خالد على ودالعمدة Admin
عدد المساهمات : 853 نقاط : 2246 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/06/2010 العمر : 56 الموقع : خارج ارض الوطن
| موضوع: الحرف اليدوية في بلاد الحباب الجمعة يوليو 22, 2011 3:17 am | |
| [b] الحرف اليدوية في بلاد الحباب
الحرف اليدوية في بلاد الحباب كانت احدي المصادر الرئيسية للدخل عند السكان إلى جانب الزراعة وتربية الماشية ولقد كانت تمثل من جهة أخرى اكتفاء ذاتيا لهم وسدا لاحتياجاتهم البسيطة في قديم الزمان ,أما الآن فقد اندثر معظم هذه المهن نظرا لانتقاء الحاجة الفعلية إليها وارتفاع دخل الأفراد ووجود الورش والمصانع الحديثة ويسعدنا فيما يلي أن تواصل الحديث عن بعض هذه الصناعات مثل دباغة الجلود وسوف يكون حديثنا في هذا الصدد كذلك عن مهنة النجارة . ساعد توفر الأشجار المتنوعة والماشية والعاملين في دباغة الجلود في بلاد الحباب يقومون بصنع بضع أدوات خشبية كانت أم جلدية متنوعة الأشكال والأغراض لأجل سد حاجاتهم وحاجة غيرهم من السكان البلاد ومما كانوا يقومون بصفة , أدوات الحرث والري وأدوات رفع الماء من الآبار أو الأدوات المنزلية المتعددة كاالطيشو والشيمت (البطانية) أو في عملية التعمير والبناء وبيوت مرتفعات أرض الحباب تشبه مرتفعات إرترية مبنية من الحجر والأسقف من اجذاع الأشجار الكبيرة تسمى” نيحس” وتوجد في داخل البيت والأبواب والنوافذ دقة في التصميم ومن رسوم ونقوش جميلة تظهر واضحة للعيان على بيت العروس , هذا ومن الجدير بالذكر أن مواد تلك الصناعات الخشبية كانت تستخرج من خامات المنطقة الطبيعية مثل أشجار ذات الجودة العالية والمقاومة للعوامل الطبيعية كما إنها مطاوعة للحفر وتصنع منها الكثير من الأدوات المنزلية وكذلك بعض أشجارها كانت تستخدم بمثابة الصابون اليوم .وكانت الغابات والأشجار مزدهرة ونمت معها المنحوتات الخشبية في المنطقة. وهو نشاط اقتصادي غير منظم, كان بيع الخشب ولا يزال علاً مزدهراً في هذه المناطق وكذلك تجارة بيع الفحم النباتي بدلاً من ذلك’ فآلاف الهكتارات تجرد من أشجارها للبيع في مراكز المدن الإرترية حتى أصبحت المناطق حول المدن والقرى التي كانت مجاورة للغابات خالية من الأشجار والشجيرات ومن ثم كان لزاماً على نساء وأولاد الريف أن يسيروا مسافات أبعد إلى حيث الجبال والأودية ذات الغطاء الشجري الكثيف للحصول على الأخشاب. وعندما يقطع جامعوا الأخشاب, الأشجار ذات الحجم الأكبر للحصول على جذورها وأخشابها لا يتبقى لحيوانات الرعي سوى النباتات الأصغر حجماً في المنطقة. وهذه النباتات غالباً ما تنتهي بنهاية الموسم ولا تستقر غير عام واحد ولا توفر للمراعي سوى أسابيع قليلة. وكانت هذه العوامل المسببة لتدهور المراعي فآلاف الهكتارات قد جردت من نباتاتها وكانت السرعة التي تجتث بها الأخشاب تفوق الخيال ويرجع ذلك إلى وجود الجبهة الشعبية التي استوطنت هذه الأرض من عام1970 قد قضى تقريباُ على كل الخشب وتلاشت الأشجار في المنطقة بسبب الكثافة العالية من المقاتلين وارتفاع الطلب على الخشب لطبخ والتدفئة وركزت الثورة على الأشجار الكبيرة لجودتها لدفاعات الأرضية, وأدى نمو المدن الكبيرة إلى تزايد الحاجة إلى خدمة من نوع جديد وهي بالتحديد توريد الخشب. ومنذ حوالي خمسون عام والسيارات تحمل الأخشاب وأكوام الفحم وكانت من المناظر المألوفة وجزءً من الحياة اليومية للناس وما حصل لا بد إنه كان استمرار لعادة عمرها آلاف السنين ترتب على ذلك هذا الدمار الذي انتهت فيه موارد الحباب وتغير وجه الحباب وتحولت كثير من أجزاؤه إلى شبه الجافة وإلى أرض قاحلة , وحصلت فجوة اقتصادية كبيرة, عن غير قصد من الإنسان الإرتري . والناس يذكرون المراعي الغنية بعد سقوط الأمطار حين كانت الأرض الحباب يغطيها بساط من النباتات ذات النكهة الطيبة والأشجار المعمرة , ومازال إنسان المدن حينما يزور هذه المنطقة يتحول إلى جامع للحطب لقتل ما تبقى فيها, من النباتات والحيوانات البرية وانقرضت الحيوانات المحلية بفعل شركة إنكودي ,الكوماندوس والمجاعة والأمراض وفقدت الغطاء الأخضر في المراعي وتصحرت الأراضي التي أزيلت منها الأشجار. وبدأت الحباب تعتمد السمن والحليب بدرة المستورد من الخارج وبعد أن كانت المنطقة مكتفياً ذاتياً, اليوم تقع المنطقة تحت ضغط كبير للحصول على الأخشاب والماء النظيف تصعد جبلا وتهبط واديا على الدروب المتعرجة كالأفاعي للحصول فقط قليل من الحطب, كما انخفض دخلهم قياساً بالماضي وفرضت عليهم نمطاً استهلاكياً يفوق قدرتهم على الإنتاج والشراء, الكل يعاني من ضغط بيئي وسكاني, والحال كما كانت عليه في زمن الاستعمار والعواقب مخيفة. تمزق فيه الحباب وفقد توازنه وضاقت بهم الحيات وتفككت الأسر وترتب علية أنواع من التفكير وسلوك تفرد إرادتها على الجميع .هكذا قادنا الخطر الأول إلى الخطر الثاني دون رأي ولا موقف منا.
ما زال استغلال جمع الأخشاب مستمراُ بكامل قوته لصالح الدولة بما يمثل إنتاج ضخم قيمته الملاين. وكل الأخشاب الذي تدخل إلى المدن الكبيرة هي قادمة من أرض الحباب وبركه عبر مدينة كرن تراها تتكدس أمام نقاط التفتيش وداخل المدن الكبيرة, والنتيجة هي استنزاف مفرط لهذه الموارد تتطابق مع تلك الذي كانت تقوم بها القوات الإثيوبية في المنطقة سابقاُ.
أن مستقبل إنسان المنطقة مهدد بشكل عام بسبب انتشار الفقر, فبسببه تتعثر الكثير من أحلام المستقبل وتزول الطموح في الوصول إلى مستوى أبناء المرتفعات خاصة فيما يتعلق بالاحتياجات الأساسية مثل التعليم والصحة والمأكل والمشرب والمواصلات,وكل المستعمرين لم يكفلوا للمنطقة هذه الحاجات الضرورية لأسباب نجهلها,ولكن هي أسباب محرجة لدولة ومؤسفة لنمو غير المتساوي في بلادنا. وفقر المنطقة كما نراه هو نقصاُ في كل شيء وندرة في الفرص وتهميش متعمد لطبقة من المجتمع الإرتري تاريخيا, تتمثل في حرمانها من الوظائف, وإبعاد الخدمات الاجتماعية عنها بجانب عدم توفر الإمكانيات المادية لم يقتنوا شيء يمكن أن يدعمهم في المستقبل حتى الآن.كما أن سعر الغذاء في ارتفاع متزايد أصبح يتشابك مع قضايا سياسية وحزبية هي الأخرى تؤدي إلى مزيد من الفقر المدقع في البلاد.وهذا شيء مخزي تضغط به الدولة الفقراء أصلاً, مما يجعل الجوع ووفاة الرضع ,والأمراض منتشر بينهم. لم يكن رجل الحباب البدوي مربوطاً فقط في الأرض كما هو شأن المرتفعات الإرترية ولم تكن مصالحهم في الحياة والمواقع على دارجة واحدة. كانت لهم مراعي في أرضي واسعة واسمها ليس دومنيالي بل هي أرض ملك لقبائل معينة معروفة لدى الناس فهي سنة مخصبة وقد تجدب سنة أخرى فإذا أجدبت غادرها إلى أرض أخرى ففي الحباب الأرض تنسب إلى القبائل وهذا الإقليم بذات يستند على خلفية غنية من تأريخ سكانها, وهو الإقليم الأم لمعظم قبائل سمهر وسنحيت وبركه. ولا يصلح اليوم لصوص الأراضي أن يستعملوا كلمة دومنيالي كأرض ليس لها مالكون. وللمعلومة صك هذه الأراضي هو قبائلها وكانت الأرض تكبر وتصغر وفق العرف القبلي تتوارثها الأجيال وتشهد فيها أطراف عديدة. واني أشفق على من تعرض للسرقة الدولة. وكلما أرى أرض المنخفضات أصبح ثروة يتزاحم الكثيرون على امتلاكها واستثمارها بنشاط مدعوم من أبنائهم في الخارج ومباركة الحكومة أن ينهبوا ويمتلكوا في أرض بركه والسهول الشرقية مشددا الحكومة لهم القوانين على أصحابها الأصليون وتعجزهم بل قضت على مشايخهم وأعيانهم وأنشئت نخبة جديدة أخذت دور العلماء وأعيان البلد تسما زوبا صبغة أرضهم بالطابع المسيحي . وتحكم كل نشاطهم مما أصبح نصيبهم في الأرض والعلم والوظيفة صفر فبقيت مناطقهم خارج سلطة الدولة في معظم العهد الاستعماري وعلى أطرافها السياسي, تاركة بصماتها الاستعمارية علينا من تخلف وفقر ومرض, ونعم المرتفعات بالاستقرار الذي كان العامل الرئيسي لتراكم الثروة في أيديهم ولاحتكار وظائف الحكم الإدارية. واختل التوازن السياسي والاقتصادي في البلاد نتيجة استمرار الروابط الخانقة لهذه المناطق.
المصدر عدنا حباب [/b] | |
|