منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان
الترحيب بالأعضاء
منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان منتدى يسعى لربط ابناء الحباب بداخل والخارج عبر النت ٠ والتعريف بتاريخ وعادات وتقاليد وتراث قبيلة الحباب ٠
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالرئسية
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» مرثية السيد الناظركنتيباي محمود بقلم الشاعر احمد هنتولاي
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالجمعة أبريل 20, 2018 2:26 pm من طرف خالد على ودالعمدة

» مراسيم تشيع ناظر عموم قبائل الحباب كنتيباي محمود
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالأربعاء أبريل 18, 2018 6:01 pm من طرف خالد على ودالعمدة

» الكفاح المشترك بين الشعبين الإرتري والسوداني
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالجمعة أبريل 06, 2018 4:25 am من طرف خالد على ودالعمدة

» عرض خاص على حصادة البرسيم و الذرة و القمح
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:47 pm من طرف السنبلة للمعدات الزراعية

» نساء من الحباب
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2016 8:44 am من طرف خالد على ودالعمدة

» https://youtu.be/k9kUpvtLEm0
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالسبت أكتوبر 29, 2016 3:35 pm من طرف خالد على ودالعمدة

» اللهجة الحبابية ٠٠٠٠د/ إدريس جميل .. الجزء الثاني
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالسبت يوليو 23, 2016 7:03 am من طرف خالد على ودالعمدة

» اللهجة الحبابية ٠٠٠٠د/ إدريس جميل .. الجزء الاول
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالسبت يوليو 23, 2016 7:00 am من طرف خالد على ودالعمدة

» أسماء حكام حلف قبائل الحباب منذ نهاية القرن الخامس
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالجمعة يوليو 22, 2016 3:19 pm من طرف خالد على ودالعمدة

مكتبة الصور
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Empty
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى العام
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية

 

 مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ....تاريخ البجه بشرق السودان الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خالد على ودالعمدة
Admin
خالد على ودالعمدة


عدد المساهمات : 853
نقاط : 2246
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/06/2010
العمر : 56
الموقع : خارج ارض الوطن

مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Empty
مُساهمةموضوع: مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ....تاريخ البجه بشرق السودان الجزء الثانى    مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت  تتحدث عن قبيلة الحباب  ....تاريخ  البجه بشرق السودان الجزء الثانى  Emptyالأحد يونيو 27, 2010 2:30 pm

مقالات
نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ....الجزء الثانى مقالةمن تاريخ البجه بشرق السودان

تنقسم مملكة البجه الكبرى إلى خمس ممالك، وهي ناقص (أو نقيس)، ثم بقلين، وبازين، وجارين ثم قطعة (أو قطاع). وقد وُجد أن هذه الممالك الخمس تحدد الآن مناطق قبائل شعب البجه الرئيسية، وهي من الشمال إلى الجنوب (البشاريين) والأمارأر، والهدندوة، والحلنقا، وبني عامر ثم الأرتيقة في سواكن وغيرها.

ولقد ورثت مملكة بني عامر أراضي مملكة جارين، وإتخذت هذا الاسم عندما قوي رهط بني عامر بين قبائل هذه المملكة وتولوا زعامتها، وناظرها الحالي هو السيد علي دقلل (1999). وفي القبيلة عناصر مختلفة الأصول حتى أنها أصبحت تجمعا قبيليا أشبه بالبجه ككل. ومما يجدر ذكره أن ثلث قبائل بني عامر يتحدث اللغة التبداوية والثلث الثاني يتحدث اللغتين التيجرية والتبداوية والثلث الأخير يتحدث اللغة التيجرية.

وتمتد مملكة جارين (بني عامر) على سواحل البحر الأحمر من جنوبي سواكن حتى تصل إلى جنوبي مصوع وتتعمق في إرتريا كما أنها تلتف لتشمل التاكا (شجر الدوم) التي هي ملتقى قبائل البجه، ومنها الهدندوة وبني عامر والحلنقا والأرتيقة والرشايدة.

يقول المثل البجاوي (عامر وعمّار أسناب) ويعني أن عامر وعمّار إخوان وأن عامر هاجر من أربعات الزراعة بعد اختلاف مع إخوانه.

ومما يجدر ذكره أنه بالرغم من عروبة اسم بني عامر فإنه يضم قبائل بجاوية مختلفة الأصول والأعراق عاشت في هذه المنطقة قبل أكثر من خمسة آلاف عام من التاريخ المكتوب. ونذكر هنا بعض قبائل بني عامر ـ ونعتذر عما يبدر من خطأ أو سهو هنا أو في مكان آخر يتعلق بقبائل البجه العريقة المناضلة ـ فالقبائل هي شموس وأنبوش والحسيناب وحفرة وعلمنوياب ومانعاب وعد ابراهيم وعد أكد وعد صالح وعد واس وعد تولي وعليدوه وشقلي وعد عمر وعد هاسري والفايداب الحسينية وبيت معلا وابحشيلة وعمير ومعلايت وقنيفرو وبيت بعشو وعد فضل وعد هاسا وعد حسن وعد حسان والعجيلاب (أو الأفلندة، وهي محرفة من أفري دوه، أي الناس الشرسين، وهي فرع من الملهيتكناب)، وبيت قريش وبهدور واللبت (وهم من أقدم قبائل البجه وكذلك السنكاتكناب). وعموديات بني عامر هي نابتاب وأفلندة وألمدة وبيت معلا وحدارب وبيت عوض وعجيلاب وحماسين وطارقيلي وود مريعات وولنهو وميكال وعد فضل ورقبات وأبوحشيلة وبهدور وأسفدة وفايداب وهاسا توكر وقنيفرو وسيهو وسبلعاليت وعد معلم وعد درقي (الدرق هو السعف) وبلو وحماسين وعد دقة وعد شيخ وعد عوض وسبدرات وهاسا القاش وأقدوب وهمد راكوب وماريا وسنكاتكناب وملعيت.

كان لهذه القبيلة نظام طبقي استمر لمدة ثلاثة قرون، خضعت فيه بعض فروع القبيلة لنظام شبيه بالرق. وبمبادرة شخصية من مؤرخ البجه محمد صالح ضرار، قام بتفكيك ذلك النظام البغيض وأعاد لم الأسر المشتتة بين القبائل وأعاد تشكيل قبائل اختفت أسماءها لقرون طويلة وذلك بالتعاون مع أخيه الشيخ محمد ضرار شيخ مشائخ بني عامر البحر الأحمر. وإنتهى ذلك النظام فعلياً عام 1947، الذي سمي عام الحرية. وبالرغم من أن القبائل المحررة تدين لله سبحانه وتعالى ثم لمؤرخ البجه في نيلها لحريتها، إلا أن المؤرخ واجه عدم رضى من بعض الذين عانوا من ظلم هذا النظام وبالتأكيد من الذين زالت سلطتهم في استغلال المستضعفين. ونتيجة لزوال هذا النظام الطبقي وتحرير طبقة الأرقاء الذين كانوا يعملون في الرعي والزراعة، إنهار إقتصاد البني عامر حيث أصبحت المزارع جرداء بلا مزارعين وفنت قطعان المواشي لعدم وجود الرعاة.

الهدندوه

هي واحدة من أكبر قبائل البجه (في السودان) وناظرها حالياً السيد سيد محمد الأمين ترك (1999). ولقد إنحدرت بعض فروع القبيلة من محمد المبارك. وبالرغم من هذا فإنهم أدمجوا فيهم قبائل البجه القديمة وإمتزجوا بها وأخذوا عنها اللغة (التبداوية) وأصبحوا كياناً واحداً. ولقد قام أحمد باركوين (وتعريب باركوين الذي لا يهاب أو المُهاب) بن محمد المبارك بقتل شكيتل ملك البجه (البلو) ودفنه في الجبل المعروف باسمه، واستولى على مملكته وضم إليه جميع القبائل التابعة لهذه المملكة. ولقد إشتهر محمد المبارك بالبأس والشهامة فأطلق عليه رؤساء البجه لقب (وهدأ) ـ ومعناها الرئيس أو الزعيم ـ وإشتهر بها، وأضيفت لها كلمة (دوه) وتعريبها بيت أو أهل، فعرفت ذريته باسم (هديدوه)، ولكن غلب عليها النطق المحرف فاشتهرت به القبيلة، وهو قولهم (هدندوة). وتزوج أحمد باركوين بـ (هدات) بطريقة أقرب إلى الأساطير، وأنجب منها سبعة أولاد هم نأيتيب أبو بهريت جد الشباديناب والمحموداب، وكلاي أبو خميس جد الخميساب والسمرايدواب، وبعشوك أبو هاكول جد العشوكاب والهاكولاب، وقرهب أبو هدل جد القرهباب والهدلاب، وشبودين أبو جميل جد الشبوديناب والجميلاب، وحملاب أبو قايد جد القايداب وأدر عوضاب، وويل حماد أبو سمار وهو جد الإميراب والبوقليني. ومن قبائل الهدندوة المشهورة أيضاً، الويل علياب والترك والشرعاب والبشارياب والقرعيب والسمرأر والدقناب وهيكوتباب وحامداب وشلول وكلولي وإبشر وعوضي وشرعاب ودقناب وهميساب وملتيناب وشيخاب وبيوضاب وريان وحلنقاب وملهيتكناب وسيقولاب وبشارياب وهبناب وبيرناب. ومن مدنهم وقراهم، جبيت وسنكات (أوكاك) وأركويت وتهاميم وهيا ودورديب وأروما وهداليا وفلك وغيرها.





الأمارأر

هي إحدى قبائل البجه الكبرى وتسكن بين الهدندوة والبشاريين. وعاصمتهم أكرا رباي. وينحدرون من عمار وعثمان. ولعمار سبعة أنجال هم : فاضل وفضل وعشيب ونهد وعامل ومحمد وسعد. وأبناء عثمان أربعة هم: أحمد كرب ونور ومحمد نور وقويلاي وانحدرت كل قبائل الأمارأر من هذه الذرية. والزعامة في الموسياب ومن القبائل الفاضلاب، والقويلاي، والعلياب والعشيباب ونهد والأرفوياب والمنوفلاب والعبد الرحماناب والعبد الرحيماب والمهجن والكيلاب والعبد لهاب والكرباب والنوراب والحامداب والشافعاب وسالماب وسلمان والسندراييت والسعيداب وغيرها كثير من القبائل. وتتميز مناطق القبيلة بوادي آمور الخصب والثروات المعدنية التي تنهب في خيراتها حكومات الخرطوم. ومن مدنهم وقراهم تهاميم أبو شوك وفودكوان وسراكويت وهييت وبأيديب (محمد قول) وأرياب وإيربا ووادي أوكو وسلاله أسير وأسوتربا وجبل أوكر وسلوم وأوبو وأربعات ودرور وتوارتيت وإيت وجبيت المعادن وأبركاتيب إلخ. وناظرهم السيد أحمد حمد محمود (1999).


[color:54b6=gre البشاريون[/color]

تقطن هذه القبيلة في شمال بلاد البجه في منطقة مملكة ناقس على سواحل البحر الأحمر وبادية صحراء عيتباي، كما تمتد مساكنها إلى ضفاف نهر أتبره، حيث عاصمة نظارتهم في جزيرة بعلوك. وتنقسم قبيلة البشاريين إلى عدة عائلات منها: عالياب، وهم ذرية علي الذين تناسلت منهم عوائل بالقاب وساراراب ومحمد عالياب، وكربيلاب وحمد عمراب وهم أكثر عوائل البشاريين في جهة عيتباي، ويسكنون حول جبل عيسى. تفرعت عائلة الحمد أوراب إلى عمر وعشباب وحمد كوراب وقمهاتاب ويقيمون في حلايب وجبل علبة وتجاورهم عائلة عامراب. وتفرعت من عائلة الشنتيراب عوائل سعداب وسالماب وشابش وقهياب. أما عائلة إيراياب، فهم ذرية إيرا ويسكنون بين محطة العبيدية وأبو حمد ويطلق على هذه العائلات Xأبناء أم عليZ، أما بيت النظارة فيطلق عليهم Xأبناء أم ناجيZ، وهم ناجي ومنصور جد المنصوراب، وعيسى. وناظرهم السيد كرار أحمد كرار (1999). واشتهرت القبيلة بالجمال التي تحمل اسمها، وهي أفضل الجمال قاطبة.



أرتيقة

هذا اسم القبيلة البجاوية التي تولت إمارة سواكن بعد أن إنتزعتها من قبيلة XبلويبZ أو XبليZ العربية التي كانت سائدة على البجه القاطنين في سواكن. والأرتيقة يعتبرون كل من سكن معهم في مدينة سواكن فرداً من قبيلتهم، ولهذا فإن جميع السواكنية هم أرتيقة. ولفظة XأرتيقةZ تؤدي معنى Xناظر قبيلةZ غير أنها خاصة بهذه القبيلة فقط.

وينقسم الأرتيقة إلى عائلات عديدة منها علمونياب وكرباب وبوشاب وأكريماب وسنايف وأرياب وعطوي وإيدهن وقولاب وايحهد ودسياب الشئياب والحمران والهنسيلاب ونفراب وقدر وقاسماب وضراراب ورضواناب وهمد شب قبيلة الأمير مصطفى هدل إلخ . .

الحلنقا

هي إحدى قبائل البجه الكبرى وعاصمتها كسلا (اسم نوع من النباتات، والبجاوي أيضاً المنطقة المعدلة)، وناظرها الحالي هو الأديب الشيخ مراد جعفر شكيلاي (1999). تنتسب القبيلة إلى هوازن وهاجرت إلى أفريقيا في خلافة عبد الملك بن مروان فراراً من ظلم الحجاج بن يوسف عامله على العراق. وبعد عبور القبيلة للبحر الأحمر نصبت خيامها حول جبل يقال له قدم، جنوبي مصوع. ثم إنقسم المهاجرون إلى قسمين، هاجر أحدهما شمالاً متتبعاً ساحل البحر الأحمر، وسلك القسم الثاني طريق بلاد الحبشة فدخلوها وتوغلوا فيها إرتياداً للمرعى، وهم أهل خيل، ومن عادة أهل الخيل حمل السياط، فأطلق عليهم الأحباش اسم XالحلنقاZ، ومعناها حملة السياط أو أصحاب السوط، فعرفوا بالحلنقا منذ ذلك الوقت. وأقاموا بالحبشة حوالى ثلاثة قرون يؤدون فيها أتاوات للأحباش. ولما ضاقوا بجشع وظلم الأحباش، أجمعوا أمرهم على الهجرة. وسكن بعض منهم منطقة الجعليين.




[ color=green]البجه في عصر الفراعنة

يستدل من الآثار المصرية أن قبائل البجه لمصر كانوا كما هم في هذا العهد يخالطون الحضر على النيل فيأتون من صحرائهم بالمواشي وخشب السنط والفحم والصمغ والصيد وجلود الحيوانات والحجارة الكريمة ويقايضون بها الأقوات والأنسجة. وكان الفراعنة يساعدونهم لمنع تعدياتهم والانتفاع بتجارتهم ويجعلون لمشايخهم جعلا معلوما يجرونه علىهم في كل عام فيتعهدون بحماية الطرق وحفظ الأمن، وكان الفراعنة كلما فرغوا من حروبهم في الشمال يبعثون السرايا إلى تلك الصحراءbوغيرها ويمتنون المراكب الكبيرة في مدينة القصير ويرتادون بها موانيء البحر الأحمر فيعودون بالجزية وهي من محاصيل تلك البلاد حتى سواحل المحيط الهندي. وكان ملوك الفراعنة يضعون أيديهم على جميع المناجم كي ينفردوا باستخراج خيراتها. فالآتهم التي كانوا يسحقون بها أحجار الذهب والقناديل التي كانوا يدخلون بها إلى الكهوف لا تزال متناثرة حول كل المناجم ولقد ذكر أحد الباحثين الانجليز في مذكراته ما كان يلاقيه البجه من الهلاك والمرض في البحث عن المعادن على أيدي الفراعنة.

وأول فرعون مصري عرفه التاريخ كفاتح لبلاد البجه وبلاد النوبة هو (سنفرو) Xويعني اسمه باللغتين البجاوية والفرعونية الأخ الجميلZ في حوالى عام 2720 ق.م وقد هاجم هذا الفرعون قبائل البجه والنوبة المتحالفة وأطلق على هذه القبائل اسم (ذات الأقواس) لأنها كانت تستعمل القوس في حروبها واستطاع سنفرو أن يتغلب على خصومه بعد حروب دامية انتهت بأن أخذ كثيرا من الغنائم والأسلاب، كما أجبر البجه وسكان النيل على دفع الجزية إلى بلاط فرعون.

ثم هدأت انتفاضات البجه والنوبة واستمروا تحت إحتلال الاستعمار الفرعوني حتى عهد الأسرة السادسة (حوالى 2423 ق.م) واستطاع (يونا) الحاكم المصري على البحر الأحمر واقليم النوبة أن يخضع كل السكان خضوعا تاما، بل استطاع أيضا أن يجند كثيرا من البجه والنوبة في الجيش المصري كما كوّن منهم فرقاً أرسلت لمحاربة القبائل البدوية التي كانت تهاجم مصر عبر جزيرة سيناء. وبفضل فرق البجه والنوبة هذه تمكن المصريون من تأمين حدودهم الشمالية الشرقية عبر شبه جزيرة سيناء.

الفراعنة وذهب البجه

وفي عهد المملكة المصرية الوسطى (215 ـ 1580ق. م) بدأ الفراعنة بنشاط جديد نحو الجنوب والجنوب الشرقي من الحدود المصرية وخاصة في عهد الأسرة الثانية عشرة (2000 ـ 1970ق.م) وكانت مشاريعهم المعمارية تعتمد على الرقيق والذهب وكان المصدر الوحيد للصنفين هو إقليم النوبة للرقيق وبلاد البجه للذهب.

وقام أمنحات الأول بحملات ناجحة ضد البجه حتى تم له اخضاعهم كلية وأجبرهم على استغلال مناجم الذهب الواقعة في وادي العلاقي في الشمال، وسخّر شبان البجه في الحفر لاستخراج الخام من الذهب وطحنه بينما يغربله المسّنون، وكان هذا التسخير والاستغلال دافعا لكثير من الثورات البجاوية على الحكم الفرعوني ولكنها لم تكن ناجحة بالحد الذي تطرد به الاستعمار الفرعوني من أرض البجه.

واستمر النشاط الفرعوني نحو استغلال أراضي البجه والنوبة بشكل أوسع في عهد امنحوتب الأول وتحتمس الأول (1555 و 1540 ق. م) وأضعفا شوكة النوبة وأجهزا على قوة البجه في الصحراء الشرقية. وكان لهذه السيطرة الفرعونية على البجه الأثر الكبير على الخزائن المصرية المملوءة ذهبا والتي اكتشفت في مقبرة توت عنخ آمون وغيره.

ولم تفتر همة الفراعنة عن زيادة الذهب من مناجم البجه، ففي عهد سيتي الأول (1313 ق. م) بدأت محاولات جديدة في هذا الشأن فحفر كثيراً من الآبار التي كانت تدر دراً متواصلا من الماء للقوافل والعمال المسّخرين الذين كانوا يستغلون في استخراج الذهب ولم يتوقف هذا العمل فىbعهد رمسيس الثانىb(1292ق.م) بل إزداد توسعاً وانتاجاً. لو لم يكن العمل يجرى على طريقة تسخير الرقيق واستغلالهم لما استطاع الفراعنة أن يستفيدوا الفائدة القصوى من تلك المناجم ولكن وجود الرقيق بأعداد كبيرة في تلك العهود جعل من الممكن أن تستغل تلك المناجم إلى الحد الذي أظهر مبلغ غنى الفراعنة ومبلغ ثروتهم الضخمة المستجلبه من جبال البجه.

وضعفت مصر بعد ذلك وضعفت قبضتها على القبائل البجاوية المحاربة فاستعادت قبائل البجه حيويتها واستقلالها ثم ما لبثت أن ناوشت كل الدول التي استعمرت مصر بعد ذلك بإغاراتها المتكررة على الحدود المصرية.

[ color=green]البجه والرومان[/color]

لم تكن هنالك أية علاقة بين البجه والرومان طوال القرن الميلادي الأول ولم تكن أي واحدة من الإثنتين تعرف شيئاً عن الأخرى، غير أن فترة الهدوء التي كانت تسود الحدود الرومانية الجنوبية ما لبثت أن إعترتها سلسلة من الغارات والإنتفاضات بسبب محاولة الرومان بسط نفوذهم على الأراضي الواقعة جنوبي اسوان ورغبة البجه في منع الرومان من التغلغل إلى تلك المناطق وكان الرومان كسابقيهم من فراعنة مصر يريدون فتح التجارة مع بلاد النوبة وعبر أراضي البجه واستغلال الأحجار الكريمة من جبالها وأراضيها.

ولعل أول هجوم بجاوي على الرومان كان في عام 250م وذلك في عهد الامبراطور ديسياس، واستمرت المناوشات بين الجانبين حتى تم التوصل إلى هدنة والدخول في مفاوضات بين الجانبين الروماني و البجاوي فأرسل الملك (تيرمن) البجاوي (بازمون بن بيزي) رئيساً لوفد المفاوضات وتباحث مع (تربيو نيوس فالس) في أمر الحدود الرومانية البجاوية ، ويبدو أن الجانبين توصلا إلى إتفاق مؤقت بحيث يمتنع البجه عن مهاجمة الإمبراطورية الرومانية المتاخمة لهم.

وسرعان ما أدرك البجه أن الهدنة لم تكن في مصلحتهم ولذلك فإنهم نقضوها في عام 261م وتوغلوا في حدود مصر حتى صدهم (يوليوس فيرمليانوس) مما اضطر ملك البجه إلى الركون إلى الهدنة حتى تحين لهم فرصة أخرى.

وفي عام 272م زادت متاعب الرومان كثيراً في مصر لأن الملكة زنوبيا ملكة تدمر أبدت نشاطا مكثفاً في هجومها على الرومان في مصر واستطاعت أن تعقد تحالفاً مع كثير من الفئات المصرية المتذمرة من حكم الرومان لمصر وإتفقت أيضاً مع البجه في جنوبي شرق مصر على فتح جبهة أخرى ضد الرومان حتى يشتد الضغط الحربى علىهم. واستجابة للتحالف مع زنوبيا قام البجه بهجوم عنيف على الرومان واستطاعوا أن يتقدموا داخل الحدود المصرية الجنوبية إلا أن حلفاءهم من التدمريين أصيبوا بالهزيمة مما أدى إلى خروجهم من دائرة المعركة فإتجه الجيش الروماني لمساندة جيوشه بالحدود الجنوبية وتمكن من صد الهجوم البجاوي الذي وصل إلى مقربة من موقع سوهاج، وأخذ القائد الروماني بروبس في تعقب البجه حتى تم طردهم عن مصر في عام 274م وقد وقع بعض البجه أسرى في أيدي الرومان.

لم يستسلم البجه لتلك الهزيمة واعتبروها هدنة يستجمون فيها استعداداً لقتال جديد، وفي عام 276م ذكر (فربسكوس) أن (برولس) نائب الإمبرطور الروماني الذي تولى حكم مصر من عام 275م إلى عام 284م، غزا البجه وقهرهم وأرسل منهم أسرى إلى روما. ولكن البجه جددوا الهجوم وعبروا الحدود بجيش قوي استطاع أن يكسب انتصارات خاطفة على الرومان، واستولى بسرعة فائقة على مناطق كثيرة من مصر، وتخطى موقع سوهاج الحالي وبات خطره عظيما على الرومان، فأعد (بروبس) جيشا قويا لمجابهة الغزو البجاوي والتحم معهم في عدة مواقع غير فاصلة وأخذوا في التقهقر إلى حدودهم حتى إذا وصلوها لم يستطع (بروبس) التوغل في أراضيهم خوف عصاباتهم وصحرائهم.

ازداد ضغط البجه على الرومان عام 297م وذلك في عهد الإمبرطور (ديوكليشيان). فاضطرت الإمبرطورية الرومانية إلى الانسحاب من كل الأراضي الواقعة جنوبي الشلال الأول، واتخذت منه نهاية لحدودها الجنوبية. ثم أن ديوكليشيان أمر بإسكان أمة النوباتيين (وقد يكونون هم النوبة) ليسكنوا في تلك المنطقة أملا منه في أن يكونوا درعا حصينا ضد غارات البجه المتكررة.

وبالرغم من هذه الإجراءات فإنه كان مضطرا إلى مهادنة النوباتيين والبجه معا حتى لا يغيروا على مصر، فاتفق معهما على أن يدفع جزية سنوية لكل من الأمتين. وطالب البجه بأن يسمح لهم بالحج إلى معابدهم الوثنية في جزيرة الفيل، حيث كانوا يشتركون هم والنوباتيين والمصريين في عبادة الإله إيزيس الذي كانوا يعتقدون أنه واهب الخصب لبلادهم. ورضي ديوكليشيان بهذا الشرط إذ لم تكن المسيحية قد أصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية.

أما بعد عام 323م، أي بعد إعتناق قسطنطين للدين المسيحي فقد بدأ البجه يشعرون بقوة الضغط المسيحي علىهم لا من الشمال فحسب، ولكن من الجنوب الشرقي أيضا إذ أنه في عام 359م هجم الملك (أزانا) ملك اكسوم على قبائل مملكة البجه وتقدمت جيوشه من الجنوب في محاولة ناجحة لتحطيم مملكتي البجه والنوبة في عاصمتها القديمة التي كانت ما زالت تدين بالوثنية، وتمكن الملك (أزانا) من هزيمة النوبة والانتصار علىهم نصرا حاسما مكنه من تحطيم بلادهم وبهذا أزال إحدى الدولتين (السودانيتين). ولم يبق غير البجه ليواجهوا خطر مواصلته للغزو من الجنوب، وخطر الرومان من الشمال، واستمر هذا التهديد للبجه حتى بلغ أقصاه في عام 390م حيث قام تيدوس الأول الروماني بإغلاق المعابد الوثنية في جزيرة الفيل ومنع كل من النوبة والمصريين والبجه من عبادة الأوثان، ثم أجبر المصريين على إعتناق المسيحية وتضايق النوباتيون من ذلك وتمسك البجه بصلابة بحقهم في اعتناق الدين الذي يرون غير عابئين بالضغط الروماني وما يمكن أن يتبعه من اضطهاد.

الثورة ضد الرومان

وبدلا من أن تنهار مملكة البجه بسبب ما تعانيه من أزمات حربية بسبب الحصار الروماني من الشمال والاكسومي من الجنوب، استطاعت توحيد صفوفها وأن تشد من قواها مرة أخرى. وما حان عام 407م إلا وكانت مملكة البجه أقوى ما تكون علىه، وجهزت كل امكانياتها لحرب جديدة ،حتى إذا جاء عام 429م عبرت جيوشها الصحراءbالشرقية متدفقة نحو اسوان حيث عبروا النيل ووصلوا إلى (واحة خارجة)، التي كانت معقلا رومانيا مسيحيا، فأبادوا وأسروا سكانها المسيحيين وعادوا أدراجهم إلى بلادهم.

ومنذ حلول القرن الخامس للميلاد أصبح البجه سادة الموقف، حتى في أراضي النوبة لا ينازعهم في ذلك أحد، وتقلص النفوذ الروماني إلى درجة استطاع معها البجه تأسيس مملكة ثابتة جنوب اسوان ،وتعاقب على تلك المملكة عدة ملوك مخلفين وراءهم بعض الآثار التي تثبت سطوتهم ومملكتهم، لكنهم لم يكتبوا انتصاراتهم أو يخلدوها بلغتهم البجاوية التي لم تكن تكتب. ولما أراد ملكهم (خاراشين) أن يسجل مقدرته لجأ إلى أحد الكتاب المصريين الذين يعرفون اللغة اليونانية فكتب له وثيقة تسجل انتصاراته.

شعر الرومان بأنهم أخطأوا باحضار النوباتيين الوثنيين في أرض النوبة ليكونوا دولة حاجزة بينهم وبين البجه لأن النوباتيين اتحدوا مع البجه في التخلص من الخطر الروماني، ورأى الإمبرطور مارشيانوس أنه لا بد من كسر شوكة البجه والحد من تمرد النوباتيين ولذلك فإنه أرسل قائده العظيم (ماكسمنيوس) عام 532م بجيوش عظيمة لضرب البجه الضربة القاضية واستطاع القائد الروماني كسب بعض المعارك المبدئية ولكن البجه كانوا قد عقدوا العزم على عدم الخوض في معركة حاسمة مع جيش يفوقهم عددا وسلاحا واكتفوا بالمناوشات والهجوم الخاطف ثم التقهقر إلى الصحراء، ولما لم يجد ماكسيمينوس فرصة للقضاء علىهم لجأ إلى الدبلوماسية فدخل معهم في مفاوضات انتهت بصلح وإقامة هدنة بين الجانبين، فاحتفظ البجه لنفسهم بالحق في إقامة شعائرهم الدينية الوثنية في معابد ايزيس بجزيرة الفيل سنويا ومن هناك يحملون الإله إيزيس إلى أوطانهم كما جرت العادة بذلك على أن تتوقف غاراتهم الحربية على مصر لمدة مائة عام. ثم أطلقوا سراح أسرى الرومان، كما قبلوا تسليم بعض أبنائهم رهائن في أيدي الرومان حتى لا تتوالى اعتداءاتهم ويبدو أن الرومان قد قبلوا استمرار دفع الجزية السنوية للبجه نظير محافظتهم على هذه المعاهدة.

لما مات ماكسمينيوس بعد ذلك بعدة أعوام زحف البجه نحو مصر وهاجموا القوات الرومانية وأجبروها على التقهقر أمامهم حتى خلصوا رهائنهم من أيدي الرومان ثم عادوا إلى ديارهم سالمين ولم يتمكن الرومان من ملاحقتهم.

البجه والمسيحية

كان عام 543م نقطة تحول في تاريخ النوبة بصفة عامة والبجه بصفة خاصة، ففي تلك السنة أرسلت الامبراطورة ثيودورا بعثة دينية إلى بلاد النوبة تدعو فيها ملك النوباتيين إلى إعتناق مذهبها المنوفيزى، واستطاع المبشر جوليان الذي أرسلته من اكتساب قلب الملك النوبي إلى العقيدة الأرثوذكسية، وأصبحت أرض النوبة منذ ذلك التاريخ حليفا دينيا للرومان، وانتهت عداوتها معهم وبقي البجه وحدهم منفردين وأصبحوا هم الزادة عن الوثنية والمناهضين للمسيحية وأضحت مملكتهم محاصرة. فإلى الشمال الرومان وإلى الغرب النوبة وفي الجنوب اكسوم، وكلها دول مسيحية معادية لهم، ولما رأى الرومان العزلة السياسية التي صار علىها البجه، أرادوا أن يضربوا ضربتهم القاضية فأغلقوا المعابد الوثنية بجزيرة الفيل وحملوا آلهتها الوثنية إلى القسطنطينية غير عابئين بغارات البجه التي قد تهددهم في مراكزهم، واتحد الرومان والنوبة ضد البجه، وربما بتشجيع وإعانات من الرومان نهض ملك النوبة المدعو (سلكو) في منتصف القرن السادس الميلادي وأعد جيشا كبيرا فهاجم مملكة البجه، والتحموا في قتال عنيف انتهى بانتصار الجيوش المسيحية على جيش البجه. وسجل الملك (سلكو) انتصاراته على جدران معبد (كلابشه) نقشا.

يبدو أن ذلك كان آخر عهد مملكة البجه بالعداوة والحروب. ويعتقد بعض المؤرخين أن الضربة كانت نهاية مملكتهم، لكن التاريخ فيما بعد يثبت أن أمة البجه لم يحدث أن ضعفت حربيا لأنها استقبلت العرب بعد الرومان بنفس القوة الحربية التي ضعضعت سلطة الرومان في مصر، واحتفظوا بروحهم الحربية حتى الآن. لقد ألفوا الحرية والاستقلال فلم يكونوا يقبلون أي سلطان علىهم ولم تكن هزيمة النوبة لهم إلا هزيمة مؤقتة إذ أنهم عاشوا في مملكتهم قرونا عديدة بعد انهيار ممالك النوبة المسيحية.

الصدام مع العرب

كان أول صدام عسكري بين البجه والعرب في أيام الفتح العربي لمصر بقيادة عمرو بن العاص، وكانت العلاقات بين الرومان والبجه قد طرأ علىها كثير من التحسن والوفاق إلى الحد الذي طلب فيه القائد بطلميوس الروماني النجدة من النوبة والبجه لمواجهة الغزو العربي. وخرج ملك البجه (مسكسوح) لمساعدة مصر بخمسين الف مقاتل من البجه معهم ألف وثلاثمائة فيل على كل فيل عشرة من الشجعان ويعززهم جنود ملك النوبة (غاليق). وكانت بين هذه الجنود البجاوية جنود قبائل (الآناك) وقدموا من وراءbسواكن وجعلوا من جلود الفهود دروعاًbلهم ووضعوا على شفاههم العلىا حلقات من النحاس وهؤلاء (الآناك) هم الذين بنوا قبور (مامان في جبال الهدندوة وبني عامر ببلاد البجه)، ووقفت جنود البجه في وجه عمرو بن العاص واستماتت في قتال المسلمين وهاجمتهم هجوما عنيفا، أما النوبة فإنهم استخدموا سهامهم في ضرب المسلمين في أعينهم حتى أطلق علىهم العرب (رماة الحدق) ولكن لم تكن هذه النجدة البجاوية النوبية ذات أثر فعال في تقرير مصير المعركة لأن عمرو بن العاص استطاع أن يتغلب على الحلفاء بسبب الامدادات التي كان يرسلها الخليفة عمر بن الخطاب وبذلك تم للمسلمين فتح مصر.



(1) الهجرة العربية قبل الإسلام



قبيلة بلي العربية

درج كثير من المؤرخين على القول بأن البجه من عنصر سامي نزح منذ قديم الزمان إلى الساحل الغربي من البحر الأحمر، واستمرت بعض القبائل العربية في هجرتها إلى (السودان) قبل الإسلام وكانت أشهر تلك القبائل التي نزحت قبيلة بلي، ويقول القلقشندي بأن هذه القبيلة هم بنو بلي بن عمرو بن الحافي بن قضاعة بن حمير، وكان قضاعة مالكا لبلاد الشحر (وقبره بجبل الشحر) ولهم بقايا بالديار المصرية بصعيدها الأعى هم بنو ناب وغيرهم.

وتعد قبيلة بلي أقدم القبائل العربية التي هاجرت إلى هذه الديار البجاوية بعد الشاسو وثمود وغيرهما، وكانت هجرتها قبل ظهور الإسلام بألف عام، وهي بطن من بطون قضاعة التي يقال عنها في كتب المؤرخين بأنها أول من نزح من قبائل معد. وكان السبب في نزوحها حرب وقعت بينها وبين ربيعة بسبب فتاة ربيعية يعشقها رجل قضاعي من بني نهد فانتصرت مضر وأنمار وأياد لربيعة وانتصرت عك لقضاعة، فاُجلوا عن أماكنهم ويمموا نجدا ما عدا قبيلة (بلي) فإنها يممت ونزلت مأرب ثم ارتحلت منها إلى ما بين تيماء والمدينة.

وقال ابن خلدون (إنهم اجتازوا العدوة الغربية من البحر الأحمر وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة وكثروا هناك على سائر الأمم وغلبوا على بلاد النوبة وفرقوا وأزالوا ملكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم وضايقوا المصريين).

وقبائل بلي هي أول من نقل اللغة العربية إلى أفريقيا فجاوروا قبائل البجه ولكنهم لم يختلطوا بها، فأطلقت البجه كلمة (بلويت) على اللسان الذي تتكلمه (بلي) أي اللغة العربية، وهي ما لم تكن مفهومة لديهم، ولذلك نسبوها لأول من تكلمها في ديارهم كما أن (البلي) كانوا عنصرا عربيا يترفع عمن سواه من أمم افريقيا واعتبروه سيدا علىهم، لما أورد معه من الفضائل كما أطلق على كل سيد من (بلي) (بلويون) وتعريبها رئيسنا أو سيدنا أو بلويب، وبالبني عامرية (بلوابي) أو (بلواي) وكلها تؤدي معنى السيادة والزعامة ـ كما أن البجه والبجاوية تؤدي لمعني عكس ذلك. وكان البلويون يأنفون من مصاهرتهم أو مخالطتهم حتى إذا ضاعت عروبتهم اللغوية اتخذوا البجاوية لسانا لهم واضطرتهم سنة الحياة الاجتماعية كي يتزوجوا ببنات رؤساء البجه، ونشأ أبناؤهم وهم يتكلمون لغة أمهاتهم وكما يقول الافرنج ان أول ما يتعلمه الطفل من الألفاظ هو ما تنطقه أمه بلسانها.

يقول نعوم شقير في تاريخه إذا أردت أن تسأل البجاوي عن معرفته بالعربية فيجب أن تنسبها إلى (بلي) فتقول له (بلويت تكتينا) (هل تعرف لغة بلي أي العربية). فأما أن يرد علىك بإحدى الكلمتين (كاكن) أي لا أعرف وكذلك في البجاوية b(بداويت) والبني عامرية التي يقال أن أول من تكلمها أهل اليمن وساحل اريتريا وقبيلة ثمود ويهود اليمن، وقد وقفت قبائل بلي حائلا دون انتشار المسيحية في شرق (السودان) حتى جاء الإسلام مع العرب فاعتنقوه واشتهر البلويون بالشجاعة والعزم حتى هابهم كل من حولهم من الأمم خصوصا الحدارب فهم شوكة القوم ووجوههم.



العرب والبجه والنوبة

كانت قبل الإسلام هناك وقائع حربية متعددة بين البجه والنوبة خاصة بعد أن اعتنق النوبيون الدين المسيحي وبقي البجه على وثنيتهم.

ولما ظهر الإسلام في (السودان) الشمالي، سكن جماعة من المسلمين أماكن معدن الذهب في عيذاب، ونزح إلى تلك الديار خلق من العرب من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، فاشتدت شوكتهم وتزوجوا من البجه وقويت ربيعة بالبجه على من ناوأهم وجاورهم من قحطان وغيرهم من معد بن نزار ممن سكن في تلك المنطقة.

وكانت مملكتا البجه والنوبة تابعتين لمصر، منذ الإسلام حتى استولى السلطان سليم التركي عام 923هـ على مصر، فسلخ مملكة البجه عن القطر المصري وألحقها بإمارة الحجاز وبقيت مملكة النوبة تابعة لمصر، وضمت بلاد البجه كلها إلى (السودان) عام 1865م وكذلك اريتريا والصومال الانجليزي. ولولا أن الخديوي محمد علي باشا استولى على (السودان) عام 1821م وقضى على دولة الفونج لبقيت ممالك البجه الخمس مستقلة لليوم.

واشتهرت مدينة عيذاب الميناء البجاوي كميناء رئيسي لحجاج بيت الله الحرام من المصريين و(السودانيين)، وكانت زاهرة بالعمران والتجارة وكانت عيذاب مقر ملك البجه الحدربي في الإقليم الشمالي.

واشتد هجوم البجه على ريف صعيد مصر في أوائل القرن الثالث للهجرة فرفع والي أسوان الأمر إلى أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد فأمر باخراج عبد الله بن الجهم إلىهم عام 216هـ (831م) فكانت حربه سجالاً. ثم تهادنوا وكتبوا المعاهدة الثانية.

وكان أول من عقد معهم الهدنة في أواخر القرن الأول الهجري هو عبد الله بن الحجاب السلولي فقد عقد معهم معاهدة أمان وحسن جوار، وكان نائب ملك البجه مقيما بالريف المصري رهينة. وكثرت أذية البجه للمسلمين الذين يريدون استعمار المناجم والاستيلاء علىها شيئا فشيئا حتى تذوب وتنصهر القومية البجاوية في العنصر القادم حديثا من الشمال أو من جزيرة العرب حاملا مشعل النور والهداية إلى طريق الحق والصواب وقد تم كل ذلك ولكن بعد قتال عنيف ودماء زكية طاهرة أريقت في الدفاع عن الأوطان وكنوزها العامرة بالتبر والجوهر والفضة.

وأقام العرب بقيادة عبد الله بن الجهم إتفاقية هدنة مع عظيم البجه كنون بن عبد العزيز، وعمل البجه بموجب هذه المعاهدة نحو خمسة عشر عاما بدأوا بعدها غزو الريف من صعيد مصر وكثر الضجيج منهم إلى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله فندب لحربهم محمد بن عبد الله القمي وهو من الأمراء الحازمين.



الذهب سلاح الاستعمار

ولما أراد ملك البجه الغاء المعاهدة، بدأ بطرد العرب من جميع المناجم والمدن وامتدت سرايا غزواته إلى بلاد الوجه القبلي وأغضب هذا الخليفة في بغداد خصوصا منعهم دفع الخراج. ولا شك أن استثمار المناجم يعتبر من أكبر أسلحة الاستعمار ولذلك قرروا الخلاص منها بأي ثمن وطلاب الحرية لا يمكنهم أن ينالوها أو يحصلوا علىها ما لم يتخلوا عن قيود مثل هذه المعاهدة التي كانت جميعها في صالح العرب. ومن يدرس أخلاق البجه يتحقق بأن أكره شيء هو السيطرة وأخذ الأموال بالقوة مثل (الخراج) ونحن قرأنا في التاريخ كيف أن الراشدين قد اعتبروها أتاوة تدفع لقريش، فما بالك بالبجاوي المقيم في وطنه وأرضه وبين عشيرته وأهله يأتيه الأجنبي من الخارج فيطلب منه أن يكون شريكا له في نياقه وبقره وأرضه وثرواتها الطبيعية ويضع يده علىها بدون أي تعب فإذا رضيها تحت ضغط من القوة اليوم لن يقبل أداءها غدا، وسيحطم قيودها عند سنوح أول فرصة، ولم يرض بها إلا بعد أن قهرته حكومة شديدة أزالت دولا من الوجود وغنمت تيجان ملوكها وقذفت بهم في العراء وقضت على ما كان لديهم من مدنية وحضارة. ولقد تعلمنا من المستعمر أن أغنى الأمم هي التي تملك مناجم الحديد والرصاص والنحاس والذهب والفضة وكل هذا متوفر بكثرة في بلاد البجه، التي كان أهلها يقاتلون ويحاربون الغزاة الأوائل من الفراعنة والبطالمة والرومان وغيرهم. ولله در الملك كنون الذي رأى أن مصلحة أهله وعشيرته تمزيق تلك القصاصة من الورق بالسيوف البواتر. وتقوم حكومة الإنقاذ (1999) بنهب ذهب البجه لمصلحتها.



قتال البجه للعرب عام 847 م ـ 861م

وأسطورة علي بابا

وفي خلافة جعفر المتوكل على الله بن المعتصم، غزا البجه صعيد مصر وقتلوا من وجدوه بالمناجم من المسلمين، وتقاعس جعفر عن غزوهم وتوالت السنون وكثرت الشكوى. ولما كثر القتل في المسلمين العاملين في مناجم الذهب هجروها فانقطع بذلك ما كان يؤخذ للسلطان بحق الخمس من الذهب والفضة، فولى المتوكل محمد بن عبد الله القمي محاربة البجه وولاه معادن تلك البلاد، واشتبك جيش المسلمين بالبجه بقيادة ملكهم علي بابا (أولباب) واستمرت الحرب سجالا حتى استعمل العرب الخدعة بوضع الأجراس على أعناق الخيل، فنفرت جمال البجه من كثرة الضوضاء وذلك في عام 241هـ. وطلب ملك البجه التفاوض، وعاد مع جيش القمي لبغداد وترك على ملك البجه ابنه (فيعس) ثم عاد علي بابا معززا مكرما من بغداد بعد أن وقع إتفاقية مع المسلمين تنص بانتفاعهم بمناجم الذهب، والملك على بابا هو من قبيلة (بلي) التي يقال لها بالبجاوية (بلويب) وبالبني عامرية (بلو أو بلاوي) وهذه القبيلة كانت لها السيادة على البجه. ويقول المؤرخ الأستاذ ضرار صالح ضرار في كتابه Xهجرة القبائل العربيةZ إن قصة كنوز علي بابا في الأدب العربي جاءت من الملك علي بابا هذا. وتذهب الدكتورة نادية بدوي في كتابها XحلايبZ لتأكيد هذه الرواية حيث تذكر أن سكان المنطقة يتحدثون عن مغارة ملكهم علي بابا المليئة بالذهب والمجوهرات والتي حاول عدد من المغامرين كشفها والاستيلاء على محتوياتها.

وفي أواسط القرن الثالث للهجرة كان تنازع السلطة بين رجلين من قريش ببلاد البجه والنوبة على أشده وهما العلوي إبراهيم بن محمد من ذرية عمر بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عبد الحميد العمري.

واشتبكا بجيشيهما في قتال شديد، ثم انهزم العلوي واختلف مع أصحابه فانشقوا علىه وعادوه فتركهم ومضى لميناء عيذاب فأجاره نائب ملك البجه وأعدّ له سفينة أبحرت به وأهله إلى جدة ومنها ذهب إلى مكة، وهنا خلا الجو في بلاد البجه والنوبة للعمري.

البجه والعرب عام 869م

في هذا التاريخ قدم على البجه أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحميد العمري بعد محاربته للنوبة ومعه ربيعة وجهينة وغيرهم من العرب فكثرت بهم العمارة في بلاد البجه ـ ومالت البجه إلى ربيعة وتزوجوا منهم. وقيل أن البجه تحالفت مع ربيعة على قتل العمري وأخرجوا كل من خالفهم من العرب وحرموه من التنقيب في ديارهم.

وتصاهرت ربيعة مع رؤساء البجه (البلويون) وبذلك كف ضررهم عن المسلمين. وفي عام 873م غزا البجه مصر مرات عديدة، وكان على مصر آنذاك عبد الحميد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فخرج كامنا للبجه، وقتل مقدمتهم ودخل بلادهم ونهبها وتابع علىهم الغارات حتى أدوا إلىه الجزية التي لم يدفعوها من قبل.

ومن أشهر ملوك البجه الملك بشر بن مروان بن اسحق وأمه من ربيعة. وبسط أمراء هذا البيت نفوذهم على ممالك البجه المترامية الأطراف من مصوع حتى جنوب أسوان وتولوا حكوماتها بتقليد من مصر وكان يلقب أمير البجه (الحدربي) وبقوا على هذه الحالة حتى آخر عهد الممالىك.

أما الأمير سمرة بن مالك فلقد كان في أيام دولة الناصر قلاوون وأنه كان أميرا جليلاً ذا عدد جم وشوكة ملكية يغزو الحبشة وأمم (السودان).

وبقيت مملكة البجه في العائلة الحدربية إلى عهد السلطان سليم عام 923م حيث أمر بسلخها عن تركيا وولى علىها أمراء واتبعها لمصر وكذلك سواكن ومصوع حتى عام 1841م حيث تم ضم بلاد البجه (للسودان) الذي كان يحكم من قبل حكومة الخديوي محمد علي باشا، وذلك بعد زوال مملكة الفونج التي ظهرت عام 910هـ واستولت على بلاد البجه عام 1000هـ تقريبا برئاسة عجيب المانجلوك ثاني وزراء العبدلاب وكانوا يصاهرون نظار القبائل فإذا رزقوا ولدا جعلوا الرئاسة له باهدائهم له كل الملابس والمراسيم حتى يضمنوا عدم ثورة القبيلة علىهم. وفي عام 1865م ضمت سواكن ومصوع إلى (السودان). وخفضت سلطة أميريهما إلى (عموديتين).





[ color=green]ممـالـك الـبـجــه[/color]

منذ فجر تاريخ (السودان) الشرقي كانت هناك أمتان ظاهرتان في حوادثه، فكانت الأمة الأولى هي التي تسكن في حوض نهر النيل ببلاد النوبة والتي سميت ببلاد كوش أو النوبة وغير ذلك من الأسماء التي اشتهرت بها. أما الأمة الثانية فهي أمة البجه التي كانت تجوب الصحراء الشرقية نحو البحر الأحمر. وانقسمت البجه إلى عدة ممالك متفرعة عن مملكتها الرئيسية وكانت دائما تقف صفا واحداً وسداً منيعا ضد المغيرين من المستعمرين والمعتدين وبالإضافة إلى ذلك فإن مملكة البجه درجت على انتهاك حرمات الحدود المصرية.

على أن الزمان فعل فعله في وحدة ممالك البجه حتى أنه لما زارها ابن حوقل قبل ألف عام لم يجدها متحدة في مملكة واحدة بل وجدها قد انقسمت إلى خمس ممالك لكل منها حدودها وسلطانها وهذه الممالك هي:

1) مملكة ناقص: وهي تبدأ شمالا من أول الحدود المصرية وفي غربها أسوان.

2) مملكة بقلين:وهي تقع بين خور بركة وساحل البحر الأحمر المجاورة لمملكة جارين.

3) مملكة بازين: وهي تقع بين مملكة علوه وبقلين.

4) مملكة جارين: على السواحل الجنوبية حتى جبل رورا (بقله) قرب مدينة نقفه باريتريا.

5) مملكة قطاع: تبدأ من مدينة نقفه حتى سمهر (مصوع).



ومن يتأمل هذه الممالك على الخريطة يجد أن قبائل البجه الخمس الآن قد ورثت أراضي هذه الممالك، كما ورثت ألقابها، فقد كان زعماؤها يحملون لقب ملك ولهم مظاهر خاصة في خلق الشعور العام نحو وظائفهم الملكية، فقد كان لكل ملك منهم كرسي للحكم عرف في (السودان) باسم (ككر) وهو العرش الذي يجلس علىه الملك أما رأسه فقد كان يغطيه بتاج أو طاقية من الذهب تسمى (أم قرين) ويصحب ذلك من شعارات الملكية سيف أوروبي صقيل ونقارة (طبل) يقرع في المناسبات وعند الأزمات. ولم يفقد هؤلاء الملوك ألقابهم الملكية إلا بعد أن فتح محمد علي باشا بلاد البجه عام 1841م فأزال استقلال البلاد والملك وألقابه وأبدلها بكلمة ناظر قبيلة وما زال هذا اللقب مستعملا لزعماء القبائل الكبرى حتى الآن.

لقد ورثت قبائل البجه الحاضرة ممالك أسلافهم السابقين وأصبح الموقف الآن كما يلي:ـ

1 ـ قبائل البشاريين ويسكنون في منطقة مملكة ناقص.

2 ـ قبائل الأمارأر وهم يعيشون في منطقة مملكة بقلين.

3 ـ قبائل الهدندوة وينتشرون في بقاع مملكة بازين.

4 ـ قبائل بني عامر ومواطنهم على السواحل الجنوبية (مملكة جارين).

5 ـ قبائل الحلنقة ويقطنون في كسلا وما حولها.


6- قبائل الحباب ويقطنون طوكر.


البجه والصليبيون

وفي عام 578هـ طمع البرنس رانود (أرنولد) صاحب الكرك بالشام بالاستيلاء على أراضي الحجاز وأبحر بالسفن نحو عيذاب، وقتل أهلها وأحرق تجارتها وقطع طريق البحر والبر على المسلمين وأبحر نحو الحجاز وأبحر خلفه الحاجب حسام الدين لؤلؤ فتعقب الصليبيين في عيذاب ثم في ميناء رابغ بالسعودية فأدركهم هناك فأوقع بهم جميعا.



البرتغاليون في البحر الأحمر

قام الأسطول البرتغالي عام 1516م بزيارة استطلاعية لميناء سواكن تحسبا لأي اشتباك مع الأسطول المصري. وفي هذا الأثناء كانت جيوش سليم تتقدم في الشام لاحتلال القدس ثم مصر.

وبعد هزيمة البرتغاليين للأسطول المصري الذي أرسله السلطان الغوري سمع البرتغاليون بزحف السلطان سليم على مصر. وفي سبيل محاولة منع السلطان سليم عن الاستيلاء على البحر الأحمر. اتصل البرتغاليون بالأسبان كما عرضوا على فرنسا استعمار ميناء سواكن واستطاع البرتغاليون تحويل الصراع في البحر الأحمر إلى صراع صليبي إسلامي بعد استئذانهم من البابا يوليوس الثاني في عام 1505م لإعلان الجهاد في سبيل المسيحية، وصارت مدينة السويس تحت إمرة الأميرال استيفان دي غاما وميناء سواكن تحت إمرة الأميرال دون جوان دي كاسترو.

البجه والفونج عام 1508م

تمكنت القبائل العربية النازحة إلى (السودان) بالتحالف مع عرب القواسمة (السودانية) من اسقاط آخر الممالك المسيحية في (السودان) عام 1504م. وكان لزعامة الفونج عمارة دنقس ولرئاسة عرب القواسمة عبد الله جماع، وأصبح السلطان في يد الفونج والوزارة في يد عبد الله جماع وذريته. وأقام الفونج عاصمة لهم مدينة سنار على النيل الأزرق.

وامتدت سلطة مملكة سنار إلى سواكن على أيام عمارة دنقس واشتبكت جيوشها مع أمير سواكن وهو من الحدارب الذين انهزموا ورحلوا من سواكن وتفرقوا في البوادي المحاذية لجبال سنكات وأركويت. وقلّد قائد جيوش الفونج وهو من العبدلاب الأمير عبد الله بوش الأرتيقي أميرا على مدينة سواكن وخضعت بادية البجه لحكم الفونج إلا قبائل الهدندوة، فانهم تحصنوا في الجبال وامتد نفوذ الفونج حتى مدينة مصوع جنوبا. وسافر ملوك البجه إلى سنار لتقديم الطاعة والولاء، وعادوا يحملون تفويضا بالاستمرار في حكم قبائلهم وجمع الزكاة وتسليمها لسلطان سنار. كذلك منحهم السلطان كساوى شرف وسيوفا تمنح لعمد ومشايخ قبائل البجه.

وفي عام 1560م زار الشيخ عجيب المانجلوك ابن الشيخ عبد الله جماع كبير وزراء دولة سنار سواكن وهو في طريقه إلى أرض الحرمين.

وأثناء إقامته بسواكن طلب الشيخ عبد الله جماع مصاهرة الأمارأر، وتم له الاقتران بابنة الشيخ عشيب بن عمار شقيق ناظر قبائل الأمارأر وكانت هذه عادة وزراء العبدلاب إذ يصاهرون القبائل ثم يجعلون النظارة في ابنهم من بنت القوم، وهذا ما حدث في قبائل الحلنقة بمنطقة كسلا والأمارأر بجوار مدينة بورتسودان إذ بعد أن رزق الشيخ عجيب ولده عثمان من ابنة الشيخ عشيب أرسل لابنه سيفا صقيلا وطبلا وطاقية من الذهب وكرسي الحكم (ككر) وثيابا وخيلا وأمر بأن يكون ناظرا على عموم قبائل الأمارأر. وبهذه المصاهرة توثقت عرى الولاء بين السلطنة الزرقاء والأمارأر الذين تزوج الشيخ عثمان عجيب بابنتهم. ومن ثم أطلق على نسله الأتمن نسبة إلى عثمان.



البجه والأتراك

بعد أن استولى السلطان سليم العثماني على الخلافة أرسل قائده سنان باشا لتطهير البحر الأحمر من البرتغاليين واشتبك سنان باشا بالبرتغاليين عام 937هـ وهزمهم واحتل جدة ومصوع وزبيد اليمن والحديدة وموخا وزيلع وسواكن. وترك في كل مدينة موظفا تركيا ينوب سلطة والي (حاكم عام) الحجاز أما السلطة الإدارية فتركها للوطنيين.

وفي سواكن لم يكن للمحافظ التركي غير تحصيل الرسوم الجمركية. وكانت أسواق سواكن التجارية تحت سلطة الأرتيقة الذين كانوا يتحصلون الزكاة من حصة الجمرك وأموال الأهالي، ويدفعون منها لمندوب ملك الفونج نحو ألف ريال تركي سنويا. وكان المحافظ التركي مسئولا عن جزيرة سواكن أما الداخلية فقد كان مسئولا عنها أمير الأرتيقة بمقتضى فرمان (وثيقة من السلطان العثماني) واستمرت بعض بادية البجه تحت سلطة ملك سنار اسمياً مع تمتعها بالحكم الذاتي الكامل.



ولم يهتم الأتراك بسواكن وأحوالها التجارية أو العمرانية بل جعلوها قاعدة حربية يجب أن تبقى تحت الدولة العلىة، وأن يخفق فوقها العلم التركي وبقيت كذلك حتى نشب القتال بين تركيا واليمن فأصبحت سواكن استراحة للجيوش الذاهبة للقتال والجرحى العائدين من حومة الوغى ويبقى الأخيرون نهائيا فيها بعد شفائهم.

وفي عام 1864م طلب الخديوي محمد علي باشا أن يضم إلى أملاكه سواكن ومصوع فوافق السلطان العثمانى على أن تعودا إلى إدارة الحجاز بعد وفاة الخديوي الذي اتخذهما قاعدتين حربيتين وتجاريتين لتصدير كل حاصلات (السودان) والحبشة وعين في كل من المدينتين محافظا من قبله وأمرهما باستعمال نقوده فيهما مع النقود السلطانية التي كان الأهالي يفضلونها على المصرية.

بعد أن تم لجنود محمد علي باشا السيطرة على شمال (السودان) بما في ذلك أراضي مملكة الفونج وكردفان، كانت لا تزال بعض الأراضي الواقعة في شرق (السودان) تتمتع باستقلالها وهي أراضي الهدندوة والبني عامر والحلنقة والأمارأر والبشاريين، وبتعبير آخر فهم كل قبائل البجه، وكانت هذه الأراضي ملجأً لبعض الهاربين من ضرائب الحكومة فرأى حكمدار الخرطوم من قبل مصر، أن الوقت قد حان لضمها (للسودان) المصري وساعده في ذلك أن الاستعدادات الحربية أصبحت متوفرة مع توقف المناوشات التي كانت بين الجيوش المصرية والحبشية، لذلك بدأ الحكمدار أحمد باشا أبو ودان في غزو أراضي الهدندوة والحلنقة وهي التي كانت تسمى التاكا. وكان لذلك الهجوم سببان أولهما توسيع رقعة (السو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://habab.banouta.net
 
مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ....تاريخ البجه بشرق السودان الجزء الثانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ..... تاريخ البجه الجزء الاول
» ]نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ....الجزء الثانى
»  مقالات نشرت فى الصحف او المجلات اوعبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب...سكان الشرق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابناء قبائل الحباب بشرق السودان :: تاريخ قبيلة الحباب السودانية :: تاريخ وعادات وتقاليد وتراث قبيلة الحباب-
انتقل الى: