قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ:
” لما كان الله تعالى قد وضع
في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام ،
وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام ،
فرض الله تعالى على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ،
وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين ،
فمن عجز عن الحج في عام قدر على عمل يعمله في بيته ،
فيكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج”
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ
في شرحه لحديث ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(ما العمل في أيام أفضل منها في هذه الأيام العشر )
قالوا : ولا الجهاد ؟
قال :
( ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء )
قال : ” الذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة
لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ،
وهي الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحج ،
ولا يأتي ذلك في غيره”
( كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق
في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما)
رواه البخاري
قال النووي ـ رحمه الله ـ :
“اعلم أنه يستحب الإكثار من الأذكار
في هذا العشر زيادة على غيره ،
ويستحب من ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر” .
قال الشيخ ابن جبرين ـ رحمه الله ـ :
حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير
عامة بالتوبة الصادقة النصوح ،
وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي ،
فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه ،
وتحجب قلبه عن مولاه ،
كما ينبغي أن يستقبل تلك المواسم
بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله عزوجل ،
فمن صدق الله صدقه الله :
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )