خالد على ودالعمدة Admin
عدد المساهمات : 853 نقاط : 2246 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/06/2010 العمر : 56 الموقع : خارج ارض الوطن
| موضوع: مقالات نشرة فى الصحف او المجلات او عبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ...المقال بعنوان لمن تقرع الاجراس ( 2- 3 ) الخميس سبتمبر 02, 2010 3:57 am | |
| مقالات نشرة فى الصحف او المجلات او عبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب هذة المرة المصدر مزكر البحر الاحمر للخدمات الصحفية . فالتحية الى الاقائمين على امر هذا الصرح العملاق الذى يتحدث باسم الشرق جزء من مقال بعنوان لمن تقرع الاجراس ( 2- 3 )
بتاريخ لثلاثاء, 08 يونيو 2010 10:42
كتاب المقال د. ادريس ابراهيم جميل
رابطة ابناء الحباب بالخليج
الجهل بابسط الحقائق: لقد عجبت من نفر يكتبون عن البجة وهم لا يعرفون أبسط الحقائق عنهم فقد احتوى مقال السيد أوهاج على أخطاء فادحة منها: (1) الزعم بأن للبجا خمس عموديات والصحيح ان لهم حاليا خمس نظارات فضلا عن خمس عموديات مستقلة بذاتها هي الكميلاب والحباب والملهيت كناب والأشراف والأرتيقة . الخلط الواضح في المقال بين من هم البنى عامر ومن هم الحباب فهو يتعامل مع الحباب كأنهم جزء من البني عامر والحقيقة هي أن الحباب كيان منفصل تماما عن البني عامر وله تاريخه ونقاقيره وناظره (كنتيباي) . وهذا الكيان مقره نقفا في ارتريا وطوكر في السودان بينما مقر البني عامر هو أغردت في ارتريا وكسلا في السودان. والحقيقة هي ان لكل قبيلة كيانها القبلي والتاريخي المنفصل تماما وذلك بالرغم من اللغة المشتركة ووشائج المصاهرة والقربى التى تربط بينهما . ليس هذا فحسب بل ان مواقف القبيلتين قد تكون في بعض الأحيان متغايرة تماما ولا تتفق في بعض الأحداث الخطيرة التي تمر بالمنطقة وهذا شئ طبيعي وما كان ليكون لولا اختلاف الارادتين . وكمثال صارخ لما ذكرنا من تباين في المواقف نشير الى أن الحباب وقفوا بقضهم وقضيضهم الى جانب الثورة المهدية الزعم بأن ناظر الحباب كنتيباى حامد بك "كان يتبع للنجاشي حتي إحتل الأتراك مصوع ومن ثم أتبعوهم لمصوع حتي العام 1873م حيث جعل كنتيباى حامد بك مركزه الى سواكن ولكنه مع ظهور المهدية عاد قافلا الي مصوع بعد أن كافأه الطليان وزودوه بما يلزم لمحاربة جيوش المهدية" . وهذا إدعاء يدعو للحزن والرثاء وليته كان صحيحا لأن أحوال الحباب بل والمنطقة كلها كانت ستبدوا بشكل مختلف تماما عما نراه الآن . والحقيقة هي أن كنتيباي حامد بك خرج من سواكن مبايعا لعثمان دقنة وأسس ميناء رارات (تكلاي) لدعم الثورة المهدية ودخل بسبب ذلك في حروب وصراعات غير متكافئة مع أكبر قوى كانت موجودة في المنطقة في ذلك الوقت وهي الطليان من الجنوب والانجليز من الشمال والأحباش من الغرب ، وبعد معارك طاحنة كانت بين الحباب بقيادة قائدهم الميداني عبد القادر حسين وبين الرأس ألولا تمكن الايطاليون من القبض على رأس القبيلة كنتيباي حامد بك (بحجة مساندة "الدراويش" وهنالك مستند موجه من الحاكم الايطالى في مصوع الى وزير خارجيته في هذا الشأن) وبهذا فان الايطاليين قد أسروا كنتيباي حامد بقوة الحديد والنار ولم يكافئوه كما ذكرت وإنما تم نفيه هو والعقاد بيك الى جزيرة سقطرة ثم عصب العصيبة ليموت كنتيباي حامد بك أسيرا وليس مكافئا وكأن لسان حاله يقول:
فتى مات بين الطعن و"السجن" ميتة *** تقــوم مقام النصر ان فاته النصر
وما مات حتى مات مضرب سيـفه *** من الضرب واعتلت عليه القنا السمر
وقد كـان فوت الموت سهلا فرده *** اليه الحفــاظ المـر وخلقـه الوعـر
ونفـس تعـاف الضيم حتى كأنـه *** هو الكفر يوم الـروع أو دونه الكفـر
فاثبت فـي مستـنقع الموت رجله *** وقـال لها من تحت أخمصـك الحشـر
وانا أقول تبا لإمة لا تكرم أبطالها بيد أن كل شهادة أقولها عن هذا البطل العظيم هي شهادة مجروحة كما نقول في القانون (يلتقي نسبنا في جده الخامس) ولكن فقط اقتطف هذه الأسطر من رجل اوربي كان خصما للحباب وأصدق البيان ما شهد به الأعداء . يقول أنتطوني دو أفري الذي نشر مؤخرا (في عام 1996) كتابا يزيد على ثلاثمائة صفحة عن الحباب سماه "ملوك البحر الأحمر" “The Lords of the Red Sea” والكتاب من اصدار مطبعة Otto Harrassowitz, Wiebaden والذي ارجو ان تتطلع عليه ، على الأقل من باب أعرف عدوك ، يقول في الصفحة رقم 98:
“The Kantibai Hamed was a scheming, hard man. His name came to be known to all those who played a part in the politics and wars of the lands that ranged round his Sahel: to the Emperor John IV of Ethiopia and to his governor and general in the Hamasien, Ras Alula; to the Emperor Menelik 11, John's successor; to the Khedive in Cairo and to Werner Munzinger, his Pasha in Massaua; to Herbert Kitchener, in 1884 a major active in keeping a rein over the tribes to the north of the Sahel, and in 1886, the Governor-General of Egypt's Red Sea Territories, with his headquarters in Suakin; to Osman Digna and to Mohamed Osman, respectively the Mahdist Emirs of Tokar and Kassala; to Sir Evelyn Baring in Cairo and to his political head, the British Foreign Secretary; to a succession of Italians - generals, majors, captains and lieutenants - in Massaua and its hinterlands, and to their chiefs in Cairo and Rome; and to all the tribal sheiks, religious leaders and other notables of the peoples spread over the lands north of Massaua, south of Suakin and east of Kassala.”
ترجمة للنص
("وكان حامد Kantibai لمكيدة ، الرجل الصلب. وجاء اسمه ليكون معروفا لجميع أولئك الذين لعبوا دورا في السياسة والحروب من الأراضي التي تراوحت الساحل جولة له : لجون الرابع امبراطور اثيوبيا ومحافظ عليه والعامة في Hamasien ورأس علولة ، وإلى الامبراطور مينيليك 11 ، خليفة جون ؛ إلى الخديوي في القاهرة ، ومنزينجر باشا ، باشا له في ماساوا ؛ لهربرت كتشنر ، في عام 1884 نشط رئيسي في الحفاظ على كبح جماح أكثر من القبائل الى الشمال من منطقة الساحل ، وعام 1886 ، والحاكم العام للأقاليم مصر على البحر الاحمر ، مع مقر اقامته في سواكن ، لديغنا عثمان ومحمد عثمان ، على التوالي الأمراء المهدية من طوكر وكسلا ؛ إلى السير إيفلين الكشف في القاهرة وعلى رأسه السياسية ، وزير الخارجية البريطاني ، إلى خلافة الايطاليين -- جنرالات والشركات الكبرى ، ونقباء مساعدي -- في ماساوا والمناطق النائية فيها ، وزعماء القبائل في القاهرة وروما ، وإلى شيوخ جميع القبائل والزعماء الدينيين وشخصيات أخرى من الشعوب موزعة على أراضي شمال ماساوا ، جنوب سواكن وشرق كسلا.
هذا هو كنتيباي حامد الذي تريد أنت اليوم أن تقلل من مكانته وقد كان الشغل الشاغل للعالم من حوله كما تقول الفقرة السابقة . هذا هو كنتيباي حامد أكبر أخوته من أولاد كنتيباي حسن ود هداد الذي هو الإبن السابع لكنتيباي رقم أحد عشر للحباب كنتباي هداد . هذا هو كنتيباي حامد الذي حارب إخوتنا الرشايدة عند نزولهم لأول مرة في أرض البجة (ولم يكن السودان بصورته الراهنة موجودا أو ارتريا) وأبعدهم بالتعاون مع حاكم شرق السودان آنذك محمد علاء الدين باشا الى جبال درور شمال بورتسودان الحالية ومن ثم الى محمد قول ولا أدري يا أوهاج وقتها لماذا لم تبرز لقتال الرشايدة وابعادهم من جبال درور؟؟. ولعل من نافلة القول أن نذكر أن الأمير محمد عثمان أبو قرجة (الوارد اسمه في المستند أعلاه) قد أعجب كثيرا بشخصية كنتيباي حامد بك فسمى ابنه كنتيباي تيمنا بهذا البطل ولا تزال أسرة كنتيباي أبو قرجة موجودة في أم درمان والعمارات بالخرطوم وباقي مدن السودان وهم ليسوا من التقراى ولكنهم دناقلة "يارسول الله" .
الخلاصة: أن كنتيباي حامد زعيم الحباب الفذ هو من أوائل الناس الذين بايعوا الأمير دقنة وخرج من سواكن لهذا السبب وانشأ ميناء رارات لدعم الثورة المهدية وبعد مكايدات من القريب والبعيد وصراع دامي مع الايطاليين والانجليز والرأس ألولا في موقعة طرح قبض على كنتيباي حامد بالتنسيق مع الانجليز بسبب "صلته بالدراويش" كما قال الايطاليون ومات أسيرا لديهم وليس مكافأ كما ذكرت . والنقطة الأخرى هي لابد أن تعرف يا أخي أن الحباب كيان قبلي منفصل تماما عن البني عامر ولكل إدارة قائمة بحد ذاتها منذ نشوئهما . فلهم دقلل ولنا كنتيباي وهم أهل القاش وبركة ونحن أهل الساحل ، ونحن وقفنا مع الثورة المهدية الذي بسببه دفعنا الثمن وعوقبنا من قبل الاستعمار الانجليزي الذي خفض نظارة الحباب الى عمودية مستقلة تابعة لمجلس ريفي طوكر.
من هم البجة؟:
ان الاجابة على هذا السؤوال تحتاج الى بحث دقيق ، ذلك لان المصادر التاريخية التي تناولت امر البجة او البجاة (الصحيح أن تكتب "البجة" بدلا من البجا وبضم الباء في كلا الحالتين المفرد والجمع) فيها نوع من الاضطراب وتعوزها الدقة، فضلا عن كونها كتبت بأيد اجنبية في وقت كان فيه توثيق المعلومات محدودا ان لم يكن معدوما. ونلاحظ هذا الاضطراب في كثير من الكتب التاريخية التي تناولت البجة حيث أن المؤرخين لم يحددوا البجة على وجه الدقة ، وانما وصفوهم باوصاف عامة ، ومتضاربة احيانا، من غير قطع او تأكيد. فمثلا نجد المسعودي يطلق عليهم الفاظا عامة فيقول تارة انهم من اجناس السودان ثم يعود ويقول انهم من اجناس الحبش . اما الهمداني فانه، شانه شان كثير من المورخين، لا يقطع بنسب البجة ولكنه يذكر ما كان سائدا في عصره فيقول "وقيل ان البجة من ولد حام بن نوح ، وقيل من ولد كوش بن كنعان بن حام، وقيل البجة قبيلة من الحبش ..."
اما المقريزي فيتناول البجة في كتابة "الخطط المقريزية" ويبدأ الحديث عنهم بقوله : "ذكر البجة ويقال انهم من البربر"، وذلك نقلا عن المؤرخ عبدالله بن احمد بن سليم الاسواني. ويذكر من قبائلهم التي كانت سائدة في ذلك الوقت (كتب المسعودي كتابه في عام 322هـ) الحدارب والخاسا والباريا والبازا والزنافج وجنس مولد بين علوة والبجة يقال لهم الديجيون. اما الامام على بن ابي طالب فقد ذكر البجة في خطبة الاجناس حيث قال ان البجة "شديد كلبهم قليل سلبهم". مهما يكن من أمر فان البجة قد توالي ذكرهم منذ أزمان سحيقة وحتى عصرنا الحاضر. فقد ذكرهم الملك عيزانا (Ezana) في مسلة اكسوم حيث أورد من ضمن الشعوب التي امتد اليها سلطانه في القرن الرابع الميلادي قبائل البجة. أما في الوقت الراهن فان الموسوعة البريطانية (ENCYCLOPAEDIA BRITANNICA) تعرف البجة بانهم "مجموعة من القبائل المتجولة والتي تحتل منذ اكثر من اربعة الاف عام قبل الميلاد، او اكثر، الجبال الواقعة بين البحر الاحمر ونهر النيل ونهر عطبرة وذلك ابتداء من منطقة خط العرض الذي يمر باسوان وحتى الهضبة الاريترية. وقد تم وصفهم في الاوديسة بلفظ الايرمبيين (EREMBES) ، واما قدماء المصريين فقد وصفوهم بشعب البقا (BUKA) وشعب الميدجو (MEDJU) .
وفي الحقبة الرومانية اطلق عليهم اسم البلميين (BLEMMYES) . "ثم تستطرد الموسوعة فتقول "هنالك مجموعة من الحاميين الخلص توجد ضمن قبائل البني عامر في المنطقة الجنوبية من اقليم البجة، وهي مجموعة صغيرة تتميز يقامات سلكية وأنوف مستقيمة وشعر مجعد ولون داكن وأجسام رفيعة وقوية". أما اليعقوبي وهو كاتب عاش في العهد العباسي (توفي عام 284) نجده ينساق وراء الرواية اليهودية فيقول "ان البجة هم من ولد كوش بن حام" ويذكر انهم بين النيل والبحر وأن لهم عدة ممالك، وأن أول مملكة للبجة تبدأ من حد اسوان الى حد بركات (يقصد خور بركة) وهي تتكون من "الجنس الذي يقال لهم نقيس، ومدينة المملكة يقال لها هجر (وهي عاصمة البجة وموجودة حتى الآن في أرض الحباب) ولهم قبائل وبطون كما تكون للعرب، فمنهم الحدرات وحجاب والعمائر وكرفر ومناسا ورسعه وعريريعة والزنافج" (أكثر الاسماء بدون نقط في الاصل). يقول الشاطر بصيلي في كتابه (تاريخ حضارات السودان الشرقي والأوسط) : "الحدرات هم الحدارب والحجاب هم الحباب والعمائر هم الامارأر ومنسه (منسع) هي قبيلة مازالت معروفة باسمها هذا في ارتيريا، أما كوفر ورسعه وعريريعة فغير معروفة". ويستمر اليعقوبي في سرد بقية ممالك البجة فيذكر ان المملكة الثانية يقال له بقلين، والمملكة الثالثة يقال لها بازين، "وهم يتاخمون مملكة علوة من النوبة، ويتاخمون بقلين من البجة"، والمملكة الرابعة يقال لها جارين، ولهم ملك خطير"، وملكه ما بين بلد يقال له باضع (مصوع)، وهو ساحل البحر الاعظم الى حد بركات من مملكة بقلين الى موضع يقال له حل الدجاج، وهم قوم يقلعون ثناياهم من فوق واسفل، ويقولون لا يكون لنا اسنان كاسنان الحمير، وينتفون لحاهم !! .
البجة ما بين النيل وبحر اليمن وهو بحر القلزم بمصر، وبحر الجار بالمدينة، وبحر جدة بمكة وبحر اليمن بالشحر وعمان وفارس والابلة. وفيما بين أرض النوبة والبجة جبال منيعة، وهم أصحاب أوثان، وفي بلادهم معدن الزبرجد، والبجة أصناف .. الخ" . أما الاصطخرى (ت 346 هـ) فيقول في كتاب "مسالك الممالك" ... والبجة قوم أصحاب أخبية شعر وهم أشد سوادا من الحبشة في زي العرب .. " . اما بن حوقل (ت 350هـ) في كتابه "صورة الارض" فيقول إن البجة ... هم "أصحاب أخبية وألوانهم اشد سوادا من الحبشة، في زي العرب"، ويقول في موضع آخر "وبلدهم بين النيل والبحر .. نواحي قلعيب، وهي مواضع ذات مياه في أودية متصلة بجبل يعرف بملاحيب وأكبر أوديته وادي بركة. وبين قلعيب وبركة غياض عادية ذوات اشجار، وربما كان دائرة الشجرة من اربعين زراعا الى خمسين زراعا وستين زراعا، وافنيتها مراتع الافيلة والزرافات والسبع والكركدن والنمر والفهد الى سائر الوحوش، سائمة راتعة في غيلها ومياهها ورياضها، ويتصل بحد ملاحي من شقه الشرقي واد يعرف يصيغوات، كثير الماء ايضا والشجر والحمر والوحش، وبنواحي بركة بطون كديم وهي المعروفة بعجات من البجة. ويتصل بها مما يلي سواحل البحر الخاسا، بطون كثيرة في السهل والجبل، وكان هذا الجبل آخذا بأوديته من نواحي البحر المالح الى دكن (ربما تكون قرية دقين الحالية في منطقة نهر القاش) وهي ارض مزارع احواف بجري ليها ماء النيل (يقصد القاش) ويزرع عليها الذرة والدخن اهل النوبة ومن يحضر معهم من البجة، وفي شق بركة (وادي بركة) قبائل كثيرة تعرف ببازين وبارية، وهم امم كثيرة، قتالهم بالقسى والسهام المسمومة والحراب بغير درق. ومن رسم بارية قلع ثناياها وبحر آذانها، ويسكنون في جبال وأودية ويقتنون البقر والشاء، ويزرعون. والذي بين وادي بركة وجبلها المدعو ملاحيب راجعا الى الاسلام قلعيب وابنوديت وجبال دروريت ومياه متصلة وبلدان عامرة لبيواتيكه من قبائل البجة تزيد على الاحصاء ولا يبلغ عددها لتوغلهم في أعمال الصحاري ، وبركة تقارب جزيرة باضع، .. ، مملؤة ببطون قعصة، وهي اجل بطون البجة الداخلة وأكثرها مالا وأعزها، ومن دون هؤلاء الماتين المتصلين بدهرة وسيتراب وغركاي ودحنت الى الجبل المعروف بمسمار. وتحازي سواكن بطون تعرف برقابات (مازال يوجد منهم اقوام مبعثرين ما بين الحباب والبني عامر ويعرفون حاليا باسم رقبات) وحنديبا، وهم خفراء على الحدربية، .. ، فاما بطون الحدارب فمنهم العريتيكه (لعله يقصد الأرتيقا) والسوتبارو والحوتمة والعكنبيترا والنجريروا والجنيتيكه والواخيكه والحربيب، ...، مشاتيهم على البحر المالح والسواحل، ومصائفهم الاوردية التي في وسط البلد، ذوات مياه ومراع تقوم بهم، وخريفهم فيما قارب النيل مغربين عن بلادهم بديار قليلة الشجر كثيرة نبات الارض والغدران، وطعامهم اللحم واللبن خاصة، وضعفائهم يأكلون الوحش كالغزال والنعام والحمار. وهم مسلمون بالاسم، ومياسيرهم لا يرون اكل الصيد ولا مخالطة آكله، ولا استعمال آنية من استجاز ذلك واستحله، ولا يحلبون فيها ولا يشربون. ولغتهم لغة تعم البجة، وجميعها اعجمية، ولبعضهم لغة ينفرد بها". اما القزويني (ت 682هـ) فيقول في كتاب (اثار البلاد وأخبار العباد) "البجة بلاد متصلة بأعلى عيذاب، في غرب منه، اهلها صنف من الحبش، بها معدن الزمرد ... الخ." اما الدمشقي (توفى عام 739هـ) فيقول "ومن طوائف السودان ايضا : البجاة ببحر القلزم والى مجرى النيل وهم صنفان : حداربه – وملكهم يسكن مدينة هجر، والزنافجة – وملكهم يسكن مدينة بقلين، وكلهم ينتفون لحاهم ويدعون شعرات يسيره، وهم عرايا من المخيط متلحفون بثياب مصبغة .. الخ". اما ابن بطوطة (توفى عام 779هـ) فيذكر أنه أثناء ترحاله نزل في مرسي يعرف برأس دوائر، يقع بين عيذاب وسواكن، ثم يقول "... وقصدت الينا طائفة من البجاة، وهم سكان تلك الأرض، سود الالوان لباسهم الملاحف الصفر، ويشدون على رؤسهم عصائب حمراء في عرض الاصبع، وهم أهل نجدة وشجاعة وسلاحهم الرماح والسيوف ولهم جمال يسمونها الصهب يركبونها بالسروج".
اما القلقشندى (توفى عام 821هـ) فيقول : "والبجا (بضم الباء وفتح الجيم وألف في الآخر)، هم من اصفى السودان لونا، قال ابن سعيد وهم مسلمون ونصارى واصحاب اوثان، ومواطنهم في جنوب مصر مما يلى الشرق، فيما بين بحر القلزم وبين نهر النيل". اما المقريزي (توفى عام 845هـ) فلا يزعم معرفته بالبجة ولكنه يردد ما قاله الآخرون فيقول نصا : ".... وقيل البجة من ولد حام بن نوح وقيل من ولد كوش بن كنعان بن حام وقيل البجة قبيلة من الحبش اصحاب اخبية من شعر والوانهم اشد سودا من الحبشة يتزيون بزى العرب، وليس لهم مدن ولا قرى ولا مزارع. وكانت البجة تعبد الاصنام ثم اسلموا في امارة عبدالله بن سعد بن ابي السرح، وفيهم كرم وسماحة ، وهم قبائل وافخاذ، لكل فخذ رئيس وهم اهل نجعة وطعامهم اللحم واللبن فقط". أما ابن الوردى (توفى عام 861هـ)، فيذكر أن أمة البجة وأرضها تجاور "الحبشة من الشمال، وهي بين الحبشة والنوبة، وهم شديدو السواد عراة الاجساد، ويعبدون الاوثان، ولهم عدة ممالك، وهم أهل انس وحسن وتلطف مع التجار ..". هذا بعض مما قالته العرب عن البجة. أما الفراعنة فقد أطلقوا عليهم لفظ "أبشا" وتعنى بلغة الفراعنة ساكن الصحراء "البدو". أما فرعون مصر، رمسيس الثاني، فقد أطلق عليهم كلمة "بجأ" باثبات الهمزة على الألف، وتعنى "المحاربون". ومن المعروف ان البجة كانوا يستخدمون جنودا في جيوش فراعنة مصر لامتيازهم بالشجاعة والقوة، ومن الثابت انهم كانوا السبب في طرد الهكسوس من مصر. اما الاغريق والرومان فقد اطلقوا على المنطقة الواقعة جنوب مصر لفظ اثيوبيا، وهو لفظ يشمل البجة والنوبة والأحباش. ويبدو أن معرفة هؤلاء بالمنطقة كانت ضعيفة جدا الى درجة ان بعض رواياتهم لاتعدو عن كونها محض خيال وأساطير ما انزل الله بها من سلطان. فعلى سبيل المثال نورد هنا ما ذكره احد الرومان ويدعى بليني “BLINY” ، (توفى عام 79 قبل الميلاد) حيث يصف البلميين، وتعنى عندهم البجة، بقوله "قيل انهم ليس لهم رؤوس وان أفواههم وأعينهم ملتصقة بصدورهم". ثم يشير الى مكان غير محدد في داخل شرف افريقيا ويزعم ان سكانه "ليس لهم أنوف وأن وجوههم مسطحة تماما وأن جزءا منهم ليس له شفة عليا أو لسان، وهنالك مجموعة أخرى تتميز بافواه مغلقة “sealed” وإنما لديها ثقب واحد فقط يتنفس به ويستخدمه لامتصاص السوائل عن طريق أنابيب مصنوعة من قش الشوفان ..!!".
لقد أوردنا كل هذا لندلل على مدى الخلط الذي وقع فيه المؤرخون عند حديثهم عن البجة. ومهما يكن من أمر فإننا نخلص من كل هذا الى أن البجة كانت أمة عظيمة وكان لها حضورها المتواصل بين الشعوب المعروفة، ولم يكن بامكان أى مؤرخ أن يصرف النظر عنها، ولذلك نجدهم يجتهدون في وصفهم ووصف مناطقهم.
المصدر مزكر البحر الاحمر للخدمات الصحفية "
| |
|