جزء من مقال بعنوان عبد الله الطيب والدراسات السودانية
بقلم:الاستاذ خالد محمد فرح
المصدر موقع سودانايل
أما في مجال التاريخ، فإنّ لعبد الله الطيب فرضية مشهورة قال بها على سبيل الحدس والترجيح مفادها أن هجرة المسلمين الأوائل إلى الحبشة التي أشارت إليها كتب السيرة النبوية، إنما تمت إلى بلاد السودان النيلي " نواحي نهر عطبرة كما رجح "، وليس لبلاد الحبشة التي تعرف الآن باسم إثيوبيا. وقد ساق في تأييد تلك الفرضية، جملة من القرائن والحجج اللغوية والجغرافية والتاريخية والبينات الظرفية التي لا يتسع المجال لبسطها.
وكان عبد الله الطيب قد أطلق فرضيته تلك، في معرض بحث له بعنوان: "هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ" قدمه ضمن ندوة حول السيرة النبوية الشريفة، عقدت بالمملكة العربية السعودية في عام 1982.
وقد أضحت هذه الفرضية بمثابة مصدر فخر "وطني" بالنسبة لمن سمع بها من المسلمين في السودان، لأنها ترهص بأن تكون أرض بلادهم أول أرض تطأها أقدام الصحابة الكرام قبل المدينة المنورة نفسها. كما صارت هذه الفرضية مصدر إلهام لكثير من الباحثين السودانيين الذين نسجوا على منوالها، وأشهرهم هو الأستاذ الدكتور الشيخ / حسن الفاتح قريب الله ، شيخ سجادة الطريقة " السمّانية " في السودان، الذي أصدر في أواخر التسعينيات كتابا بعنوان : " السودان: أرض الهجرتين الأولى والثانية ".