للوصول إلى طفل مستقر عاطفيا ولإشباع حاجته الماسة إلى تأكيد حضوره واستقلاليته
الطفل بحاجة ملحة إلى الاستقرار العاطفي لتأكيد حضوره واستقلاليته
الرياض: سوسن الحميدان («الشرق الأوسط»)
أكدت اختصاصية اجتماعية على أهمية الحقوق الأربعة الأساسية للطفولة وضرورتها لتحقيق الأمان النفسي والاستقرار العاطفي للطفل، حيث تمر مراحل نمو الأطفال بفترات زمنية عمرية من حياتهم لكنها لا تشكل فواصل حادة لانتقال الطفل عبرها، ولكل من هذه المراحل حاجات وخصائص ومتغيرات بيولوجية ونفسية واجتماعية وسلوكية لا بد من معرفتها واحترامها وتلبيتها.
وقالت نوره الجعيد، الاختصاصية الاجتماعية بمركز صحي الملك فيصل، خلال الاحتفال الذي أقامه الجناح الشرقي للمراكز الصحية في مقر مركز صحي غرناطة، بمناسبة يوم الطفل العالمي تحت شعار «طفولة عربية مبدعة وسعيدة»، إن من حقوق الطفل حقه في النمو الجسمي الفيزيائي عن طريق تأمين حاجاته في الغذاء اللازم وتوفير العناية الصحية والمتابعة الطبية المستمرة من ناحيه أخرى، وحق الطفل في النمو النفسي والعاطفي السليم عن طريق تأمين حاجاته في الأمان والدفء الأسري من خلال أجواء عائلية مستقرة توفر له الاطمئنان والحماية النفسية وحقه في النمو الذهني والعقلي وإشباع حاجاته في الإدراك والمعرفة، وحقه في النمو اجتماعيا وأخلاقيا لإشباع حاجاته الماسة إلى تأكيد حضوره وذاته وتحقيق استقلاليته واندماجه في المحيط الذي ينتمي إليه.
وأوضحت الجعيد أن الأسرة هي في مقدمة المسؤولين فعليا عن تلبية حقوق الطفل، فإما أن تصنع شخصية قوية ومتوازنة في قواها العقلية والنفسية، بحيث يكون قادرا على متابعة المرحلة الطويلة في دروب النمو والارتقاء، أو شخصاً عليلا عاجزاً عن مواصلة التجربة الإنسانية وعالة على وطنه وذويه، مشيرة إلى أن البحوث الطبية أثبتت أن الجنين في رحم أمه خاضع للتأثر بكل انفعالات أمه وأسلوب غذائها وعاداتها الصحية، وكون نسبة الفقر بين الطفل العربي بلغت 60 في المائة، فهو بذلك عرضة إلى سوء التغذية وانخفاض معدل الذكاء والفشل الدراسي. وأشارت الجعيد إلى أن نسبة من يقلون عن عمر 15 عاما وفق سن الولادة يمثلون نسبة 62 في المائة من بين 70 في المائة من الشباب السعودي، ولذا فقد أولت السعودية هذه الفئة اهتماما وحرصا عن طريق إنشاء المنظمة العربية لحقوق الطفل، وهي منظمة وليدة مرخصة من قبل رئاسة المنظمات غير الحكومية ولا تسعى إلى تحقيق الربح المادي.
وشددت الجعيد على أن الرضاعة الطبيعية تعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى تنشئة الطفل عقليا، كما أن لحنان الأم دوراً كبيراً في إثارة المنبهات التي تنمي قدراته العقلية، فيما يلعب الاستقرار الأسري دورا كبيرا في إضافة عامل الثقة بالنفس لشخصية الطفل. وقدمت سارة الشهراني، مسؤولة التوعية الصحية، محاضرة عن التحرش الجنسي نبهت من خلالها الأمهات إلى أهمية الانتباه للأطفال وعدم ترك رعايتهم للخدم وحمايتهم من الألعاب الالكترونية التي تزرع في أنفسهم العنف، مع تنظيم أوقات الطعام والتقليل من العادات الغذائية الخاطئة، مع تخصيص وقت لتمضية الوقت مع الأطفال، ومناقشة مشاكلهم ومحاورتهم، والابتعاد عن تربية الأبناء على الميوعة والترف والبذخ.
من جهتها قالت شيخة الخميس، مشرفة مركز صحي غرناطة لـ «الشرق الأوسط» إن المركز اعد منذ ثلاثة اشهر تقريبا الاحتفال بهذه المناسبة كونها مناسبة تعنى بشكل رئيس بالطفل من جميع الجوانب الصحية والاجتماعية، وقد انضمت المراكز الصحية في الروضة والخليج والملك فيصل، وذلك كون مركز غرناطة مهيأ من حيث المكان لإقامة الاحتفال وتقديم البرنامج الترفيهي والثقافي في مقر المركز.
وأكملت الخميس أن الدعوات وجهت لأهالي الحي والجمعيات الخيرية التي تعنى بالمعاقين والأيتام، كما تم توزيع بطاقات الدعوة لمدارس الحي حتى يتم الاستفادة مما سيطرح من مواد ثقافية وتوعوية خلال برنامج الحفل. وأضافت الخميس أن برنامج الحفل تضمن إقامة محاضرات توعوية للأمهات على مدى يومين، من بينها المحاضرة التي قدمتها نوره الجعيد الاختصاصية الاجتماعية بمركز صحي الملك فيصل عن موضوع اليوم، كما شاركت جمعية الأطفال المعاقين في الاحتفال بمحاضرة عن التحرش الجنسي ألقتها سارة الشهراني اختصاصية من مركز صحي الروضة، كما ألقت فاطمة العجل من مركز صحي غرناطة محاضرة عن الطفل وعيادة الأسنان، وقدمت شركة أبوت محاضرة عن تغذية الطفل وكيفية العناية به والمشاكل الصحية التي تصاحب سوء التغذية، أعقب ذلك افتتاح الخيمة الترفيهية بالمركز التي أعدت للأمهات والأطفال.