عــن الـتـاريـخ
التصريحُ بالمديحِ أَوفـى وأَسمــا
والهـجـاءُ كالـضـربِ على الـقــفــا
إن الذين تـسـامـوا بالـسـمـواتِ العُـلـيـا
وكانــوا أقــران الـنـجــوم الدنـيـا
وتشربوا الـثـقـافات دواءً و سُـمَّـا
واخـتلطـوا بالدمـاءِ شرقاً وغربا
وتـنـاسلوا وتصاهروا عَـرباُ وعجَـمـا
كأنها جنتهم الحياةَ الدنيا
فـإن غادروها بَكوهـا والدمـعُ سـال صَّبـا
وتشكي طـوائفهـم وقراباتهم طـولَ العـمـرا
فهم الذين أَسـســوا المبادئ وأوجــدوا العُـلـمــا
وهـم الذين سـاسـوا القرى والمُـدنــا
وهم الذين ملكوا الثروات والصحاري والمدافن والزمَنا
وألـزموا كل الحضور بترتيل ذِكرِهـم على من سـمـعـا
والسـمـعُ والطاعةُ عابرةٌ للقارات كأنها سحـرا
لهمُ الامرُ في الحياةِ والمماتِ ويومَ الحشـرا
لا يؤمن المواطن إذا لم يُظهر حُـبَّـهُ وولائـَــهُ لمن حكمــا
الحُكم باديٍ اولـهُ عندهم وآخـرهُ خـبـرٌ لمبـتدأٍ دحــرا
الوقوفُ عند قبورِهم صورٌ مُعـلـقـةٌ على الجـدرانِ كالحـطـبـا
أُنظروا إلى الصورِ تُحَـدثَـكُـمْ عن التاريخ الذي شـطـبا
فإن كانت لهم انواعُ الموالي والجواري والـسُـفــنَّــا
وإن كانت لهم ريــعُ الـوزاراتِ والـعُـمـلا
وإن كانت لهم دُنـيــا الملـذاتِ كابـوســاً وحُـلـمـا
وإن كانت لهم الجنود والافراد وقرابيين الأسـفـا
وإن كانت لهم عيونٌ اجيرةٌ تَـظـنُ بـمـن عـطـســا
فالأمـرُ للـهِ العزيز وحـدهُ لاشـريكَ لـهُ هــو ربـُـنــا
حتى ربُّ البشريـةِ وأسـمـائـهِ وصفاتـهِ العُليا
تراهم يجادلون بالقربى للمولى العزيز قولاً ولـحـنـا
وتـجـدهم يرتلون آيات الذكرالحكيم فلزمنا الصمْـتــا
وكيف لأحــدٍ أن يجادلهم مُحاججةً او ينطقُ بحـرفـا
وأَنـصـفـنــا أنـهم أَقـامـوا الصلواتْ وسيطروا على الخُـطـبـا
وأَنـصـفـنــا أَنـهـم لـم يـوزعـــوا الـزكاة ولـم يـجـلـدوا أَحـــدا
محمدعثمان الصافي الخليفه
ابومعاذ
30/01/2015