أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن الشريعة الاسلامية ستصبح "المصدر الرئيسي" للدستور السوداني في حال انفصال الجنوب بعد الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل على حق تقرير مصير جنوب السودان.
وقال البشير في كلمة ألقاها في مدينة القضارف شرق السودان "اذا اختار الجنوب الانفصال سيعدل دستور السودان وعندها لن يكون هناك مجال للحديث عن تنوع عرقي وثقافي وسيكون الاسلام والشريعة هما المصدر الرئيسي للتشريع".
وأكد أيضا في كلمته التي بثها التلفزيون السوداني أن "اللغة الرسمية للدولة ستكون العربية".
ودافع البشير عن رجال شرطة أظهرهم تسجيل على موقع يوتيوب على شبكة الانترنت وهم يجلدون امرأة.
الدستور المؤقت الحالي يعترف بالتنوع العرقي والديني في السودان
وأضاف أنه لا يجري تحقيق في حالة جلدها وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
ويقول جيمس كوبنال مراسل بي بي سي في الخرطوم إن فرض الشريعة الاسلامية على الجنوب غير المسلم كان احد مسببات الحرب الاهلية التي لم تنته الا بالتوقيع على اتفاق نيفاشا للسلام عام 2005.
وكان البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان قد أصدرا بعد توقيع اتفاق السلام الشامل دستورا مؤقتا ينتهي العمل به في يوليو /تموز المقبل.
ويعترف هذا الدستور المؤقت المستند إلى الشريعة الاسلامية والتوافق الشعبي بالتنوع العرقي والثقافي والديني لدولة السودان.
كما جعل الانجليزية لغة رسمية إلى جانب العربية.
ولكن الرئيس البشير قال يوم الاحد ان لا مجال لاستمرار هذا التنوع في ظل الدستور الجديد الذي سيسن في حال انفصال الجنوب.
يذكر ان كبار المسؤولين في حكومة الخرطوم بدأوا في الآونة الاخيرة بالاعتراف علنا بأن جنوب السودان، الذي يتبع سكانه الديانات المسيحية والوثنية، سينفصل عن الشمال.
التزام امريكي
على صعيد آخر، بعث الرئيس الامريكي باراك اوباما برسائل الى رؤساء الدول المجاورة للسودان عبر فيها عن التزام الولايات المتحدة باجراء استفتاء سلس في جنوب السودان.
ويبدو ان الرئيس الامريكي يحاول تشجيع هؤلاء الرؤساء للضغط على الخرطوم لضمان اجراء الاستفتاء في موعده واحترام نتيجة التصويت.
وبهذا الصدد، قال مايك هامر، الناطق باسم مجلس الامن القومي الامريكي، "لقد اوضح الرئيس اوباما بجراء ان السودان يشكل احد اولويات الادارة الامريكية، ويحدونا الامل بأن يتمتع شعب السودان بالامل والسلام والرخاء."
واضاف هامر بأن الرسائل التي بعث بها الرئيس اوباما الى الرؤساء الافارقة والتي تناولت الاوضاع في جنوب السودان واقليم دارفور تؤكد الاهمية التي توليها واشنطن لتوطيد السلم في السودان.
وبعث الرئيس الامريكي بهذه الرسائل الى رؤساء ليبيا ومصر وتشاد واوغندا وكينيا واثيوبيا وجنوب افريقيا ونيجيريا ورواندا اضافة الى الاتحاد الافريقي.
وقال تومي فيتور الناطق باسم البيت الابيض بهذا الصدد: "نعتقد بأن اجراء الاستفتاء في موعده هو السبيل الامثل لمنع استئناف الحرب بين الشمال والجنوب."