ان وصلت الي الصف السابع علماً بانها ترتدي نفس الزي المدرسي الذي ترتديه طالبات مرحلة الاساس وقد تسني لها خلال هذه الفترة الكتابة بشكل جيد كما انها حفظت اجزاء كثيرة من القران وآخرها سورة يس. وبالتوازي مع ذلك فقد كانت الخالة حياة تكافح في حياتها الخاصة من اجل الوصول الي هدفها فقد تعودت علي بيع الايسكريم والتسالي صباحاً لزميلاتها الطالبات حتي تقوم بتوفير ثمن وجبة الافطار ومن ثم تتجه بعد نهاية اليوم الدراسي الي سوق منطقة حفير مشو لبيع ماتبقي لها من بضاعة حتي تحصل علي المصاريف اليومية وفي اطار ردها علي مندوب صحيفة الدار عن احساسها وهي في هذه السن بين طالبات في مستوي احفادها قالت انها لا تنظر الي الامر بهذه الطريقة وان مابينها وبين زميلاتها الطالبات تحصيل العلم فقط وذكرت انها تنصاع لمعلماتها وكأنها طالبة في الرابعة عشرة من عمرها مؤكدة انها تضع نصب عينيها هدفاً واحداً لابد من الوصول اليه ولو طال الزمن وهو ارتياد جامعة القران الكريم حتي تصبح داعية ومعلمة في فصول محو الامية وهي تشكر كل من وقف خلفها داعماً لها خاصة شقيقها المقيم بالمملكة العربية السعودية وافراد اسرته الكرام وتسوق الشكر لمعلمي مدرسة حفير مشو الذين قابلو رغبتها في التعليم بصدر رحب حتي وصلت الي الصف السابع. وللتواصل رجاء الاتصال علي الرقم 0913168068
المصدر صحيقة الدار