خالد على ودالعمدة Admin
عدد المساهمات : 853 نقاط : 2246 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/06/2010 العمر : 56 الموقع : خارج ارض الوطن
| موضوع: مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ..... تاريخ البجه الجزء الاول الأحد يونيو 27, 2010 1:53 pm | |
| مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب
تاريخ البجه
تقع بلاد البجه على الساحل الغربي للبحر الأحمر(2) وتبلغ مساحتها 110000ميل مربع وتمتد حدودها شمالا حتى الحدود المصرية الجنوبية بعد بئر شلاتين شمال ميناء حلايب وإلى الجنوب حتى قرية قرورة، أما من ناحية الغرب فحدود هذه البلاد تشمل الأراضي والتلال المحاذية للنيل من الشمال حتى مدينة أتبره التي كانت عاصمة للإقليم في بداية دخول الإنجليز للبلاد، وتحوي نهر أتبره (اسمه باللغة البجاوية آت بهر ومعناه بحر اللبن) وضفافه ومدن ضفتي النيل التي تحمل أسماء بجاوية وكانت تابعة لمملكة مروي البجاوية، مثل الدامر وشئندي ومتأمه، ومدن مثل ريره، التي اشتهرت بأغنية اللبت، إلى الحدود الحبشية والإريترية أما من ناحية الشرق فإن ساحل البحر الأحمر الغربي هو حدودها النهائية.
في هذه البقعة تسكن قبائل البجه المختلفة منذ آلاف السنين وانتشرت جماعاتها وافرادها يضربون في وديان بلادهم ويرقون جبالها ويقطعون صحاريها وسباسبها وهم على ظهور جمالهم يرعون بإبلهم وماشيتهم وضأنهم وأغنامهم ويزرعون الذرة والدخن وهي الحبوب التي يصنعون منها خبزهم وطعامهم ولا يغلّون منها إلا ما يكفيهم مؤونة عامهم. فإن شحت السماء في الموسم التالى ضاقت حالهم ونضب ماؤهم وماتت أنعامهم وضمرت أجسامهم.
والبجاوي في مظهره صغير البنية، متوسط القامة خفيف الحركة سريعها وبشرة البجاوي بنية تشوبها حمرة وشعره ناعم تغلب علىه الأمواج.
أما الأرض التي يسكن علىها فهي غنية بالمعادن في باطنها أما سطحها ففقير ولذلك فإن البجه قد جبلوا على التقشف وحياة الجدب حتى أن أجسامهم ضامرة ووجوههم نحيلة. ولما قلّت مطالبهم في الحياة إحتفظوا بكبريائهم وكرامتهم وبحبهم لحياة الاستقلال الفردي مع شعور عظيم بالشجاعة والتضحية والانتصار للقريب وللقبيلة والإبتعاد عن كل مظهر أجنبي، لأن كل أجنبي عرفوه جاء إلى بلادهم طامعاً إما في أرضهم أو ثرواتها.
وذكر أندرو بول الآتي عن البجه: وللتاريخ فإن بقاء البجه على هذه الهيئة يعتبر من الأمور التي تثير العجب. وقد يرجع ذلك لأسباب عدة منها قسوة الحياة في المنطقة التي يعيشون فيها، ولكن يرجع في المقام الأول إلى شخصيتهم المتميزة التي تطبعت لحياة بدوية حرة اقترنت بخشونة خالية من الحساسيات.
ظل البجه، على إمتداد تاريخهم الطويل، في عزلة تامة غير خاضعين لأي سلطة مهما كان نوعها أو مصدرها، وبقوا مبعثرين في جبالهم وصحاريهم بعيدين كل البعد عن أي اتصال بالخارج محافظين بذلك على حريتهم واستقلالهم وغير عابئين أو مهتمين بما يجري حولهم. فهم لا يطلبون من هذا العالم أكثر من أن يتركهم وشأنهم. بل تزداد فرحتهم أثناء الحكومات الضعيفة.
إنهم يجلسون تحت ظلال أشجار السنط الشحيحة، يراقبون من على البعد حيواناتهم وهي ترعى وتسرح، ويساورهم شعور عميق بأنهم يمتلكون مساحات غير محدودة من الأرض مما يغنيهم عن العمل والحوجة.
قد ينتج هذا الشعور عن غباء محض، غير أن البجه أبعد ما يكونوا عن الغباء، كما يتصور البعض. إذ أن شعورهم الكثيفة تغطي أذهاناً متوقدة، ولكنها غير مستغلة، ويكفي أن لغتهم الغنية بالقواعد ومفردات الخيال دليل على أنها ليست لغة أغبياء، بل إنها تنم عن ثقافة متكاملة وحضارة ناضجة. فهم يتميزون بقدرة عالية لسرد القصص والأساطير. وتتصف كلتا اللغتين، التبداوي والتقري، بذخيرة ضخمة من الفصاحة والبلاغة، تتجلى قدراتهما أثناء النقاش والحديث اللذان يدوران في أوقات الفراغ تحت ظلال الأشجار، وحول الآبار أو حول فناجين القهوة في الأمسيات.
فقد البجاوي كل الثقة في الأجنبي وذلك بسبب عزلته التي إمتدت لقرون، فضلاً عن أن جميع الذين ذهبوا إلى أرض البجه كان هدفهم الأول هو نهب خيرات المنطقة واستغلال سكانها. فمثلا كان الفراعنة يبحثون عن الذهب ، والبطالسة علاوة على الذهب كانوا يرغبون في الأفيال لاستخدامها في غزواتهم في آسيا. ثم جاء السبئيون والحميريون بحثا عن التجارة والربح، وبقوا هناك كطبقة ارستقراطية حاكمة. أما الرومان فكانوا أقل جشعا، إذ كان همهم الأول هو التنقيب عن الرخام والأحجار الكريمة الثمينة وخلفهم بعد ذلك الحكم التركي الذي أنشأ نظاما فريدا في الظلم والقهر والاضطهاد لم يسبقه عليه أحد. وأخيرا جاء البريطانيون، آخر الغزاة لبلاد البجه (جاء بعدهم استعمار مقنن أضل وأسوأ ــ المؤلف) الذين كانوا أقل ابتزازا وبربرية (وفق رأي بول، ولكن هل نسي بربرية أهله الانجليز عندما استخدموا المدافع الرشاشة في حصد البجه بينما كانت محرّمة في كل أوروبا ــ المؤلف) لكن البجاوي لم ينس المواقع الحربية التي حصد فيها رجالهم بالأسلحة النارية الفتاكة دفاعا عن مصالحه في المنطقة والحكم التركي الفاسد. لذلك لا يستغرب مطلقا أن تنحت في ذهن البجاوي كراهية عميقة للأجنبي وما يمثله من ثقافة أو حضارة. ا. هـ. بول.
أصل البجه (1)
اختلفت أقوال المؤرخين في أصل البجه الذين تحدث عنهم بعض المؤرخين الكلاسيكيين كما أورد أخبارهم مؤرخو العرب وأخذ كل من هؤلاء المؤرخين يبحث عن أصل البجه وعن موطنهم الأول، كما أنهم وجدوا أن اسم البجه لم يكن هو الاسم السائد الذي أطلق على سكان بلاد البجه في كل العصور، بل ان هذا الاسم كان عرضة للتغيير بحسب تغير الأمم التي كان لها اتصال بالبجه ولكن تلك الأسماء لم تغيّر في حقيقة وضعهم كسكان لتلك المنطقة.
وقد اتفق كل من داود روبيني اليهودي والمسعودي على أنهم من أبناء كوش بن كنعان وبذلك أصبح البجه في رأيهما من الساميين الذين ترحلوا من بلاد العرب وأورد الدكتور جواد علي نقلا عن استرابو أن العرب كانوا يسكنون إلى الطرف الثاني من الخليج العربي في البحر الأحمر ما بين مصر والحبشة على الساحل المسمى بسكان الكهوف تمييزاً لهم عن عرب الجزيرة العربية.
أما المؤرخ نعوم شقير فإنه لم يختلف كثيرا مع الرأي السابق إذ قال (إنه من الثابت المقطوع به والمؤيد بالقرائن التاريخية والطبيعية أنهما Xأي البجه وشبه السودZ من سلالة غير سلالة السود وأنهما من أقدم شعوب افريقيا بعد السود، ولم ينشأوا فيها بل هاجروا إلىها من آسيا عن طريق مصر والبحر الأحمر من عهد بعيد). أما ملامحهم وعاداتهم وأخلاقهم فجميعها عربية وكل قول لا يعترف بأن أصل البجه من جزيرة العرب لا تسنده أي حقيقة.
انضم جرجى زيدان إلى رأي شقير أيضا فذكرb(أن أمة الشاسو من عرب الشام هاجرت إلى بلاد البجه واستوطنت بين النيلين والبحر الأحمر كما يتنقل فيها بدو هذه الأيام، وكان قدماءbالمصريين يسمون هذه البادية (كوش) وتعريبها الأرض الحمراء تمييزا لها عن وادي النيل واسمه (كيمي) وتعريبها الأرض السوداء. ولم يكن الشاسو يقتصرون في مضاربهم على تلك الصحراء بل كانوا يرحلون بينها وبين طور سينا. وكلمة شاسو معناها عرب واشتهروا بالسطو ونهب أموال سكان وادي النيل ويقال لهم الهكسوس ولا يوجد حتى الآن من الأدلة ما يثبت أن الهكسوس من أرض البجه.
غير أن بعض المؤرخين كان يرى في أصل البجه آراءbتختلف عما أوردنا فهناك الهمذاني الذي كان يرى أنهم من ذرية سام بن نوح وذكر الطبري أنهم جنس من الأثيوبيين.
وجاء في دائرة المعارف البريطانية (أن لفظة البجه تطلق على مجموعة من قبائل واسعة الانتشار وهم من قدماء المهاجرين الساميين (ويقال لهم في كتب الأقدمين البلامس وبليمس) وقد وصفهم هيرودتس (سنة 406 ق م) فأطلق علىهم عدة أسماء.
ومن هنا يتضح لنا أنه في ذلك التاريخ القديم كان البجه يسمون بالبليميين كما أن هناك جماعة أخرى كانت تسكن جوارهم وذلك في العهد الكلاسيكي ولكن لا شأن لهم بالبجه.
هل البجه هم الفراعنة
وقد عرف قدماء المصريين البجه واتصلوا بهم وظهر في نقوشهم لفظ (البقه) وهو لفظ قريب جدا من البجه. أما جيرانهم من الجنوب الشرقي وهم سكان مملكة اكسوم فإنهم دوّنوا في آثارهم لفظة (بوقيته) على سكان بلاد البجه الذي نحن بصدده الآن وهو في حد ذاته لا يختلف كثيرا عن أضرابه من الألفاظ.
وفي الجانب الآخر (أ. بول) يرى سيلجمان بأن البجه (وبالذات بعض مجموعات البني عامر الناطقة بالتقري) يمثلون النموذج الحاضر لقدماء المصريين، ويقول في ذلك: لعله من المقنع إعتبار البني عامر، أقل قبائل البجه تغيرا، الممثلين الحاليين لقدماء المصريين (والنوبة) وأنهم لم يخضعوا لكثير من التغيير على مدى السبعة آلاف عام الأخيرة.
تم التوصل لهذا الرأي من خلال مقارنات لبعض القياسات الجسدية والتي عضدت ببعض المعلومات المحلية التي لا يؤخذ بها كثيرا. ويضيف سيلجمان ومعاونوه بأن بعض قياسات قامة ورأس البني عامر تشبه إلى حد كبير تلك القياسات المأخوذة من نماذج من قدماء المصريين.
إذا افترضنا، وهذا أقل الاحتمالات، أن سيلجمان استقى معلوماته من البني عامر الذين أطلق عليهم البجاويين (عد كوكي وبيت عوض وعد خاسا وغيرهم الناطقين بالتبداوي والتقري في آن واحد) أو السنكاتكناب واللبت وأمثالهم من المتحدثين بالتبداوي لاكتشف ، في رأيي، أكثر النماذج الحالية شبها لقدماء المصريين. لأن هذه المجموعات تعتبر من أقدم المجموعات البجاوية التي لم تختلط كثيرا ولم تتبدل سحناتها الحامية. وهذه مجموعة بدائية صغيرة شديدة العزلة.
كتبت الدكتورة نادية بدوي في كتابها X يوميات باحثة مصرية في حلايبZ عن البجه ما يلي (منذ القدم والصحراء الشرقية آهلة بالسكان، وكان اسمهم في الزمن القديم البليميين، وأسماهم قدماء المصريين ميجا أو ميجاوي، وهي كلمة فرعونية تعني الرجل المحارب، وذلك لأنهم استعانوا بهم في مختلف الأعمال الحربية والخاصة بحماية الباب الشرقي لمصر وهو ساحل البحر الأحمر). (ويؤكد العالم الإنجليزي XسيلجمانZ أن السلالة التي تقطن الصحراء الشرقية بمصر والسودان شديدة الشبه بسلالة قدماء المصريين وخاصة عصر ما قبل الأُسر، وقد استطاعوا الحفاظ على نقاء سلالتهم بعزلتهم الشديدة داخل الصحراء). (ويتكلم البجه اللغة الكوشية حيث كانت اللغة الكوشية مثل البربرية كتلة صلبة قبل وصول اللغة العربية، ويسميها الألمان اللغة التبداوية. وهي لغة غير مكتوبة ولا مقروءة، وإنما تورث من جيل لجيل، وهي تحتوي على كثير من الكلمات الفرعونية). (قال XسيلجمانZ إن البجه هم ورثة التراث الثقافي والفيزيقي والتاريخي للفراعنة). (عرف البجه الفراعنة منذ 4000 سنة قبل الميلاد، ولأنهم مهرة وأقوياء فقد استعان بهم فرعون مصر رمسيس الثاني في حربه ضد الهكسوس. وبعد انتصاره أطلق عليهم اسم XماجويZ وتعني الرجل المحارب بالفرعونية. ومجدهم رمسيس بنقش صورهم بجواره في الحرب وتوجد تلك اللوحة في معبد إدفو. وعاشت البجه تقدس إيزيس وأوزوريس وكانت تزور معبد XفيلةZ وتحمل معها تمثال إيزيس لتبارك لهم الحياة، ثم أقام البجه لنفسهم معبداً خاصاً في جزيرة XبجهZ المواجهة لجزيرة فيلة في إسوان. ونزل الكهنة لموطن البجه لإقامة الشعائر الخاصة بالإله آتون فتعلم البجه اللغة الفرعونية وتحدثوها ... قويت العلاقة بين الفراعنة والصحراء بسكانها. ومن سواحلهم خرجت أساطيل حتشبسوت لبلاد بونت وخرج من البجه الإله XمنتوZ إله الحرب الذي اتخذ له مقراً في وادي الحمامات وآخر في وادي العلاقي الذي قدسه الفراعنة ورفعوه لمرتبة الإله أوزوريس وجعلوا من إيزيس زوجة له. ولذلك فإن الحرب والشجاعة سمة أساسية تميز الإنسان البجاوي البائد والحالي). (قالت فاطمة البشارية بتلقائية Xتلك أرض الله وأرض البشارية ... ورثها أجدادنا من الفراعنة وجدنا نحن كان ملكاً فرعونياً اسمه (منتون) وله قبر في جبل شنديبZ. وكان للبيئة أثر عظيم في عزلة هذا الشعب داخل الصحراء وحفظه بعيداً عن المؤثرات الثقافية التي يموج بها وادي النيل، ونتيجة لتلك العزلة أضحى لدينا شعب مميز في شكله الفيزيقي والذي يقترب كثيراً من ملامح المصريين القدماء، وأيضاً في ثقافته ولغته حيث تعتبر اللغة البجاوية شقيقة للغة الفرعونية وينتميان لأسرة واحدة هي أسرة اللغات الكوشية.) ا. هـ.
توجد بعض أوجه الشبه بين الفراعنة والبجه، مثل الكلمات التي تطابق فيها المعاني الفرعونية المعاني البجاوية مثل سنفرو ونفر تيت وتحتمس وإيلات وسيناء وبعانخي (بآن كيكي) وحتشبسوت وكل أسماء ملوك الفراعنة تقريباً، XكراتيلZ بناية المقبرة الكبيرة باللغة البجاوية بالإضافة لطريقة تسريح الشعر لدى المرأة الفرعونية التي تطابق طريقة تسريح المرأة البجاوية، وكذلك الصندل الذي يرتديه البجه. ويبدو أن هذه الدلالات جعلت الحكومة المصرية تشكل لجنة أكاديمية تثبت أن البجه هم الفراعنة (المؤلف 1999).
ليس في الإختلاف بين الألفاظ المتقاربة من البجه ما يدعو إلى التشكك في أصل هذه الأمة البجاوية وفي مواطنها ومثل هذا الإختلاف طبيعى لأنه قد يكون ناتجا من اختلاف لهجات البجه أنفسهم حسب مناطقهم وأن قبائل البجه الكبيرة الخمس الآن يختلف نطق كل منها عن الآخر في الكلمات والأسماء والمسميات والألفاظ ومن بين الأسماء التي أطلقت على سكان بلاد البجه (بايتمانى) وهي أرض منبسطة سهلة وبها مياه غزيرة وهي منخفضة تغطيها الحشائش والأعشاب والنباتات التي يبلغ إرتفاعها قامة إنسان وهي مليئة بالجمال الوحشية والغزلان والأغنام والثيران وبها أيضاًbكثير من الأسود والذئاب والفهود.
أما الاسم الحالي لسكان البلاد فهو البجه ويتفرعون إلى قبائل كبيرة هي الهدندوه والأمارأر وبني عامر والبشاريون والحلنقة والأرتيقة والأشراف والسواكنية والحباب. أما ما جاء في دائرة المعارف البريطانية من أن العبابدة والشكرية من قبائل البجه أيضاً فليس صحيحاً لأن هذه قبائل عربية نزحت إلى (السودان) بعد انتشار الإسلام وليس لها علاقة بالبجه من حيث اللغة والعادات أو التاريخ وكل ما في الأمر أنهم جاوروا البجه بعد هجرتهم من الجزيرة العربية. البجه ومملكة مروي
جاء في كتاب Xتاريخ قبائل البجهZ لأندرو بول عن علاقة البجه بمملكة مروي ما يلي Xنشبت في عام 23 ق م اضطرابات على الجبهة الجنوبية، مما استدعى ارسال قوة يقودها بترونيوس الذي قضى على نبتة انتقاماً لهجمات النوبة على اسوان. لم يعرف عن البجه في تلك الأثناء غير القليل ولم يشكلوا للرومان أي خطر يذكر حتى منتصف القرن الثالث عندما بدأوا يشكلون تهديداً حقيقياً على المواقع الرومانية، وكان مصدر ذلك التهديد هو احتلالهم لبعض المدن على وادي النيل ومن ثم تهديد السلطة الرومانية في تبيد. والبجه كما هو حالهم الآن، كانوا يشكلون قبائل متفرقة لا تجمعهم قيادة موحدة، غير أن المجموعة التي اطلق عليها الكتاب الكلاسيكيين اسم البليميين، هي مجموعة حضرية استقرت على مشارف النيل، وتختلف جذرياً عن تلك المجموعات البدوية التي تسكن الصحراء وساحل البحر الأحمر. تحدث استرابو عن مجموعات مختلفة تسكن تلك المناطق. شمل ذلك البليميين والمقباريين الذين استوطنوا وادي النيل وحول برنيس. لم يعرف بالتحديد من هم المقباريين، إلا أنه من الأرجح أنهم يمثلون، كالبليميين، فرعاً من فروع القبائل البجاوية، ولا سيما من ناحية السلوك والعادات. تبدي بعض المصادر تحفظاً في ربط البليميين بالبجه لما تميزت به المجموعة الأولى من ثقافة متطورة وحياة استقرار لم يتوفرا لقبائل البجه الرعوية في الصحراء الشرقية. ويقول كروفوت في كتابه (جزيرة مروي) ـ أن ربط البليميين بالبجه، سلالة تكن عداءً شديداً للحضارة، لأمر يفتقد الموضوعية.
وفي اعتقادي أن هذا الرأي خاطيء، والسبب في ذلك هو عدم توفر مصادر كافية توضح بأن البليميين تمتعوا بحضارة نابعة من ذاتيتهم، بل المعروف عنهم أنهم استقروا في مناطق حول وادي النيل قبل أو في عام 200 قبل الميلاد، ولكنهم (ومن خلال معرفتي بالبجه الحاليين) لم يعرفوا كسكان مدن ولم يكتب لهم الاستقرار إلا بعد الاستيلاء الجزئي أو الكلي لأراضي الغير.
من الصحيح أن حفريات كرانوق (ووللي وماكايفر) تتحدث عن فترة البليميين وعلاقتهم بذلك الاحتلال الذي دام أكثر من اربعمائة أو خمسمائة عام، كما تتحدث أيضاً عن حضارة البليميين وومعمارهم، وانتاجهم الفني في الأثاث المنزلي والفخاري. هذا وصف غير دقيق، لأن حفريات كرانوق أوضحت أيضاً آثار لأقوالهم غير رعويين يشكلون خليطاً من الناس ترأسهم طبقة ارستوقراطية غير زنجية وشاركوا امبراطورية مروي في ثقافتها، وإلى حد كبير، في معتقداتها الدينية. المبرر الوحيد لإرجاع هذه الثقافة إلى مروي هو أن البليميين الذين غالبيتهم من الزنوج، استطاعوا أن يحتلوا ذلك الجزء من وادي النيل لمئات السنين وفرضوا سيطرتهم عليه كطبقة ارستقراطية، ولكنهم أنفسهم لم يضيفوا شيئاً إلى الثقافة والحضارة التي وجدوها. (يرجى مراجعة باب اللغة البجاوية لمعرفة بعض الدلالات التي تربط البجه بمملكة مروي القديمة ـ المؤلف) وعلى العكس تماماً، هناك شواهد تتحدث عن تأثيرهم السلبي بسبب هيمنة سلالة رعوية بدائية على طبقة أخرى أكثر تحضراً وثقافة. هذا الوضع الغريب هو الذي قاد إلى تدهور الأوضاع ثم هزيمة البليميين وطردهم عام 450 م. ونجد أن الرموز المروية استعملت بصورة عادية وأن ثقافتهم، إلى حد كبير، مشابهة لحضارة مروي إلا أنها كانت أدنى مستوى من تلك التي كانت سائدة هناك مما يدل على محليتها وانعزاليتها علاوة لذلك نجد أن البليميين. كما وصفهم ديوكاسيوس، كانوا محاربين وكانوا يحترفون رعي الماشية والصيد ويتسلحون بالأسلحة الخفيفة والدروع المصنوعة من جلد العجول) ا هـ.
قبائل البجه
جاء في الموسوعة البريطانية عن البجه Xإنهم مجموعة من القبائل المتجولة والتي تحتل منذ أربعة آلاف عام قبل الميلاد أو أكثر الجبال الواقعة بين البحر الأحمر ونهري أتبره والنيلZ.
ويعرف الأستاذ محمد أدروب أوهاج البجه وفق منظور واقعي، فيقول Xإن اسم البجه لا يكاد يعني في الوقت الحاضر عنصرا بعينه، بل هو مجموع كل هذه العناصر الموجودة في المنطقة ممن يتحدثون اللغة البجاوية وغيرهم ممن يعتبرون أنفسهم منهم، ولا يكاد يخرج من هذه الدائرة إلا أولئك الذين يحرصون من جانبهم هم، على أن تكون المسافة بينهم وبين سكان المنطقة محفوظة. وذلك بأن يحددوا موقفا من ذلك الإنتماء وأحيانا يناصبونه العداء فيبادلونهم عداء بعداء. فتجد البجه في الوقت الحاضر يحتضنون بعض العناصر الأجنبية، آسيوية في أغلب الأحيان، لأن هذه العناصر، اختلطت بهم بالتزاوج وغيره. منهم الحجازيون والشوام والأتراك والمصريون والهنود وغيرهم، كل هؤلاء جزء من البجه في الوقت الحاضر. فتجد في مؤتمر البجه عام 1958 كل هؤلاء كانوا يعملون وفي كل المستوياتZ. ويذكر في فقرة سابقة أن هناك من استقروا في منطقة البجه من قبائل شمال السودان من الجعليين، مثل السادة المجاذيب ومن القبائل الأخرى مثل الشايقية والدناقلة وغيرهم ممن استوطنوا في منطقة القاش وفي محطات السكة الحديد بين أتبره وبورتسودان، مسمار وشدياب وهيا وتهاميم وسنكات وجبيت وسلوم ممن أجادوا الحديث بلغة البجه وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ منهم. وهناك غير هؤلاء، ممن استقر بهم الأمر وأصبحوا جزءاً من البجه أيضا. بعضهم يتحدث اللغة البجاوية بطلاقة أهلها، وبعضهم يفهمها وإن كان يجد الصعوبة في حديثها. ولكنهم جميعا يعتبرون أنفسهم بجه بل إن بعض هؤلاء ينتمون لقبائل بعينها. وقد أسهم عدد من المستوطنين من الشماليين وغيرهم في تنمية وتطوير البجه وعملوا بتفان ونكران ذات. فمنهم الشرفاء من التجار ورجال الأعمال والمهندسين والقانونيين والإداريين ورجال التعليم والمجتمع والأدباء والأطباء ورجال الشرطة والجيش والرياضيين وغيرهم ممن نذروا أنفسهم لخدمة هذه البلاد التي يعتبرونها بلادهم ولا يعرفون غيرها.
تاريخ الحباب
الحباب هي إحدى القبائل البجاوية التي تمتعت بالنفوذ والسطوة لمدة طويلة وامتد سلطانهم علي امتداد سواحل البحر الأحمر ليغطي مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة ما بين سواكن و مصوع .
وهي تقريبا نفس المنطقة التي كانت تقع فيها مملكتا جارين وبقلين اللتان ذكرهما اليعقوبي في تاريخه .وفي قلب هذه المنطقة بالذات تقع "هجر"العاصمة التاريخية للبجة حيث ما تزال هنالك منطقة أثرية تحمل هذا الاسم حتى تاريخ اليوم.
أن الحباب ليست قبيلة فحسب ،بل هي أمة مجيدة امتد ملكها خلال خمسة قرون ،اعتبارا من القرن الخامس عشر في الفترة من عام 1470م حتى عام 1948م, وذلك بحسبان أنها قد شملت عددا كبيرا من القبائل التي عاشت مع بعها وتصاهرت فيما بينها واتحدت مصالحها لتشكل كيانا متحدا عرف بالحباب ،بيد أن هذا الكيان قد تعرض لتطورات هامة خلال الستين عاما الماضية ولكي نتمكن من توضيح تلك التطورات لا بد لنا أن نعطي نبذة موجزة عن النظام الطبقي الفريد الذي كان سائدا وسط قبائل الحباب .
النظام الاجتماعي عند الحباب : نقول أن الحباب ، شأنها شأن الكثير من قبائل المنطقة، كانت تتمتع بنظام طبقي خاص أشبه بذلك الذي كان سائدا في اليونان القديمة ، فقد كانت هناك ثلاثة طبقات تتطلع كل واحدة منها بمهام محددو لتكتمل في خاتمة المطاف مطلوبات الحياة باكتمال هذا الشكل مكونا كيان الحباب ، وقد كانت الطبقات علي النحو التالي :-
الطبقة الأولى :- وكانت هذه تشكل من الحكام والمحاربين وقوام هذه الطبقة هم بين النظارة وإخوانه
الطبقة الثانية : وتتكون من الرعاة والزراع ، وهذه الطبقة كانت تضم عددا كبيرا من القبائل المتفرقة الأصول ، وكانت ذات أهمية قصوى في تدرج التنظيم الاجتماعي للحباب باعتبار أنها تعمل علي سد ثغرة الأمن الغذائي لطبقة الحكام والأمراء .
الطبقة الثالثة : وهذه كانت تتكون من البيوتات والعشائر العربية التي وصلت إلي المنطقة مؤخرا ، وكانت تشرف علي المناشط الدينية من الإمامة في الصلاة وعقد الأنكحة والدعاء بالنصر عند خوض المعارك وما شابه ذلك .
ورغم التخرصات التي يطلقها البعض من أن هذا النظام كان نظام استعباديا قهريا إلي أن الدور الذي كان يلعبه أفراد القبائل المكونة لكل من الطبقتين الثانية والثالثة في شئون كيان الحباب في السلم والحرب وجعلنا نقول بملء الفم انهم كانوا شركاء لا أرقاء .
وقد ظل هذا النظام الطبقي قائما حتى 1947م حيث انعقد المؤتمر الشهير الذي عرف بمؤتمر فطفيطو " العصافير " التي تقع بالقرب من عقيق جنوب سواكن . ولقد عقد المؤتمر برئاسة مفتش مركز طوكر الإنجليزي مستر أند رو بول بحضور ناظر عموم آنذاك (كنتيباي حسين) وكافة عمد ومشايخ تلك القبائل .
ونتجت عن ذلك المؤتمر إجراءات خطيرة هدفت إلي النيل من وحدة الحباب وكسر شوكة هذه القبيلة التي شهد التاريخ بمواقفها البطولية المشرفة ضد الإيطاليين والإنجليز في شرق السودان (الذي كان ممتد حتى مصوع).
وتلبية لدعوة الأمام المهدي بدلا من إصلاح النظام الطوعي (الذي كان لدي الإنجليز بمثابة قميص عثمان لدي الأمويين) أو القائد برمته ، قرر مستر بول تفتيك كيان الحباب وذلك بإخراج بعض القبائل المهمة من نظارة الحباب .
هكذا فان السياسة الخبيثة التي اتبعها مستر بول للانتقام من هذه القبيلة قد آتت أكلها ، ونحن بدورنا لا نتهم مستر بول هذا جزافا عندما تقول انه كان يريد معاقبة الحباب تحت ستار القبائل ، ولو كان يريد فعلا تحرير القبائل فلماذا صمم إلي نظام طبقي اخر شهد هو نفسه اقسي بكثير من النظم الطبقية الأخرى :
“ The arestocratic of NabtabHab ، How ever ، the Reputaion of Enforeing caste Distinctions Much More Rigorously than others”(2)
الحباب والسلطنة الزرقاء :- تمددت سلطات الحباب خارج النطاق الجغرافي لإقليم البجة مع بداية تشكل أول دولة سودانية "السلطنة الزرقاء ".
وتوطدت دعائم هذه العلاقة عند وفاة بحالياي وقد خلفه ابنه ، ومن ثم فقد امتدت سلطات الفونج إلي سواحل البحر الأحمر في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد (القرن العاشر الهجري ) فقدم الرئيس بيد بحالياي إلى مندوب ملك الفونج زكاة مواشي قبائله وسافر إلي سنار وقدم ولائه ، فارتاح الفونج والعبداللاب بقدومه وطاعته و أكرموه وعينوه بمنصب النظارة علي عموم الحماسيين وسكان افحارين (تطلق علي المنطقة الواقعة بين تكلاي وتقدرا) .
وبعد تقديم الولاء للسلطنة الزرقاء كانت ترد منها الهداية والمنح ولعل اشهرها النقارة والسيوف ، وقد أورد الأستاذ جرا هام عبد القادر في مقال له بعنوان "النحاس كتاب القبائل" أن نقارة الحباب جاء بعضها من القبائل العربية وتحديدا السلطنة الزرقاء ، ويؤكد ذلك الأستاذ عثمان صالح سبي بان الحباب من القبائل التي أكرمتها سلطنة سنار نقارة من النحاس .
وفي الأدب الشعبي عند الحباب روايات تدلل علي عمق العلاقة التاريخية مع المملكة السنارية ، فعندما يتوفى أحد أعيان القبيلة فان النائحات تطلقن عبارة "ديب سنار كرسي كارو اقلو" “Dieb sennar korsi kraoeglo” وتعني أن يوضع له كرسي في سنار عاصمة السلطنة الزرقاء.
الحباب في العهد التركي :-
والحباب مثلهم مثل الآخرين فقد عانوا كثيراً من مكايدات الحكم التركي في الضرائب الباهظة والمكوس وإثارة الفتن .
ويذكر انه عندما ظهرت بوادر الثورة المهدية في السودان الشرقي طلبت الحكومة التركية بواسطة الباشا سليمان من كنتيباي حامد بك حسن و أخوه هداد وآخرين للحضور في سواكن ،و أرسلت إليهم الآخرة جعفرية إلي ميناء عقيق ونقلتهم الآخرة من عقيق إلى سواكن وتمت المقابلة بينهم وبين الباشا نيا زي حيث طلبت منهم الإدارة التركية عدم الانضمام إلي الثورة المهدية وصرفت لهم كساوي فاخرة ومواد غذائية .
وقوة شخصية كنتيباي حامد وسعت افقه استطاع أن يخلق علاقة شخصية مع علاء الدين باشا محافظ سواكن ، كان مؤداها استقرار الأوضاع في المنطقة بحسبان أن كنتيباي كان رجل سلطة ودولة أكثر من كونه زعيم قبلي محلي ،حيث نال لقب البكوية عند زيارته لمصر في القرن الثامن عشر .
ولما كانت الضرائب و العشور تمثل موارد أساسية للإدارة التركية فان أول جزية قطعان أوردها كنتيباي حامد بك حسن لمحافظ سواكن ،قد بلغت 2500ريال أبو طيرة نمساوي .
أن اصل العلاقة بين الحباب والثورة المهدية تجسدها علاقة الأمير أبو قرجة وكنتيبابى حامد بك والد كتيباي محمود ، ويرجع تاريخ العلاقة حينما تم تعيين الأمير أبو قرجه عاملا على المهدية في البحر الأحمر ، وذلك بناء على الشكوى التي تقدم بها وفد من البجا للخليفة عبد الله ضد الأمير عثمان دقنة ، فأرسل الخليفة وفدا لتقصي الحقائق برئاسة الشيخ الطاهر المجذوب والأمير خالد زقل الدنقلاوي واحمد شرفي خال الأمام المهدي ، وعاد الوفد إلي أمد رمان رافعا تقريرا للخليفة عبد الله ، فأصدر الخليفة أوامره بفصل الجيش عن العمالة ،فأصبح عثمان دقنة قائدا للجيش ، و أرسل الأمير أبو قرجه ليكون عاملا على الشرق ، وكانت سواكن آنذاك ترزح تحت الاحتلال البريطاني وكان على رأسها المحافظ العسكري جورج لويد باشا ،وكانت مصوع تحت الاحتلال الإيطالي ، وكانت المهدية في أمس الحاجة إلي منفذ بحري ، وكان كنتيباي حامد بك حسن قد أنشأ ميناءا بحريا في موقع يدعى (تكلاي) بالقرب من مدينه قرورة الحدودية فتمت الاتصالات بين مندوبي الأمير أبو قرجه وكنتيباى حامد بك حسن ، فوافق الأخير على فتح ميناء (تكلاي ) للثوره المهدية وعين الأمير أبو قرجه مندوبه ، وتم تعين السيد إدريس على نور والد الخليفة والسياسي المرموق على نور إدريس مندوبا على كنتيباي حامد بك حسن ، وكان هناك ضامنا لهم هو السيد عبد الله المبارك زعيم قبيلة الرشايده وكانوا يتقاضون في كل بضاعة مبلغ خمسه ريال مجيدي نمساوي تقسم كالآتي : ريالين للأمير أبو قرجه وريالين لكنتيباي حامد بك حسن وريال للضامن عبد الله امبارك زعيم الرشايده.
وعبر هذه الميناء كانت تأتى الإمدادات ومختلف أصناف المؤن والزخيره للدوله المهدية ، وتجسيدا لهذه العلاقة الحميمة ا لتي كانت بين الرجلين سمى الأمير ابوقرجه ابنه كنتيباي وذلك تيمنا بكنتيباي حامد بك حسن .
وفي غره رجب 1305 ه قام السيد محمود بن كنتيباي حامد بك حسن بمكاتبه عامل عملاء المهدية الحاج محمد عثمان أبو قرجه معلنا ولاءه ومبايعته للمهديه مقدما الطاعة وقابلا البيعة وانه على عهد الله ورسوله(صلى الله عليه وسلم) والمهديه مشيرا إلى انه متمكن من عموم أهالي الحباب وهو في انتظار منشوراتها العليا .
وفى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي عمل كنتيباي أبو قرجه مأمورا في مدينه سنكات ، وتجسيدا للعلاقة الحميمة فأنه عندما توفى كنتيباي حسن في سنكات عام 1936م تلقى فيه العزاء المأمور كنتيباي أبو قرجه .
وبالمثل فعندما توفي المأمور كنتيباي أبو قرجه بحي الأمراء بأم درمان في عام 1958م توجه وفد كبير من أعيان الحباب لتقديم واجب العزاء وكان على رأسهم كنتيباي حسين بن كنتيباي محمود ، وقد ساهموا في المأتم بدفع مبلغ مائه جنيه سوداني .
وحينما بايع رجالات الحباب الأمير عثمان دقنه وعند وقوع معركة هندوب فأن الحباب قد دفعوا بأربعين فارسا من شبابهم للقتال في هذه المعركة الشهيرة والتي قدموا فيها عددا من الشهداء و الجرحى .
الحباب والإدارة الاستعمارية البريطانية:
وفي عهد ألا داره البريطانية حينما احتدم الخلاف بينها وكنتيباي محمود أظهر الإنجليز عدم رضاءهم عنه ، ومن ثم أضمروا إضعاف سلطه كنتيباي محمود وذلك عقابا له. مواقف وطنيه :
من مجاهدات الحباب في قضايا الوطن عند قيام الجمعية التشريعية التي صنعها الإنجليز ضد إرادة الشعب السوداني ، فأن الحباب قد شاركوا بصورة مشرفة في مقاومة الجمعية التشريعية وقدموا ثلاثة من الشهداء وعددا من الجرحى ، كما كانت هنالك مواقف مشهورة لزعمائهم في ملا سنه قياده القوه أما نادي الخريجين ببورتوسودان ،حيث بدا البوليس يطلق النار على المواطنين عند بزوغ فجر الحركة الوطنية .
وأيضا من ملامح انخراطهم المبكر في العمل السياسي وكنتيجة لارتباطهم الديني والوجداني الوثيق بالطريقة الختميه كانت مشاركة بعض زعمائهم في وفد الاتحاديين الذي سافر من بور تسودان إلى مصر في عام 1952م برئاسة الزعيم محمد نور الدين لتهنئه القيادة المصرية بنجاح الثورة ومناقشه قضايا السودان ، وهو وفد مشهود ضم كل أعيان مدينه بور تسودان وهم السادة :-
محمد احمد النيل .
بأمكار محمد عبد الله .
يحي الغسين .
عبد المجيد بدر .
مجذوب أبو علي .
محمد عثمان شنقراي.
الخليفة على نور إدريس .
الخليفة حامد محمد عمر شيكاي .
النحاس عند الحباب:
تمثل النقارة أمرا هاماَ عند الحباب حيث أنها تمثل رمزا للسلطة الزمنية والسياسية ،وان كل من يستولي على نقارة الحباب عنوة له الأحقية في النظارة والسلطة, ولا يتم الاعتراف بنظارة الشخص وسلطته إلا بعد الحصول على النقارة التي تمثل مظهرا للهيبة.
أن نقارة الحباب يعود تاريخها إلى ثمانية قرون ، وتواريخ بعضها مكتوبة علبها ، ومنها النقارات التي جاءت مهداة من القبائل العربية وتحديدا من السلطنة الزرقاء ، وبعضها هدايا من الحبشة .
وتبلغ عدد النقارات عند الحباب سبعة نقارات تنقسم إلى قسمين:
- قسم لأغراض السلم
- وأخر لملاقاة العدو
والنقارات هي : منصورة وبنتها ، حلبيت وبنتها ، حنانيت وبنتها ، كشكش.
والنقارات عندما تضرب للأغراض السلمية فإنها تتخذ من أعياد الفطر والأضحى وولادة الذكور لاسرة الكنتيباى مناسبة لذلك.
أن فقدان النقارة يعنى عند الحباب الموت وفقدان العزة فعندما فقد الحباب نقارتهم ذات القداح الثلاثة ، تقاطرت أطراف القبلية وارتفعت السيوف وإكفهر المكان ، وبعد البحث والعثور عليها واستردادها كان الراقص وهو يحتفل بعودة النقارة يرفع سيفه وهو يرقص على إيقاعات النقارة صائحا : (يم يم) بمعنى أمي .
وقد انبهر الملك جورج الخامس ملك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا) بضربات نقارات قبيلة الحباب عند زيارته لشرق السودان ، وبعده بفترة استقبلت الحباب اللواء احمد المجذوب بهدير النقارات على نغمة على شومكم جيت يا حباب.
(1) كتاب تاريخ قبائل الحباب والحماسيين بالسودان وإرتريا ، من مؤرخ العامرى الفز محمد صالح ضرار ، الطبعة ا لأولى 1984م الدار السودانية للكتب ، الصفحات 76- 78- 117- 164.
(2) تاريخ قبائل البجة السودانيين (بالإنجليزية), انرو بول ، الطبعة الثانية ، لندن 1954م ،ص4
(3) راجع كتاب عثمان صالح سبي, ص 111.
(4) راجع تاريخ شرق السودام – الجزء الاول, ص 351
(5) راجع كتاب تاريخ الاحباب والحماسيين ، ص 45
(6) راجع كتاب الاحباب والحماسيين ،ص49
(7) انظر ما كتبه جراهام عبدالقادر ،النحاس كتاب القبائل ،مجلة الثقافة السودانية
( راجع تاريخ شرق السودان ، الجزء الثاني ، ص744- 745- 746- 747 للمؤلف الأستاذ محمد صالح ضرار. [/size] | |
|