خالد على ودالعمدة Admin
عدد المساهمات : 853 نقاط : 2246 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 20/06/2010 العمر : 56 الموقع : خارج ارض الوطن
| موضوع: مقالات نشرة فى النت .....بعنوان قبائل الحباب الجزء الاول الأحد مايو 08, 2011 2:34 pm | |
| مقالات نشرة فى الصحف او المجلات اعبر عبر النت تتحدث عن قبيلة الحباب ، مصدر المقال هذة المرة مدونات سجلات السودان
قبائل الحباب
ربما كان هذه التوطئة ونحن بصدد بيان في تاريخ الحباب( لا عن كتابة هذا التاريخ). مدخلاً ضرورياً للكشف عن جذور غائبة لهذه القبيلة / السلطة. التي لعبت دوراً كبيراً في تحولات شكلت مفاصل تاريخية في هذه المنطقة. ذلك إنه ربما غاب عن الكثيرين من مؤرخي هذه المنطقة( منطقة الحدود الشرقية للسودان) أن التاريخ المرجعي للسلطات السيادية فيها يعود للإمبراطورية التاريخية للحبشة. التي كانت تمتلك مصدراً عريقاً للحضارة والنظم. وعليه كانت هذه الهضبة هي المصدر الرئيسي للهجرات التي استقرت في منطقة الساحل الشمالي الممتد حتى داخل السودان. أي أن القبائل العربية التي هاجرت للساحل الغربي من البحر الأحمر( بعد الهجرات الأولى لقبائل سبأ وحبشات والأجاعز الذين أسسوا مملكة أكسوم التاريخية) كانت تتوغل حتى تصل إلى الهضبة الحبشية ومن ثم تعيد انتشارها في الساحل ولعل هجرة الصحابة رضوان الله عليهم الذين ها جروا إلى منطقة تقراي أكبر دليل على ذلك.
وعلى ضوء ذلك يمكننا أن نفسر هجرة الفونج من الحبشة إلى سنار وهجرة البلو إلى مصوع ومن بعدهم بقليل هجرة أسقدي بن بئمنت مؤسس سلطة الحباب وأخيه بحايلاي بن بئمنت مؤسس سلطة بيت بحايلاي في طوكر وأشهد وجنوب طوكر. وعلى ما يذكر مستر كرافورد رئيس تحرير مجلة انتكويتي التاريخية في وثيقة ( السودان في مدونات ) الموجودة بدار الوثائق السودانية. إذ يشير بصورة واضحة إلى ذلك التزامن التاريخي الذي ظهرت فيه سلطنة الفونج في سنار ومملكة البلو في القرن الخامس عشر. ومن خلال البحث عن الأصول الغامضة للفونج يتعرض كرافورد إلى سلطة قبيلة بيت أسقدي التي لعبت دوراً بارزاً في إجلاء الفونج من منطقة ” إندلال ” إلى سنار كما أجلت في نفس الوقت البلو إلى مصوع. ويؤرخ كرافورد العام 1480 لظهور أسقدي مؤسس سلطة الحباب في الساحل في الوقت الذي كان يؤسس فيه بحايلاي الشقيق الأصغر لاسقدي سلطنة القبلية على طوكر وأشهد ومقدام وصولاً إلى عقيق. وفي هذا الصدد لعب لقب” بحر نقاسي” الذي يعني ” ملك البحر ” حيث كان يلقب به زعماء أبناء أسقدي دوراً كبيراً في خضوع منطقة الساحل تاريخياً لنفوذ الهضبة الحبشية وهو نفوذ استمر قروناً طويلة يمتد إلى القرن الرابع الميلادي الذي اشتمل من هضبة الحبشة حتى جنوب أسوان كما هو مذكور في وثيقة اللوحات الثلاث التي عثر عليها البعثة الألمانية عام 1905 م ( 1) ويشير ج.ك. تريفاسكيس إلى أن هناك اختراقات متأخرة كانت تستقطب ولاء السلطات القبلية في السواحل السودانية والإرترية التي ( وقعت تحت سلطة عائلات كانت تتمتع بعطف ملوك الفونج والأباطرة الإثيوبيين) ( 2) وكان أبناء بحايلاي هم أول من بدل هذا الولاء الحر مع ملوك الفونج وبهذا كانوا أول من يؤسسوا شكلاً من الولاء الحر مع ملوك الفونج وبهذا كانوا أول من سودنوا شرق السودان في حدود منطقتهم حيث قامت بلدتا طوكر وأشهد تخليداً للمؤسس بحايلاي ” توكول” و” أشهد ” فطوكر أخذت اسمها المحرف من اسم توكول بن بحايلاي. حيث أن اللفظ الصحيح لطوكر هو توكر ( كما يستعمله المؤرخ المرحوم محمد صالح ضرار مؤرخ شرق السودان ) بينما ظل اسم ” أشهد” كما هو دليلاً على المأسوية لسلطة بيت بحايلاي في الساحل على أيدي العجيلاب القادمين من منطقة ملهيت كناب بالقاش. هي التي سجلت ذلك الغموض حول تاريخهم العريق الذي لم يبق منه إلا ” شرم بحايلاي ” وكلمة شرم تعني الحوض في لغة التجري التي يتكلم بها قبائل الحباب وبني عامر. وهي تحمل نفس المعنى في اللغة العربية كشرم الشيخ أي (حوض الشيخ) وهو حوض كبير يقع غرب عدوبنة طوله مائة متر أنشأه زعيم بيت بحايلاي لكي تصب عليه كل القبائل من حوله ألبان نيا قها ومواشيها بمناسبة زواج بنته. وكذلك بقيت سيوفهم النادرة التي ترجع إلى أيام الحروب الصليبية كما يذكر محمد صالح ضرار. وبيت بحايلاي اليوم فرع من قبيلة الحباب ومما يعضد وجاهة الرأي القائل بعودة اسمي توكر وأشهد إلى ابني بحايلاي “توكول وأشهد” (وهو رأي الأستاذ والباحث في تراث شرق السودان: الفنان إدريس الأمير) ما ذكره المؤرخ الرحالة العربي أبو القاسم بن حوقل صاحب كتاب صورة الأرض الذي زار منطقة شرق السودان وجنوب طوكر في القرن الرابع الهجري عندما تكلم عن أحوال البجا في هذه المنطقة فقال: ( لا قرى لهم ولا مدن إلا ما ينقل إليهم من مدن الحبشة. ومصر والنوبة) (3) وعن مصب نهر بركه الذي ينتهي في دلتا طوكر قال: (أن وادي بركه يجري من بلد الحبشة مجتازا على بازين ” أي ماراً بمنطقة قبائل البازا” وأخذاً إلى ناحية البجا وينصب بين سواكن وباضع “مصوع” في البحر المالح) (4) أي في نفس مدينة طوكر الحالية وعليه يفيد هذا الوصف الدقيق لمكان مدينة طوكر إنها لم تكن موجودة في القرن الرابع الهجري أي قبل ظهور بحايلاي في القرن الثامن الهجري ولقد طرأ هذا الولاء الجديد للفونج على أبناء أسقدي في مرحلة من تأريخهم.كما يدل على ذلك الطبل الأكبر لنحاس الحباب ويسمى “منصورة ” إذ يرى بعض العارفين بتاريخ القبيلة أن نقارة ” منصورة” تعود إلى أيام مملكة الفونج. وطبول النحاس في قبائل السودان تعتبر رمزا على عراقة القبائل التي تمتلكها كالهدندوة والحباب. وكذلك من سمات العراقة في سكان شرق السودان وقبائلهم وجود امتداداتهم البجاوية في إرتريا التي تقع فيها ثلاث من ممالك البجا القديمة كما يذكر الأستاذ الباحث محمد سعيد ناود. وهي: ( 1- مملكة بقلين التي تقع في خور بركه 2- مملكة جارين التي تقع في السواحل الجنوبية حتى جبل رورا بقلة و3 مملكة قطاع التي تبدأ من نقفة حتى سمهر ) (5) فالكيانات القديمة للبجة كالالقدين. والسودرات والحفرة وبيت عوض والجاسة التي تم تحوير اسمهم زوراً إلى “الخاسة” وهم من اعرق قبائل البجة القديمة كما ذكر ابن حوقل( وهم اليوم قبيلة منقرضة إلا من بعض الإفراد ويسمون هاسا طوكر) كان لها امتداداتها بين إرتريا والسودان في تلك العصور الغابرة تماماً كالكيانات القبلية المعاصرة لكل من الحباب وبني عامر والهدندوة وغيرهم. وبالرغم من أن نظام الرئاسة في الحباب يخضع لتقاليد أبوية بخلاف نظام بعض قبائل البجا والنوبة الذين يعتمدون على نظام توريث ابن البنت أو الأخت للملك بينهم. ومن خلال هذا النظام تمكنت طبقة الحدارب وهي الطبقة العربية من أمهات بجاويات, من الرياسة على قبائل البجة. كقبيلتي بلي وجهينة قديماً والاتمن “العثامنة” أبناء عثمان بن عجيب المانجلك في القرون المتأخرة إلا أن الحباب بالرغم من اعتمادهم على نظام التوريث الأبوي كانوا يخضعون تقاليدهم الرئاسية لصراع القوي داخل القبيلة نفسها أي بين أبناء العمومة. وهكذا انقسم أبناء أسقدي من خلال الصراع الذاتي بينهم على الرئاسة إلى ثلاث قبائل كبيرة هي: 1- الحباب وهم ذرية هبتيس بن مفلس الذي لقب بحباب حينما كان يسمى في صغره حباباي لأنه كان يهوى أكل الحبوب كما هي مثل القمح والذرة. خلافاً لمن يزعمون أن اسم الحباب هو اسم للأرض فقط دون القبيلة. 2- عد تكليس وتعني (آل تكليس) وعد تيماريام وتعني (آل تيماريام). إلا أن الحباب كانوا هم الأكثر عددا حيث تمددت قبائلهم على طول الساحل حتى طوكر. وهذه النزاعات هي التي أدت في نهاية القرن التاسع عشر ضمن أسباب أخرى إلى هجرة الحباب إلى أقصى شمالي شرق السودان في منطقة ” درور” قرب حلايب بقيادة كنتباي محمود إلا أن طقس المنطقة لم يلائم حياتهم فاضطروا بوصية من تاج السر الميرغني للاستقرار بمنطقة “عيت” جنوب طوكر بينما بقى قسمهم الأخر في إرتريا تحت زعامة كنتباي عثمان بن هداد ابن عم كنتباي محمود. واللافت هنا أن هذا الحراك القبلي كان ضمن صراع النفوذ بين الإيطاليين والإنجليز في المنطقة. وحيث أن الحباب كانوا من سكان تلك المنطقة المتنازع عليها بين حكام إرتريا”الطليان” وحكام السودان “الانجليز” فقد كانت نتائج اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت الحدود هي التي كرست انقسامهم. بيد أن لعبة النفوذ فيما يخص الحباب ككيان كانت أقدم من ذلك. أيام سلطة كنتباي حامد الذي كان يملك جيشاً قوياً مسلحاً ويملك منفذ بحرياً في تكلاي أي كان يقارب شكل الدولة فشكل بذلك قلقاً للإيطاليين الذين استغلوا عادة الصراع على الرئاسة بين الحباب مما أدى إلى نفي كنتباي حامد إلى روما وتعيين أخاه هداد حسن بدلاً عنه والذي لم تكن له تطلعات كنتباي حامد. لقد استطاع كنتباي حامد طوال فترة حكمه أن يتعامل مع جميع أطراف القوى من حوله كالإيطاليين والمهدية والأتراك بحكمة. وتمكن من عقد صداقة متينة مع كل من بهت حقوص ( بهت سقنيتي) والأمير محمد عثمان أبي قرجة أمير المهدية ومع الأخير تقاسم معه واردات ميناء تكلاي.( وهي صداقة خلدت اسم كنتباي في أسماء أبناء أبي قرجة) كما استطاع كنتباي حامد أن يرسل ابنه محمد ضمن العمد والقبائل لمعاهدة عثمان دقنة. أن علاقة الحباب مع المهدية لم تكن علاقة ولاء بقدر ما كانت نوعاً من حسن الجوار مع المهدية التي كانت تخوض حرباً ضروساً مع الأتراك ولانجليز ويوحنا ملك إثيوبيا, ذلك لأن الحباب في ظل سلطة كنتباي حامد كانوا أشبه بالكيان المستقل من ناحية كما كانوا من أتباع الطريقة الختمية الميرغنية من ناحية أخرى.
لقد كان كنتباي حامد يملك عقلاً استراتيجياً يتجاوز أوضاع المهدية إلى إمكانية الكيان السياسي المستقل. وربما لهذا السبب كتب تحت اسمه عبارة ” الزعيم الأفريقي” التي حماتها صورته في أحد متاحف برلين بألمانيا. إلا أن كنتباي اصطدم بالبيروقراطية التقليدية لسلطة بيت أسقدي. ذلك أن نظام السلطة في بيت أسقدي كان يخضع لتربية صارمة فالسلطة الجماعية والدموية أحياناَ للقبيلة لم تكن تترك لأي كنتباي الحبل على الغارب خارج التقليد الصارم مهما كانت قوته. وهو ما أدى أخيراً إلى تفتيت الحباب في ظروف الانتقال الإداري لقبائل الساحل الأخرى عنها. بل طالت هذه التحولات كيانهم الخاص. لقد كانت تلك العصبية المغلقة التي تستند إليها سلطة الحباب من طبيعة عربية قحة تقوم على الحفاظ على الدماء ولا تسمح باء راقتها إلا فيما بينها أي بين بني العمومة. وهكذا كلما انتصر كنتباي على أخيه بقتله ضم إليه صغار أخيه حتى يضمن نقاء الدماء!! لقد كانت الارتدادات الذاتية لفكرة السلطة تسمح بالارتقاء المحض في ذات الزعيم الذي لا ينتبه إلى خطورتها إلا عندما يصطدم بالقبيلة ذاتها. غير أن هذه العصبية الدموية كانت تقترن دائماً بنظام الفروسية من الشجاعة والنجدة وحماية الجانب يؤدي إلى خلع القريب وتجريده كما فعل بعض أبناء أسقدي مع أبناء عمومتهم الذين قعدت بهم الهمم عن القيام بواجب الفروسية تجاهم. وعلى العكس كانوا يقدمون من كان يتميز بالفروسية النادرة وان لم يكن منهم كعائلة عمدوي منها البطل المقدام( محمد نور شنقيرا ) وهذه القبيلة تملك صفات فروسية أهلتها للتحالف الوثيق مع بيت أسقدي ضمن تلك الشروط. لقد خلقت تلك التقاليد التي دامت أكثر من 600 سنة وجوداً متميزاً لبيت أسقدي في الساحل الذي شاطرهم فيه أبناء عمهم من بيت بحايلاي. فهم بهذا الاعتبار من أقدم الكيانات المتقدمة في ساحل ونحن لا نقول إنهم فقط كانوا وحدهم أو أن التاريخ بدأ بهم بل كانت قبلهم كيانات مارست أدوارها قبلهم في الساحل كالبلو وبيت بعشو والدقدقي. لكن للأسف أن التاريخ لم يحفظ لنا أخبارهم. ومن المعلوم أن النابتاب (زعماء بني عامر) ظهروا في الساحل بعد الحباب بفترة طويلة حسب ما يذكر المؤرخ محمد صالح ضرار الذي اتفق مع كنتباي حسين بن محمود على أن الحباب أو (عائلة أسقدي أقدم من النابتاب والعجيلاب في جهات سهول مصوع والعقيق وتوكر إذ أن لهم ثلاثين جداً في الرئاسة, والنابتاب لهم أربعة عشر جداً والعجيلاب سبعة أجداد. وحضر الأخيران أي (النبتاب والعجيلاب) من المتمة والقاش واتفق معي على أن نعتمد لكل ثلاثة أجداد مائة سنة) (6) أما من حيث النسب العربي لبيت أسقدي فبالرغم من إننا لانقطع قطعاً جازماً بذلك النسب إذ جرت دماء كثيرة غيرة ذلك النقاء العرقي السابق. لكن يبقى النسب الذي يلحق بالاب والجد حسب الشريعة والنظام الأبوي العربي.فخلافاً لما ذهب إليه كل من الدكتور عون الشريف قاسم في كتبه معجم القبائل السودانية. وما ذهب إليه المؤرخ محمد صالح ضرار من أن الحباب ترجع أصولهم إلى بني هاشم من ذرية الفضل بن عباس بن عتبة ابن أبي لهب. الذي كان أخضر وهو القائل:
وأنا الأخضر من يعرفني*أخضر الجلدة في بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجداً يملاً الدلو إلى عقد الكرب
يرى الحباب أن أصولهم ترجع إلى بني مخزوم كما ذكر كنتباي حسين للمستشرقة ألمانية الدكتورة “هيرما” من أن جد الحباب هو عمرو بن هشام أي أبوجهل وليس أبالهب. كما ورد في شجرة النسب التي جاء بها كنتباي حسن بن كنتباي محمود من منطقة عدي قيح بإرتريا. وبالرغم من الدعاية الواقعية في خضرة الفضل بن العباس إلا أن أنساب الحباب لبني مخزوم كما هو مثبت في شجرة النسب له العديد من الأسباب التي تؤيده. وأن كان الأمر كما ذكرنا لا يفيد القطع . فالذي يفيد القطع هو الأصول العربية لكافة قبائل الساحل وجنوب طوكر أي بني عامر والحباب. وهي أصول تمتد في جذورها إلى الهجرات القديمة لقبائل جعز وحمير وحبشات واللغة التي تتكلم بها قبائل الحباب وبني عامر هي لغة عربية قديمة أو على الأصح احدي فروع لغة الجئز التي هي الأصل العربي الجنوبي القديم للغة التجري والتجرينية والامهرية. ومن انتساب الحباب إلى بني مخزوم ما ذكره الطبري من أمر المخزوميين الذين بعثهم عمر بن الخطاب في عهده إلى الحبشة بقيادة ود بن هشام المخزومي وما يؤكد ذلك: الوثيقة التي اكتشفها المستثرق الإيطالي كوروللي عام 1941م وهي وثيقة تتحدث عن وجود دولة إسلامية قديمة في قلب الحبشة بإقليم شوا( الإقليم الذي تقع فيه مدينة أديس أبابا اليوم) كان تسمى بمملكة المخزومي (ولقد أسس المخزوميون دولتهم في عام 382 هجري) (7 ) ولقد تفككت هذه الدولة تحت ضربات المملك الحبشية النصرانية التي كانت تحيط بها . ويذكر صاحب كتاب ” أهل بلال” أن العائلة المالكة للمخزوميين بعد انهيار المملكة لجأت إلى مملكة تجراي الذين كانوا حلفاؤها. وبالرغم من أن بيت أسقدي في بعض رواياتهم إنهم انحدروا من منطقة إقليم تجراي إلا إنهم ينفون نفياً باتاً أية صلة نسب لهم بتقراي. وربما كانت هذه الروايات التي ينتسبون بها لقريش ( وبنو مخزوم بطن من قريش) في أخبارهم وأشعارهم وتراثهم الشفاهي تعود لتلك العائلة المخزومية التي عاشت في تقراي.
هكذا بدت تحولات هذه القبيلة العريقة عبر أقدار تاريخية قاربت في بعض مراحلها شكل الكيان السياسي المستقل يسندها في ذلك نظام سلطوي محكم وعريق زاوج بين البداوة والحضارة وشكل نمطاً متميزا لسيادة جماعية دامت أكثر من600 سنة. وتفككت بفعل تناقضات داخلية ومطامع استعمارية وصراعات نفوذ في المنطقة لم تكن مستقرة يوماً من الأيام.
ونحن نعلم أن كتابة تاريخ الحباب أكثر من هذا البيان الذي نحن بصدده. ولا يزال هناك الكثير من الحقائق حول تاريخ هذه المنطقة يقبع في المدونات التاريخية الإيطالية والإنجليزية التي لم تترجم حتى اليوم وكذلك في المدونات الحبشية الإثيوبية وكتابات المستشرقين التي تحتاج من أبناء هذه المنطقة القيام بترجمتها من مصادرها الغنية ومقارنتها بالمراجع التاريخية العربية القديمة ولآثار والتراث الشفاهي الغني للمرويات والأشعار والأخبار في لغة التجري للخروج على الأقل بصورة تقارب الحقيقة. وبالرغم من الجهود المقدرة والمشكورة التي قام بها مؤرخ شرق السودان الأستاذ/ محمد صالح ضرار رحم الله, والجهود والكتابات الإضافية التي أنتجها ابنه الأستاذ ضرار صالح ضرار أطال الله بقاءه- إلا أن كتابة تأريخ منطقة الساحل وجنوب طوكر وتاريخ كل قبيلة على حده. هو بالتأكيد أكبر من جهود الأفراد بكثير ذلك أن هذه المنطقة لايزال لديها تاريخ مسكوت ويحتاج إلى مزيد من الوعي والمعرفة والتجرد وجهود عملية جماعية كبيرة حتى نستطيع التعرف عليه بصورة أكثر عمقاً وشمولاً.
ملحوظة:
تم حذف المرجع لضرورات فنية
المصدر مدونات سجلات السودان | |
|