والمعجزة على شقين شق هو من نوع قدرة البشر،فعجزوا عنه فتعجيزهم عنه فعل لله دل على صدق نبيه كتحدي اليهود أن يتمنوا الموت وشق خارج عن قدرتهم، فلم يقدروا على الإتيان بمثله كانشقاق القمر، مما لا يمكن أن يفعله أحد إلا الله تعالى فيكون ذلك على يد النبي من الله وتحدى من يكذبه أن يأتي بمثله تعجيزا له.
ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ظهرت على يديه تشمل كلا النوعين فهو صلى الله عليه وسلم أكثر الرسل معجزات وأبهرهم آيات وأظهرهم برهانا فله من المعجزات مالا يحصى، وقد ألفت في معجزاته صلى الله عليه وسلم المؤلفات الكثيرة وتناولها العلماء بالشرح والبيان ممن اعتنى بجمعها من الأئمة أبونعيم الأصبهاني والبيهقي.
ومعجزاته صلى الله عليه وسلم منها ما نقل إلينا نقلا متواترا من طرق كثيرة تفيد القطع عند الأمة ومنها ما لم يبلغ مبلغ الضرورة والقطع وهو على نوعين:
أولاً: نوع مشتهر منتشر، رواه العدد وشاع الخبر به عند أهل العلم بالآثار، ونقلته السيرة والأخبار، كنبع الماء من بين أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم وتكثير الطعام.
ثانياً: نوع منه اختص به الواحد والاثنان ورواه العدد اليسير ولم يشتهر اشتهاره غيره لكنه إذا جمع إلى مثله اتفقا في المعنى واجتمعا على الإتيان بالمعجز.
وبعد هذا التمهيد الموجز،نورد بإذن الله تعالى جملة من معجزات ودلائل نبوة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم مما ساندها الدليل الصحيح.