أن كلمة الحباب معناها يحتاج الى مراجع كثيرة ويحتاج تحقيق مكتملاُ من قراءة الوقائع وأحداث الجزيرة العربية ورمزها وقبائلها وهي كلمة تمتد جذورها إلى عصور موغلة في القدم ولم يكن غريباُ ان منطقة شرق السودان بحكم موقعها الجغرافي من قربها الى الجزيرة العربية تعتبر ارض للهجرات العربية منذ زمن بعيد فمن تلك الهجرات من طاب لهم المقام بارض السودان مثل قبيلة الحباب التى كان ملكها من حدود مصر الى ارتريا على امتد الساحل التى كان يطلق مملكة الساحل ‘ فالكلمة حباب اصلها عربى لاشك فى ذلك .وهناك فى منطقة الجزيرة العربية قبائل تحمل هذا الاسم الى يومنا هذا،ولكن يبدو الإسم استمرار لحكم قبائل القحطان الذي كان قائماُ في الجزيرة العربية انتقلت مع قبائلها إلى موطنها الجديد في شرق السودان بعد أن تغيرت عليهم الأحوال المناخية والصراعات القبلية التي جعلت استمرارهم هناك مستحيلا. وصار أسم الحباب حماية وضمانة إضافة إلى كونه اسما وعلامة وهوية لقبائل الحباب وكمحيط واسع دوماُ يؤمن بكل القبائل كمرجع لكل الناس لكي تنتسب إلى سلسلة الأسماء والقبائل المعروفة كعلامة دالة لمعرفة عضويتهم في إتحاد الحباب. ولكن إذا عجزوا عن كشف سلسلة النسب فاء نهم يخرجون من نظامهم ويصبحون خارج نظام القبيلة, والقبيلة هي الأساس الذي يتحرك فيها كل التصور وهي الوحدة النظامية في حياة أبناء الحباب كما إنه يقبل الحباب الولاء للقبيلة والإتحاد ويراها من أفضل السبل وأعم فائدة في الفهم الصحيح لخصائص الحباب وأصوله جامعاُ وشاملاُ وتعطيه خيارات متعددة للجماعات والأفراد ليعيشوا معاُ في إطارهم الواحد وأصلهم الأول الذي هو النواة الأساسية الذي تكونت منه الحباب. وكانت القبيلة بمثابة العماد التي وحدت وقوت هذا الشعور بمساهمة من كل قبيلة في غرس القيم العالية التي نعيشها اليوم ولو كان الحباب ملك لقبيلة واحدة في النمو لفقد توجهه وبعده ولاندثر , ولو لم ترتدي قبائل الحباب، اسم الحباب لها لما بقيت ثقافة الحباب وتاريخهم إلى يومنا الحاضر علماُ بأن أرض الحباب كانت مفتوحاُ على مصراعيه للتفاعل الثقافي والحروب والغزوات لأن أقوى ضمان للبقاء والمحافظة على وجودهم يحتم عليهم خلق كيان صلب يقاوم كل الأخطار المتربصة بهم ويؤمن التعاون والوئام فيما بينهم٠
منقول